المعجم اليمني

برع

ب ر ع

تعريف-1: البَرَع: رقْصُ الرّجال القويّ السّريع؛ وهو رقصٌ حربيٌّ متعدّدُ الإيقاعات والحركات وأسماء الرّقصات، ويؤدّونه بالخناجر مُشهَرةً في أكفّهم وقد يكون بالبنادق معروضةً على الأكتاف. والبرع اسم جمع، ولكنّه يقال: البَرْعات للعدد المحدّد من رقصاته، وواحدته البَرْعَة، أمّا أفعاله فمزيدةٌ بالتّاء يقال: ابْتَرَعَ يَبْتَرِعُ، وجاء في قصيدة الخفنجيّ المنوّه بها قبل قليل: من مجزوء الكامل إلّا أنّ في نهاية صدره حركةً وسكوناً زائدتان . السِّرّ حُسْنَ الظَّنّ باللهْ عِنْدِي، وِصَلِّيْ لكْ بَرَعْ وقال (من المتقارب): سَلامْ ما يدُقّ ابن شَنّانْ عُوْدْ وما يِبْتَرِعْ عِيْضِهْ وِما يِرْطُنُوا في المُصَلَّى هُنُوْدْ وِقَدْ طبخُوا بَيْضِهْ وممّا جاء في الأمثال ـ شعراً ـ من مجزوء الرّمل: ضَرْبة المَرْفعْ٭بِـ (شُقّحْ) و البَرَعْ في (الفَوْدَعِيِّهْ) وشُقّح والفودعيّة قريتان متباعدتان من قرى العُدَين، والمرفع هو: الطّبل، ويضرب المثل في التّنافر والتّباعد بين شيئين يجب أن يكونا متلازمين، ويقال المثل بعباراتٍ مختلفةٍ باختلاف المناطق، ففي صنعاء يقال: «الدَّقَّهْ بصنعا، والبَرَعْ في ذمار» وعندنا يقال: «الدّقّهْ بِسُمارَهْ، والبَرَعْ في السَّحُول» . ومن الأمثال الشّعبيّة «شُلُخ الكَبْرَهْ مِثْل بَرَعَ الثَّوْرْ» والشُّلُخ٭: الدّلال، والكَبْرَة هنا: المرأة العجوز، والبَرَعُ هنا: القفز والتَّوَثُّب فرحاً وطرباً ومثل هذا يحلو منَ التّبِيع الصّغير حينما يعتريه الفرح فيأخذ في القفز والتّوثّب كما هو معهود، ولكنّ هذا لا يحلو من ثورٍ كبير، وكذلك الدّلال يحلو من الفتاة ولا يحلو من امرأةٍ كبيرة . ومن الأمثال الشّعبيّة أيضاً: «البَرَعْ لهمْدان، والمدح لابن خليل»، ومنها: ابْتَرِعُوا سَابـِــرْ يا اهل (داعِرْ) الشّيخ بِيِرْباكُمْ يا اهل داعِر وسابر٭بمعنى: صحيح وسليم، وداعِر: قريةٌ من بني مطر على كنفٍ من أكنافِ جبل النّبيّ شعيب، ويرباكم: ينظر إليكم، والمثل يضرب لمن لا يتوخّى إتقان العمل إلّا أمام الآخرين أو ذي الشّأن كالشّيخ . والمِبْراع: ساحة البَرَع، وفي الأمثال الشّعبيّة: «ما يدخل المِبْراع إلّا ساتِرْ» والسّاتر٭: القادر المستطيع، والمُبْتَرِع من يقوم بالبَرَع، وفي الأمثال أيضا: «المُبْتَرِع يجي لا عند الطّاسة» والطّاسة: الطّبل الصّغير الرّنّان الّذي يضبط إيقاع البَرَع بجانب المرْفَع؛ أي الطّبل الجهير . تعريف-2: أبْرَعَ الأناء يُبْرِع: نزَّ منه الماءُ ورشح، يقال هذا للإناء الفخّاريّ الجديد الّذي لم تَتَصَمَّتْ مسامّه لطول الاستعمال ومثل هذه الأواني تتّخذ لتبريد الماء؛ لأنّها تكون أسرعَ إلى التّبريد بحكم التّبخّر. و بُرَع: اسم جبلٍ يمنيّ، ينبتُ من وسط تهامة، ويرتفع ارتفاعاً كبيرا، وفي الماضي كان الصّعود من سفوحه إلى قمّته سفرَ يوم، وفيه وادي (رجاف) محميّةٌ طبيعيّةٌ قديمةٌ بعَدّه وقفاً لما يعيش فيه من حيوان، واشتُهر من أبناء بُرَع القطبُ الصّوفيّ عبد الرّحيم البُرَعيّ في اليمن ومصرَ والسّودان وشرق إفريقيّة بين الحركاتِ الصّوفيّة، وكلّ من اسمه (بُرَعِي) في مصرَ خاصّةً فقد سُمّي به تيمّنا، أمّا النّاحية اللُّغويّة فإنّها غامضة، وأقربها إلى الإمكان أنّه سمّي (بُرَع) لكثرة ما ينـززه من مياه . تعريف-3: البَوْرَعيّ منَ الطّيور: الخطاف أو السّنونو أو عصفور الجنّة، أعرف منها ثلاثة أنواعٍ في اليمن، نوعين مهاجرَين، ونوعاً مقيما، فأمّا المهاجرة فالنّوع الأوّل منها كبيرٌ لامِعُ السّواد ظاهريًّا رماديّ الباطن، لا يراه أحدٌ يحطّ على الأرض؛ وكأنّه لا يحطّ إلّا ليلاً، والثّاني صغيرٌ وهو أسودُ جميلُ الشّكل، يحطّ أكثر ما يحطّ على أسلاك المواصلات والكهرباء منتظماً في صفوفٍ تتّجه برؤوسها إلى اتجاهٍ واحد، وهما موصوفان بتفصيلٍ في المراجع. أمّا النّوع المقيم فهوكبير، أكبر قليلاً منَ النّوع الأوّل، إلّا أنّه أغبرُ اللّون، ويبني أعشاشه بالطّين المجبول في التّجويفاتِ الصّخريّة المرتفعة في الضّياح والحيود ـ الشّواهق الجبليّة الزّلّاء ـ ويتغذّى بصغار الحشراتِ الطّائرة في أثناء طيرانه . والبَوْرَعيُّ يظلّ محلّقاً فوق الحواجز المائيّة من سدودٍ وبُرُكٍ ونحوها، وبين الحين والآخر ينحدر مصوِّباً نحو أسطحها حتّى يلامسها بمخالبه وهو يفعل ذلك لالتقاط الحشراتِ الّتي تحوم فوق وجه الماء، أو تحطّ على بعض ما يطفو عليه، والنّاس يظنّون به حمقاً وأنّه يرى خياله في الماء فينقضّ عليه ليصطاده، ولهذا يضربون بحمقه وقلّة عقله المثل فيقولون «عَقْلْ بَوْرَعي» لكلّ من يفعل أو يقول ما يوحي بالحُمق وخفّة العقل .


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter