المعجم اليمني

ثبت

ث ب ت

تعريف-1: الثَّبْتُ في المطحن هو: البناء الّذي يُبنَى حولها ليرفعها عن الأرض بالقدر المطلوب للطّاحن الواقف، وليثبتّها في الأرض، ويسمّى: الهِجانَة٭ أيضا.


استطراد لأنّ المطحن أو الرّحى قدِ اندثرت في اليمن مدينةً وريفا، فمنَ المستحسن إيرادُ ما أعرفه من أسماء أجزائها ـ بلهجتِي وما أعرفه منَ اللّهجات الأخرى. وسأذكر هنا كلّ ما أعرفه، يستوي في ذلك منَ الأسماء ما هو قاموسيّ، وما هو منَ المفرداتِ اليمنيّة الخاصّة. وسأعود إلى ذكر ما هو منَ المفرداتِ الخاصّة، كلّ لفظٍ في بابه. 1 ـ العِلْو: القسم الأعلى من شقّيِ الرّحى. 2 ـ السِّفْلُ: الشّقُّ الأسفل الثّابت من شقّيِ الرّحى، والمقابل المطابق للعِلْو. 3 ـ القِيْرة: هي الرّائدُ كما في قواميس اللّغة، أو اليد الخشبيّة المثبّتة في العِلْو لتدير العِلْو، وتسمّى: اليد أيضا. 4 ـ الفُوْرَة: هي الخُزُّ كما في القواميس أي: الفتحة الدّائريّة في وسط العِلْو، والّتي يوضع فيها الحبّ حفنةً بعد حفنةٍ لطحنه. 5 ـ العَنَفَة: قطعةٌ خشبيّةٌ قويّة، طولها نحو اثني عشرَ سنتيمترا، تثبّت في وسط فتحة الفورة فتكون قُطْراً لها، وفي باطنها ممّا يلي السِّفْل نُقرةٌ غيرُ نافذة، وإليها يصعد القُطْب من خلال فتحةٍ في السِّفْل فيدخل رأس سهم القُطْب الأملس في تلك النّقرة الملساء في العَنَفَة فيرفع العِلْو قدرَ الحاجة ليدور ويطحن الحبّ (دقيقاً) أو (حثيثاً) أو (جشوشاً) حسب الحاجة أيضا، وتسمّى أيضا: القفّة. 6 ـ القُطْب، وهو: عودٌ قويٌّ يُثبّتُ تحت المطحن، ويَصْعَدُ من خلال الفراغ الّذي تحتها ليدْخُلَ خلال السِّفْل ويصل رأسه إلى العِلْو داخلاً في النّقرة الّتي في العَنَفة ليرفعها بقدر الحاجة، ويسمّى السُّفُود بضمّتين خفيفتين، وهي لهجةٌ في: السّفّود بتشديد الفاء. 7 ـ السّهمُ هو: الرّأس المدبّب للقطب وهو مدبّبٌ تدبيباً تدريجيًّا لينتهي برأسه الأملس الّذي ينفذ ليدخل في نقرة العنفة ويرفع العِلْو بقدر الحاجة لنوع الطّحين، إن دقيقاً فدقيقٌ وإن حثيثاً فحثيث، وإن جشوشاً ـ جريشاً ـ فجشوش٭ وهذا هو سرّ الرّحى اليمنيّة الّتي تديرها أدنى قوّة، فليس عِلْوها مطروحاً طرحاً على سِفْلها، بل هو مرفوعٌ بالقطب، وإذا لم يكن في المطحن حبٌّ فإنّ الطّفل يستطيع أن يديرَها بسهولة، خلاف ما عرفناه منَ المطاحن خارج اليمن فعِلْوها موضوعٌ على سِفْلها وضعا، وما ذلك العود الّذي يبرز منَ السِّفْل ويدخل في العِلْو إلّا مثبّتاً للعِلْو منَ الانزلاق عند الطّحن، وعلى هذا فإدارتها تحتاج إلى قوّة، وطحينها ليس إلّا ضرباً واحدا. 8 ـ الثَّـبْتُ، وهو ما ذكرنا في البداية، ويسمّى أيضا: الهِجانة ويوجد فيه ما يلي: 9 ـ المَوْدِيّ٭ وهو: إناءٌ كالقدر يُثبّت في أعلى الثَّـبْت على يمين الطّاحنة، وفيه يُوضع الحبّ لتأخذ الطّاحنة منه ودْيَةً ودْيَة، ويسمّى أيضا الموده. 10 ـ المَهْجِنُ٭والهجنُ وهو: الخندق الدّائريّ المطبق بشقّيِ الرّحى الدّائريّ، ويسمّى أيضا: الحَوْج، وإليه يتحدّر الطّحين شيئًا فشيئا، ومنه يجمع ويؤخذ في النّهاية، ومن متعلّقاتِ المطحن: 11 ـ المَسْتَفَة٭ وهي مكنسةٌ صغيرةٌ ـ فرشاة ـ بها يجمع الطّحين منَ الحوْج. 12 ـ الوَدْيَة٭وهي: الحفنة منَ الحبِّ الّذي تأخذه الطّاحنة، وتلقيها في الفَورة وَدْيَةً بعد وَدْيَة. 13 ـ الوِقارَةُ٭وهي: عمليّة تجديد شقّيِ الرّحى بإعادة تخشين باطن العِلْو وظاهر السّفْل، وذلك بوساطة مِطرقةٍ صغيرةٍ تسمّى المَوقَرة، يوقِّر بها الموقّر وجهيِ الرّحى ليعيد إليهما شيئًا منَ الخشونة بعد أن يكونا قدِ املاسّا فنقصت قدرة المطحن على الطّحن، ومن (و ق ر) جاءت تسمية هذه العمليّة بالوِقارة، ويسمّى من يقوم بها بـ (الموقِّر) بكسر القاف المضعّفة، وتسمية هذه المِطرقة الصّغيرة بالموقَرة، وهذا يشير إلى أنّ مادّة (و ق ر) في اللّغة كان لها معنى مادّة (ن ق ر) فتدلّ على النّقر والتّنقير على وجهٍ من وجوهه. 14 ـ البِثّاية: هذه منَ الكلماتِ الّتي لها علاقةٌ بالمطحن، والبِثّاية هي: حفنةٌ منَ الحبّ تطحنها الطّاحنة لتنظيف المطحن. وأصل ذلك أن تأتي الطّاحنة لتطحن برّا، يُطحن منه الطّحين الدّقيق النّاعم وذو البياض النّاصع، وبهذه البِثّاية تُنظّف الطّاحنةُ المطحنَ من آثار ما بقي في جوفها من بقايا ما طُحن بها من قبل، وهي تطحن البِثّاية وتُنحّي طِحنها جانبا، وذلك لتضمن (دقيقَ بُرٍّ) لا تشوب بياضَه النّاصع شائبة.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter