المعجم اليمني

جولب

ج و ل ب

تعريف-1: الجَوْلَبَة: الفاختَة، وهي: أصغر اليمام البرّيّ، وأكثرها وداعة، تختلط بالنّاس، وتسير في الشّوارع، وتلتقط الحبّ من ساحاتِ البيوت، بل وتدخل الغُرف، ذلك ما كان عليه أمرها ممّا عرفناه في الطّفولة والشّباب. ويعود ذلك إلى أنّ النّاس غالباً كانوا لا يؤذونها لِلُطفها، وأنّهم كانوا يعتقدون أنّها هي الّتي عشّشت وباضت على باب الغار الّذي لجأ إليه النّبي X، وأبو بكر M، فضلّلتْ قريشاً عن مكانهما. ويجعلون لها صلةً بفاطمةَ الزّهراء فيقولون: «جَوْلَبَةْ فاطمة بنت النّبي» ولذلك حكايةٌ لم أهتد إليها. وبعَدّ التّعريف القاموسيّ لليمام المطوَّق، يكون في اليمن ـ ممّا أعرفه ـ خمسةُ أنواعٍ منها: أوّلها الجَوْلَبَة وهي أصغرها، ثمّ القمري المعروف، ثمّ الهُجاف٭ أو الأُباج حسب اللّهجات ثمّ الخُذَلَة٭، ثمّ الحمام البرّيّ وهو بحجم الأهليّ إلّا أنّ لونه واحدٌ يجمع بين البياض والزّرقة، ويسمّى العيل٭ واليلع٭ واللَّعَو٭. وممّا يُغنّى في العفويّ: يا ليْتَنيْ جَوْلَبَهْ واطير لا قَعْطَبَهْ وادِّي سُلُوْسْ٭ مُذْهَبَهْ ويروون عنِ الجَوْلَبَة الّتي جثمت ببابِ الغار أنّها غنّت عندما جاء الرّهط من قريش: قُرُوْ، قُوْقُوْ، قُوْقُوْهْ النَّبِيْ ما بَحَّدُوْهْ ما بَحَّدُوه: غير موجود. وأصلها: ما به أحد؛ أي المكان، ثمّ قالوا: ما بَحَّدْ، ثمّ أضافوا (هو) ضمير الغائب فقالوا: ما بَحَّدْ هُوْ، ثمّ نطقوها: ما بَحَّدُوه, تقول: أين فلان؟ فيقال: مابَحَّدُوه. وصغار المزارعين يجعلون من بعضِ اليمام ناطقةً باسمهم، معبّرةً عن بعض شجونهم في تغريدها، فهذا في الجبال وهو يعبّر عن قرب حصاد الذّرة فيقول: قُرُوْ، قُوْقُوْ، قُوْقُوْهْ يا فَرْحَةَ البَتُوْلُْ قَدَ الواديْ سَبُوْلْ وهذا في الأودية حيث يزرع البُنّ، وهو يتشفّع للشّركاء عند الملّاك: قُرُوْ، قُوْقُوْ، قُوْقُوْهْ شَرِيْكَ البُنّ زِيْدُوْهْ زِيْدُوْهْ ثمّ زِيْدُوْهْ وآخر يرى أحد الملّاك وقد حلّ ضيفاً على أسرةٍ منَ الشّركاء للخرص فهو يرثي لهم ويقول: قُرُوْ، قُوْقُوْ، قُوْقُوْهْ المالِكْ عِنْدَكُمْ يا عَيْبَتِيْ لَكُمْ قَبْحِيْ٭ لِعُيوْنَكُمْ يا عيبتي: يالرّثائي, وقَبْحي: ويْحي.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter