المعجم اليمني

حرر

ح ر ر

تعريف-1: الحَرُّ والحَرُوْر: جرفُ التّرابِ بالمَحَرّ، والمَحَرُّ هو الأداة الخاصّة بذلك، وتجرّه الثّيران أو حيوانات الحراثة. يقال: حَرَّ المزارع أرضه يَحِرّها حَرًّا وحَرُوْراً فهو حارٌّ وحَرّارٌ لها وهي مَحْرُوْرَة. وحَرُوْرُ الأرض هو منَ الأعمال الزّراعيّة الضّروريّة؛ إذ إنّ المزارعين يَحِرُّون الأرض لأسبابٍ عديدة. يكون الحَرُوْرُ أوّلاً: عند استخراج أرضٍ جديدة، فإذا كانت في سهلٍ أو قاعٍ فهم يَحِرُّوَنها لاستكمال تسويتها ولإنشاء أعرامها٭ وشُرُجها٭، أمّا إذا كانت في المناطق الجبليّة، فهي تحتاج إلى حَرُوْرٍ أكثرَ لتسويتها، وإن كانت أعرامها وقنوات ريّها لا تحتاج إلى كثيرٍ من ذلك. وهم يَحِرُّوْن الأرض الزّراعيّة ثانياً: بعد أن تستمرّ زراعتها سنواتٍ عديدة، حتّى يصيبها (القَمَلُ٭) وهو ضعف التّربة ونقص خصوبتها. ويَحِرّوْن الأرض ثالثاً: إذا هي (تَهَجَّمَتْ)؛ أي: حدث فيها هبوطٌ للتّربة في أماكنَ منها، فَيَحِرّوْنها لإعادة تسويتها. ويَحِرُّون الأرض لتخليصها ممّا يحمله إليها السّيل من رمل الوادي المحبّب ــ النَّيْس٭ــ أو منَ الحصى والحجارة. ولا يسمّى جرف التّربة حَرُوْراً إلّا إذا كان بالمَحَرِّ وبالثّيران أو حيواناتِ الحراثة الأخرى، والمَحَرُّ هو: أداة الحَرُوْر، وهو لوحٌ مستطيلٌ وفي أسفله ريشةٌ منَ الحديد هي الّتي تنغرز في التّراب، ويُثَبَّت المَحَرّ إلى النِّير بثلاثة حبال، حبلان من جانبيِ المحرّ وحبلٌ منَ القمّة، وجمعه: مَحَرّات. وحينما ظهرت آلة الجرف سمّيت في معظم اللّهجات العربيّة بالجرّافة، ولكنّ النّاس في اليمن لم يسمعوها إلّا الحَرّارَة، وهي تسميةٌ عفويّةٌ أطلقها النّاس على هذه الآلة الضّخمة بلا أيّ توجيه. ومنَ الأسماء الّتي تطلق على الجِرب المَحْرُوْرَة: الحَرُوْرَة والمحارير، وكلّها من هذه المادّة. وجاء في الأمثال الشّعبيّة قولهم: «حَرَّها بِدِقْنِهْ» وقصّته أنّ السّيل دخل جِرْبَةً وطرح فيها كثيراً منَ النَّيْس٭ والحصى والحجارة، وأصبحت بحاجةٍ إلى الحَرُوْر بالتّعاون بين الشّريك والمالك، ولكنّ الأخير حضر وقال للشّريك: المسألة سهلةٌ فأنت تستطيع أن تَحِرَّها من هنا إلى هنا ومن هنا إلى هناك ومن هناك إلى هنالك، وكان المالك يقول ذلك وهو يشير بذقنه في شتّى الاتّجاهات، فقال الشّريك المَثَل «حَرَّها بدقنه» استنكاراً لمن يهوِّن مشقّة العمل بالكلام النّظريّ، ويقال المثال في كلّ من يظنّ أنّه بالكلام قد حلّ معضلة. وممّا يروى للتّفكُّه أنّ امرأةً من قريةٍ اسمها (يَاكَة) أرادت أن تشكو غريماً لها تقع أرضه الزّراعيّة فوق أرضها، فدخلت إلى مركز الحكومة، وتربّعت على باب الحاكم وابنتها الشّعثاء في حِجْرها فلمّا خرج الحاكم قالت: «يا مولاي أنا ضعيفهْ مِنْ ياكَهْ فلان من فوقي وانا من تحته، قاَمْ حَرّ طِينَه فوق طيني طينَه ضَرّ طيني ارحمني وارحم المفَشْعِلِهْ ذَيْ بين ارجلي»، فجاء كلامها موهماً بالبذاءة ولا بذاءة فيه. ومادّة (ح ر ر) مذكورةٌ بصيغٍ متعدّدةٍ في نقوش المسند، بدلالةٍ تتعلّق بالأعمال الزّراعيّة، وليست بعيدةً عن هذه الدّلالة الّتي تعني استصلاح الأرض وجرف التّربة، وللمادّة ذكرٌ في القواميس العربيّة، ولكنّها في لهجاتنا حيّةٌ ومستعملةٌ بتصريفاتها. والحَرَّة تطلق اسماً لكلّ جدارٍ حافظٍ للتّربة في المدرجات، والجمع: حِرار. وهي من هذه المادّة؛ لأنّ الطّين عند إنشائها بَدْءاً يُحَرُّ نحو الجدار للتّسوية، وجاءتِ الحِرارُ جمع حَرَّةٍ في حكمٍ من أحكام عليّ بن زايد، حيث يقول: يِقُوْلْ عليْ وَلْدِ زايدْ طِيافَةَ المالْ عِمارَهْ إمَّا يِنَهْنِهْ منَ الطَّيْرْ وِلّا يِنَقِّيْ حِجارَه ولا لِقيْ خُزْق عَكْبَرْ ولا تِفَقّدْ حِرَارَه والخُزقُ: الجُحر، والعكْبَر: الفئِران. تعريف-2: الحِرارَة: رائحة احتراق شيءٍ منَ الثّياب أو متاع البيت منَ القطن خاصّة، تسمع من يقول: شمّ حرارة فتعلم أنّ طرف ثوبٍ قطنيٍّ أو شيءٍ من أثاث البيتِ الّذي يدخل فيه القطن يحترق. أمّا رائحة المحترق منَ الثّياب أو المتاع الصّوفيّ أو الجلديّ فيقال لها: قَتَمَة، ورائحة احتراق العظم يسمّى: قَتَرَة. تعريف-3: حِرَّةُ المَوْتِ: خلجة الجسد الأخيرة أو أيّ حركةٍ توحي بالألم، وأكثر ما يقال ذلك للذّبيحة، يقال: دحضتِ الذّبيحة بقوائمها من حِرَّة الموت ونحو ذلك. والحِرِيْرَة ـ بكسرتين فسكون ـ منَ الضّربات: المؤلمة اللّاسعة، وخاصّةً إذا كانت بعصاً رفيعةٍ ليّنة. وحَرَّك، وحَرّ قلبك، وحَرَّني: من عباراتِ الدّعاء على الآخرين وعلى النّفس في حالاتِ الغضب أو العتب أو النّدم، قالت إحداهنّ نادبةً من ندم: « يَوْه.. جَرَّني حين رضيت». وحَرّ قلبي عليك: عبارةٌ للرّثاء، وقد تقال للشّكوى كما في الفصيح: واحَرّ قلباه ممّن قلبه … إلخ.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter