بسل

تعريف-1: البَسالُ والبَسْلَةُ: النّضج على النّار، والباسِلُ: الطّعام النّاضج عليها . يقال في المجرّد اللّازم: بَسِلَ الطّعام يَبْسَلُ بَسالاً وبَسْلَةً فهو باسِلٌ وبَسيل. ويقال في المتعدّي المزيد بتضعيف السّين: بَسَّلَ فلانٌ الطّعام يُبَسِّلُهُ بِسَّالاً ونقول تبسيلاً فهو مُبَسِّلٌ له والطّعام مُبَسَّل. وجاء في الأمثال الشّعبيّة: «شِرْكَهْ بين سبعهْ ما تِبْسَلْ» والشِّرْكَةُ هي: اللّحم، أو ما يُشتَرى منَ اللّحم لليوم. والأصل في الشِّركة هي: الذّبيحة الّتي يشترك جماعةٌ منَ النّاس في اقتسامها أسهماً لكلّ واحدٍ حسب طلبه، ثمّ أصبحت تطلق على مقدارٍ منَ اللّحم يشترك اثنان أو أكثر في شرائه وطبخه واقتسامه على الغداء مثلا، ثمّ أصبحت تطلق على ما يشتريه الفرد لبيته منَ اللّحم، ثمّ أصبحت تطلق على اللّحم نفسه، والمراد بالمثل أنّ العمل الّذي يجتمع على القيام به عددٌ منَ النّاس أكثر ممّا هو مطلوبٌ لا ينجح. وجاء في الأمثال أيضا: «باسِلْ قال: غاق» وقصّته أنّ عدداً منَ المجّان خرجوا في نزهة، وحشّشوا حتّى فقدوا التّمييز، وأحسّوا بالجوع فاصطادوا أوّل طائرٍ لاح لهم، ولم يكن إلّا غراباً، ومع ذلك بحثوا حولهم عن نارٍ لِشَيِّه، فلم يجدوا إلّا رماداً من بقايا ما يوقده المنتزّهون في نزهاتهم، ومرّغوا الغراب في الرّماد وتخيّلوه قد بَسِلَ، وهو في الواقع لا يزال حيّا، فكانوا كلمّا شدّوه نعق، وهم يقولون في استنكار: باسِلْ. قال: غاق! و(غاق) حكايةٌ لصوتِ الغراب. وهذه مادةٌ لُغويّةٌ قديمةٌ وأصيلة، وقد عُثر منها على صيغةٍ واحدةٍ فيما تمّ كشفه حتّى الآن من نقوش المسند، وهذه الصّيغة هي (المَبْسَل) من أقسام البيت، وهي بمعنى: المطبخ؛ انظر: (المعجم السّبئيّ: 32). ومنَ المجاز استعمال هذه المادّة في حالة المرض، فالمريض الّذي ترتفع درجة حرارته إلى حدٍّ بعيدٍ ويشعر بالآلام في كلّ موضعٍ يجسّه من جسمه يقول: أشعر بأنّ جسمي كلّه باسِل. وكذلك قولهم لمن يطول به البكاء حزناً ونحوه: أصبحتْ عيونه باسِلةً من كثرة البكاء، ولهجاتنا قد لا تستعمل صيغة المثنّى فيما هو اثنان من أعضاء الجسم، كما أنّ استعمال صيغة المثنّى عامةً قليلٌ في لهجاتنا. وبشل وتَبْشَل في بعض اللّغاتِ السّاميّة الأخرى بمعنى: الطّبخ والإنضاج، وهي من هذه المادّة؛ لأنّ السّين تتحوّل إلى شينٍ في قواعد اللّغاتِ السّاميّة.

المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter