المعجم اليمني

جحر

ج ح ر

تعريف-1: الجَحْر: انحباسُ المطر مع ارتفاع درجة الحرارة في موسمينِ معيّنين في أثناء العام الزّراعيّ في فصلي الصّيف والخريف، فلا يسمّى انعدام المطر في الشّتاء ولا في الرّبيع جحْرا. ونقول: الجَحْرَة ولكنّ الجَحْرَ أشهر، والجحْرَة في المعجمات كما في اللّسان والتّاج وغيرهما، تطلق على السّنة كلّها، فالجَحْرة فيها هي: السّنة الجدبة القليلة المطر. أمّا في لهجات أهل اليمن فمهما بلغ الجدب فإنّه لابدّ من سقوط أمطار، ولكن هناك في السّنة جَحْران لابدّ منهما، ويتوقّف خصب السّنة وإجدابها على قصرهما وطولهما، فإذا لم يتجاوزا أيّامهما المعلومة أخصبت، وإذا تجاوزاها أجدبت. وجاء في المقولاتِ الزّراعيّة: «لا بُدّ مِنَ الجَحْرَيْنْ لَوْ يَلْتَقِيْ البَحْرَيْن» أي: لو أمطرت حتّى يلتقي البحران . والجَحرُ الأوّل، هو (جَحْرُ الثّور) ويكون في الصّيف، والثّور هو النّجم الخامس من نجوم الصّيف السّتّة. والجَحرُ الثّاني هو (جَحْر العَلِب) والعلب هو النّجم الثّاني من نجوم الخريف السّتّة، وهو أشدّ إضراراً بالزّراعة، خاصّةً إن هو طال، ولهذا جاء في المقولاتِ الزّراعيّة: لا يِعْجِبَكْ زَرْع مالَكْ باوَّلهْ وِعادْ جَحْرَ العَلِبْ فيه السُّمامْ وممّا جاء فيه منسوباً إلى عليّ بن زايد: جَحْرَ العَلِبْ يا محمّدْ قَطَّعْ سَبُولَ العَناقِيْدْ وإذا اتّصل الجَحْرَان بلغا مئة يومٍ ويسمّى «جَحْر المِية» وتكون السّنة جديبة، ولا نقول: سنّةٌ جَحْرةٌ كما في المعجمات. تعريف-2: الجُحْر: لغةً هو: كلّ ما تحفره الهوام والسّباع لأنفسها على الأرض. والجمع: جُحُور، وأجْحُر، وأجْحار. ومنذ القديم كان لهذه المادّة استعمالٌ مجازيّ، بإطلاق كلمة الجُحْر على فتحة الدُّبُر، وعلى فتحة القُبُل أيضا، ففي الحديث قوله X: «إذا حاضتِ المرأة حرمُ الجُحران»؛ أي اكتمل التّحريم، فالدّبر محرّم أصلا، وبالحيض يحرم القبل أيضا. وفي لهجاتنا أصبحت كلمة الجُحْر اسماً للمؤخّرة والعجيزة عند الإنسان وغيره حتّى مؤخّرة الأشياء يطلق عليها هذا الاسم، وهي الكلمة الأكثر شيوعاً منَ الأسماء المتعدّدة الّتي يطلقونها على العجيزة مثل سائر الأشياء الّتي لا يستحبّ ذكرها فيرتجلون لها أسماءً متعدّدة. وهنالك عددٌ منَ الأمثال الّتي ترد فيها كلمة (الجحر)، منها: «جِحْرْ في القاعُ، ولسانْ ذراعْ» و«لِسان قرّاعَهْ وِجِحْر في القاعَهْ» ويضربان في العاجز المكثر منَ الكلام، وهما مثل قولهم: «أنفٌ في السّماء واستٌ في الماء». و«كُبِرْ جِحْرِهْ» و«جِحْر مَنْ تِعِسْ» و«فمْ مفتوحْ، وِجِحْرْ مطروح» ويقال في الكسول لا يعمل ويريد طعاما، وعبارة: جحْر الحمار، تدلّ على الضّيق والشّدة، و«فلانٌ في جِحْرَ الحمار» تفيد ذلك. عاد مزارعٌ وعلويٌّ وتاجرٌ منَ السّوق دون أن يصيبوا رزقا، فكانوا يسيرون في الطّريق وهم مغتاظون ومرّوا برجلٍ فسأل الأوّل: من أين جئت؟ فقال: «من جِحْرَ الحمار» وسأل الثّاني فقال: «من جِحْرَ الحمار من خلف سبع روثات» ثمّ سأل التّاجر فقال: «من خلف السّيّد». وكذلك قولهم: «إذا انت سالي فجِحْرَ الحمار مفرج» والمفرج في البيوت: غرفة الجلوس المطلّة على مناظرَ جميلة. وكذلك قولهم: «ما يدْحنَكْ في الحَيد إلّا جِحرك» يضرب في الشّرّ يأتي من أقرب النّاس إليك، ودَحَنَ بمعنى زحم ودفع، لأنّ الإنسان حينما يأتي للجلوس في شرف حيْدٍ مرتفع، كثيراً ما يرطم مؤخّرته في بروزٍ فيقع متردّيا. ومن إطلاقها على مؤخّرة أيّ حيوانٍ جاء المثل: «بَقْصَهْ بـجِحْر جمل» ويضرب في الكبير لا يؤثّر فيه العمل الصّغير. و من إطلاقها على مؤخّرة الأشياء جاء المثل: «كلّ زَبِيْبِهْ بِجِحْرها عُوْدي» ويضرب في التّساوي. و من شعر التّكبّر والاستعلاء قول أحمد شرف الدّين المعروف بالقاره: ما احَقّ جِحْرَ القَبِيْلِيْ بالثَّفَرْ لَوْلا تِحَجَّى عَلَيْهْ جِحْرَ الحمار وتحجّى هنا: حال بينه وبينه، والقصيدة المذكورة فيها هجوٌ مقذعٌ لمواطنين، ولم نسمع بشاعرٍ يهجو مواطنيه عامّةً لا لشيءٍ إلّا استعلاء عليهم.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter