المعجم اليمني

حدأ

ح د أ

تعريف-1: الحَدأ: قبيلةٌ يمنيّةٌ ذات أصولٍ بدويّة، وفي عهد (شمر يهرعش) التحق أكثر المحاربين من أبنائها بـ (جيش الأعراب) الّذي ضمّ عدداً من قبائل اليمن البدويّة، وكان قوّةً فعّالةً في يد الملوك الأقوياء، فلمّا ضعفتِ الدّولة قُبيل الغزو الحبشيّ عام/525م، حدث مدٌّ بدويٌّ واسعٌ على مناطق اليمن الحضريّة، فأصبحتِ السّيادة في هذه المناطق للعناصر البدويّة، فكان من نصيب الحدأ المناطق الّتي تعيش فيها اليوم، وكانت ـ أي المنطقة ـ من قبل تابعةً للكيان الحضريّ المسمّى بـ (ذمراء) وأقياله (بنو ذرانح)، ورغم مضيّ قرونٍ عليهم وهم في هذا الموطن الجديد، إلّا أنّ طابع البداوة ظلّ غالباً عليهم، في لهجاتهم وأزيائهم، وفي نزعتهم الحربيّة والقتاليّة، وفي إجادتهم للشّعرِ القبليّ ذي الطّابعِ البدويّ، وفي اعتمادهم على الرّعيّ للإبل والغنم، ولم تبدأ أحوالهم في التّغيّر إلّا منذ بضعة عقود، فقد وجدوا في زراعة بعض أنواع الفواكه ـ والقات أيضا ـ مصدراً للرّبح المجزي والحياة الحضريّة. فيما سبق لمحةٌ تراثيّةٌ تشير إلى ما حدث في المجتمع اليمنيّ وفي مناطقَ كثيرةٍ من تغيّراتٍ (ديموغرافيّة) قُبَيل الإسلام وبعده ـ وهذا موضوعٌ واسعٌ للبحث والدّراسة ـ . أمّا منَ النّاحية اللُّغويّة وهي غايةٌ مهمّةٌ لهذا الكتاب، فإنّ اللّهجاتِ اليمنيّة تنطق الحَدَأ بفتح الحاء على وزن سَبَأٍ وجَبأٍ ونحوهما، والهمزة هي حرفها الثّالث الصّحيح مثلهما، وليس الألف في هذه الصّيغ إلّا كرسيًّا للهمزة كتابة، وعلى هذا النّطق جاء في المعجماتِ المرجعيّة: الحَدَأة: الفأس ذاتِ الحدّين والجمع: حَدَأ ـ بفتحتين ـ مثل قَصَبةٍ وقَصَب. والحَدَأة: رأس السّهم، والجمع: حَدَأٌ أيضا ـ تنظر الجمهرة واللّسان والتّاج ـ ولا يُستبعَد أن تكون التّسمية آتيةً من أحد هذين المعنيين. والحدأ مذكورةٌ في النّصوص المسنديّة، ولا نعرف كيف كانوا ينطقونها.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter