المعجم اليمني

جفجف

ج ف ج ف

تعريف-1: جَفجَفَ الطّائرُ بجناحيه بُجَفْجِفُ جَفْجَفَة: دفّ بجناحيهِ وضَرَبهما ليطير، ومن أغاني العفويّ قولهم: وَاللهْ يا حِيْنْ قالوا شَدّ..سارْ إنَّ الكَبِدْ جَفْجَفَتْ والقلبْ طارْ استطراد هذا البيتُ من مجزوء البسيطِ صحيحُ العَروض، وهو ضَربٌ منَ (البسيط) نادرٌ جدًّا في الشّعرِ العَربيّ، والعَروضيُّونَ لا يجدونَ منَ الشّواهد إلّا القليل، بل إنّ أشهرَ شاهِدين هما مقطوعتان منَ الشّعر، أوّلهما تقول بدايتها: بَلِّغْ سُلَيْمَى إذا لاقَيتَها هَل تُبْلَغَنْ بَلدَةٌ إلّا بِزادْ وثانيتهما تقول: ماذا وُقُوفيْ على ربعٍ خَلا مُخلَولِقٍ دارِسٍ مُسْتَعْجِمِ ولا تكاد كُتُبُ العَروضِ تخرجُ عن هذين الشّاهدَين. أمّا شِعرُ العّامّيّةِ في اليمنِ فقد حافظَ على هذا الوزنِ وجاءَت به قصائدُ ومُقَطّعاتٌ وأبياتٌ منَ الحُمينيّ والعفويّ والقَبَلِيّ. فمنَ الحُمينيّ اشتُهرت في الغناءِ قصيدةُ مُحسن فايع: يا مَنْ عَلَيْكْ التَّوكُّلْ والخَلَفْ وَمَنْ لكَ الْطافْ فِيْنا سارِيِهْ ولا يكادُ يخلو ديوان شاعرٍ حُمَينيٍّ من هذا الوزن، فللآنسيّ: يِقُوْلُوْ (اسْعَدْ) طَلَبْ عَيْنَ الحَياهْ وِدارْ وِدَوَّرْ وِما خَلَّى مَكانْ وقوله: يا لَيْلْ عِلْمَكْ بِمَنْ عانَى السَّهَرْ وِمَنْ طَرَدْ بالقَلَقْ فِيْكَ الهُجُوْعْ وقوله: لِكُلّ ما عَزَّ قِيْمِهْ غَالِيِهْ وِسِلْعَةَ المجْدْ أغلا ما يُبَاعْ ولِعليّ حسن الخَفَنجيّ قَصِيدةٌ فُكاهِيّةٌ طريفة: عَوادْ يا عَقْلِيَ الرّاجِحْ عَوادْ اِرْجَعْ لحُبّ الخَلاعَهْ ثانِيِهْ وغير ذلك كثير، ومن طريف ما يُغَنّى منَ المقولاتِ الشّعبيّة: يا ليْتَنِيْ طَيْرْ وَاجْناحِيْ سُلُوْسْ واظِلِّلَ الخِلّ مِنْ حَرَّ الشُّمُوْسْ والسُّلوس: ما يُتّخَذُ حِليةً من سلاسل الذّهبِ والفِضّةِ ونَحْوِهما. ومن طَريف ما غنّاه المتلهّفون للزّواج في منطقة العُدين منَ الكلاع قولهم في الدّعاء للشّيخ الّذي سهّل الزّواج بجعلِ الشّرط ـ مقدّمُ المهر ـ على قسطين مُقدّمٌ ومؤخّر: اللهْ يِخَلِّيْكْ يا شيْخَ العُدَيْنْ خَلَّيْتْ شَرْطَ البَناتْ حَاضِرْ وِدَيْنْ والغناء عند النّاس يكون لفرحٍ وسَلا٭ ، أو يكون لحزنٍ أو غَثا٭ ، ولهذا تسأل الأغنية مغنّياً فتقول: بِاللهْ يا ذا المغَنِّيْ ما غُناكْ هُوْ مِنْ سَلا قَلْبَكَ اوْ هُوْ مِنْ غَثاكْ وهذا عازِبٌ طال انتظاره للزّواجِ ويخشى أن يموت عازباً غاضباً فيقول: يا اللهْ لا مِتَّنِيْ وآنا عَزَبْ ادْخُلْ على اهْلَ المَجَنَّهْ٭ بالْغَضَبْ وهذه تتوعّد حبيبها وتقول بأنّهُ لولا الحياء منه، وما يُثِيره في نفسها منَ العاطفة نحوه لفعلت به مثل ما يفعل بها منَ الصّدّ: واللهْ لَوْلا الحيا وارْحَمْتَنِيْ لا عَذِّبَكْ مِثْلِما عَذَّبْتَنِيْ وبعضُ الأمثال الشّعبيّة والحِكَم ترد شعراً بهذا الوزن: يا شَيْخْ ما شَيَّخُوْكْ إِلّا الرِّجالْ وِلّا انْتِ رجّالْ مِن جَيْزَ٭الرّجالْ ومنَ الشّعر الشّعبيّ ذي الطّابع القبليّ ما يُغنّى مثل قول شاعرٍ لعَلّهُ (ابن خولان) وهو حكيمٌ ليسَ له شهرة ابن زايدٍ ولا حُميد ابن منصور، ويُنَظِّمُ حِكَمَهُ بهذا الوزن من مجزوء البسيط مثل قوله: قالِ ابْنِ خَوْلانْ حَقِّيْ صاحِبِيْ ذِيْ ما مِعِهْ حَقّ ماحَّدْ صاحِبِهْ أمّا ما يُغنّى من شعره فلعلّ منهُ قوله: يا اللهْ يا مَنْ على العَرْشِ اسْتَوَيْتْ وِعالماً كلّ ما عَبدَكْ نوىْ ويقال: إنّه لشاعر من يافع. وفي الأمثال اليمانية قولهم: حُمّا عَذابِيْ وكِسّارْ الرُّكَبْ وِنَزْلَتيْ لِلمَوارِدْ يَوْمِيِهْ وحُمَّى أو حُمّا: كلمةٌ تقال للحسرةِ والنّدامة، وأكثر من يقول المثل النّساء في خسارتهنّ بتربية البنين إذا لم يكونوا بارّين بهنّ. وقولهم: اِسْتَنْدِبْ الخالْ يَأتِيْكْ الوَلَدْ وِالبِنْتْ تَأتِيْ على عَمّاتـها استندب تعني: تخيّرْ وأحسنِ الاختيار؛ أي تخيّر الزّوجة وانظر إلى إخوتها فإنّ الذّكور من أولادك سيأتون شبيهين بأخوالهم؛ أي: إخوتها، أمّا البنات فيأتين شبيهاتٍ بعمّاتهنّ أخواتُ الأب. ومن هذا الوزنُ قولهم: إنْ سَبَرَتْ قالوا الشّيخ اسْبرها وِنْ بطلتْ قالوا اعْمالَ الفَقِيهْ وكلّ ما يغنّى بلحن (الدّوْدَحِيَّه) فهو من هذا الوزن، إلّا لحن (خطر غصنَ القنا) فقد خرجتُ مُتعمّداً عنِ الالتزام بهذا الوزن، والتزمت تفعيلاته


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter