المعجم اليمني

ثيل

ث ي ل

تعريف-1: الثَّيْل: في اللّغة اليمنيّة القديمة، هو: سيل الحمم البركانيّة المنصهرة، ولم تأتِ فيما تمّ العثور عليه من نقوش المسند إلّا في نقشٍ واحد، هو: (سي/323 / c) لمستنسخٍ من بلدة (الحُقَّة) في مخلاف (همدان ـ حملان)، وفيما تمّ نسخة منَ النّقش، تكرّرتِ الكلمة ثلاث مرّاتٍ بهذه الصّيغة الاسميّة الوحيدة، أي صيغة الاسم المعرّف للمفرد المذكّر (ثيلن = ثيلان) معرّفاً بالألف والنّون في آخره ـ أي (الثّيل)، كقوله: وأتو/ هأ / ثيلن/ عدى/ أرض/ مأذنم/؛ أي: وأتى هذا الثّيل حتّى أرض مأذن. وقد جُهِل الجذر (ث ي ل) كمادّةٍ لُغويّةٍ متصرّفةٍ إلى أفعالٍ وأسماءٍ دائرةٍ على ألسنة النّاس، بهذه الدّلالاتِ المحدّدة نفسها. ولكنّ اللّهجاتِ اليمنيّة احتفظت بعددٍ منَ الصّيغ الاسميّة المشتقّة من هذا الجذر اللُّغويّ، وأطلقتها في أزمنةٍ مختلفةٍ أسماءً لعددٍ منَ البلدان والأماكن، الّتي تجسّد بطبيعة تكوينها هذه الدّلالات، ممّا يدلّ على استمرار الدّلالة بحكم العلاقة الدّلاليّة للأسماء بمسمّياتها، ولكنّ النّاس مع مرور الأيّام جهلوا هذه الدّلالات وهذه العلاقة، إلّا أنّ الخبراء الجيولوجيّين والدّارسين اللُّغويّين لا يزالون يجدون أنّ العلاقة بين هذه الأسماء وبين مدلولاتها على الصّعيد المادّيّ مستمرّةٌ ومجسّدةٌ تجسيداً موضوعيًّا واضحا، ومن أسماء البلدان اليمنيّة المشتقّة منَ الجذر (ث ي ل) بما كان لمشتقّاته من دلالاتٍ ما يأتي: أوّلاً: الثّيِّلُ: اسم قريةٍ في منطقة (قُطابر)، من أراضي (جماعة)، شَمال مدينة (صعدة). ثانياً: الثّيْلة: اسم قريةٍ من قرى (الشّعيب) في منطقة (الضّالع). ثالثاً: الثَّيّلة: اسم قريةٍ في وادي (خَبّ) في (الجوف). رابعاً: الثيلة: اسم قريةٍ تابعةٍ لقبيلة (مراد) في مديرية (الرّحَبَة ـ رحبة مارب). خامساً: المثيْل: أصبح مركزاً إداريًّا في منطقة (دمت)، سُمّي باسم قرية (خربة المثيْل). سادساً: يَثِيْلُ: اسم مدينةٍ يمنيّةٍ قديمةٍ بالجوف، وهي من أهمّ المواقع الأثريّة في اليمن، وأكثرها سلامةً منَ الخراب والتّخريب، ولا يزال معظم سورها قائما، وكثيرٌ من أساسات بيوتها وأبنيتها ظاهرا، وقد عملت فيها بعض البعثاتِ الأثريّة الغربيّة، وآخرها البعثة الإيطاليّة برئاسة البروفسور (إليساندرو دي مجريت) الّتي رَمّمت وأبرزت معبد إلهها الرّئيس (نكرح). ومن خلال هذه الأسماء البلدانيّة، وصيغها المتعدّدة، والّتي أطلقت على مسمّياتها منذ أزمنة، منها ما هو قديمٌ بالتّأكيد مثل (يثيل) المعروفة في نقوش المسند منذ أكثر من خمس مئة عامٍ قبل الميلاد، نستنتج أنّ مادّة (ث ي ل) كانت مصرّفة، فيقال فيها: ثال يثيل ثيلاً وثيلاناً.. إلخ كما يقال في: سال يسيل سيلاً.. إلخ. منَ الواضح أنّ بين مادّتي (ث ي ل) و(س ي ل)، وكلمتيِ (الثّيل) و(السّيل) تماثلاً في البناء الصّوتيّ وفي الدّلالة الذّهنيّة والموضوعيّة، أي في (المنطوق) و(المفهوم) رغم بعض التّفاوت في الشّكل والكيفيّة لا من حيثُ الجوهرُ والماهيّة. فكلا الجذرين ـ (س ي ل) و(ث ي ل) ـ ثلاثيٌّ أجوف، يأتي على وزن (فَعْل)، وحرفاهما الأخيران متطابقان، والفارق بين حرفيهما الأوّلَين فارقٌ رماديّ، لتقارب المخرجَين، ولأنّهما ـ السّين والثّاء ـ يتبادلان الأماكن منذ القديم.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter