المعجم اليمني

حشش

ح ش ش

تعريف-1: الحِشَّة منَ الثّوب على الجسم هي: ما فوق الحزام من فراغٍ بين الثّوب وبين الجنب، كانوا يضعون في هذا الفراغ بعض حاجاتهم، والجمع: حشش. تعريف-2: المَحَشَّة: حزام طويلٌ من قماشٍ ذي ثنايا يطوى على الخصر عدّة طيّات، والجمع: مَحَشّات.. أصلها أزرةٌ محشَّاة؛ أي منقوشة الحواشي كما في (أنوار المعارف: 412). وتختلف قيمة المحشّات، فمنها ما كان يتّخذ من قماشٍ نفيسٍ فيه خيوطٌ ذهبيّة، ويتَّزر بها عِلْية القوم، وكان بعض الوجهاء ممّن ليسوا علماء، ولكنّهم من ذوي المكانة يتّخذون أنْفَسها عمائمَ لهم . ومنَ المَحَشّات ما هو أقلّ نفاسة، بل إنّ بعضها يكون محض ضفيرةٍ مجدولةٍ منَ الخيوط المغزولة من صوف الغنم وشعر الماعز ـ الزَّعْل٭ ـ . وكانتِ النّساء في بعض المناطق يتّزرن بَمحَشّاتٍ تتفاوت في نفاستها، ولكنّها تبرز محاسن جسمها. والحِشَّة ـ كما سبق ـ هي: الحُجزة؛ أي ما فوق الإزار من جانبي الثّوب الدّاخليَّين، وهما حشَّتان حشَّةٌ على اليسار وحِشَّةٌ على اليمين، يقال مثلاً: أخرج فلانٌ كيس النّقود ونحوه من حِشّته وفعل كذا وكذا، وأعاده إلى حِشّته. تعريف-3: الحَشُّ والحَشُوْش للّحم هو: طهوه بدون ماء، والاكتفاء في إنضاجه بما يَنُزُّه من ماءٍ ودسم، مع ما يضاف إليه من بصلٍ وثوم، ويكون هذا اللّحم المحشوش غير الممرّق ألذّ مذاقاً. ويسمّى أيضاً اللّحم المُحَشْحَش وجاء في قصيدة الـمُحالاتِ الّتي تسمّى: (قصيدة الكذب الـمُعَسْبَل ٭) أو (قصيدة الكذْب المجرَّب) قولهم: وِسَوَّيْنا مِنَ الذَّرَّهْ مِحَشْحَشْ وِخَلَّيْنا المَرابِضْ وَالشَّوِيِّه استطــراد ومضمونات أبيات هذه القصيدة مضامينُ طريفةٌ في شعر العامّيّة في اليمن, ولا أعلم لها نظيراً من حيث الموضوع فيما أعرفه منَ الشّعر العربيّ ولا شعر العامّيّاتِ العربيّة. وهي تعتمد على المبالغاتِ السّاخرة الّتي يزعم فيها منشدوها أنّهم صنعوا أشياءَ كبيرةً من أشياءَ صغيرة، أو جمعوا ما لا يمكن الجمع بينهما، أو نحو ذلك منَ المفارقات والمستحيلات. ولهذه القصيدة رواياتٌ متعدّدةٌ تجعلها مختلفةً من منطقةٍ إلى أخرى، ولكنّها تتّفق في كلّ المناطق على أمورٍ منها: الوزن الشّعريّ، فأبياتها جاءت على (مفاعلتن مفاعلتن فعولن)؛ أي على البحر الوافر. ومنها: قافيتها اليائيّة المتّصلة بتاء التّأنيث المربوطة، ومنها: موضوعها ففي كلّ بيتٍ فكرةٌ هزليّةٌ ساخرةٌ تقوم على المفارقاتِ المستحيلة . وأمّا ما تختلف فيه فهو: عدد أبياتها، وبعض المعاني المطروقة في هذا البيت أو ذاك، كما يبدو أنّها كانت في بعض المناطق مُصَرَّعَة، وأنّ قافية المصراع الأوّل كان الباء السّاكنة، أمّا قافية الرّويّ فهي دائماً الياء المضعّفة بعدها تاء تأنيثٍ مربوطةٍ تنطق هاءً لأنّها ساكنة. وسأورد هنا ما أتذكّره منها ممّا سمعته من أهل منطقتي: بَدَأْنا اليومْ بالكَذْب المُعَسْبلْ ٭ لأنّ الصِّدْق ما عَدْ لهْ بَقيِّهْ
عَمَرْنا فَوْق راسَ الدِّيْكِ مَنْظَرْ٭ وِسَوَّيْنا مَفاسِح للرَّعِيِّهْ ضَمَدْنا٭ القُمَّليْ٭ والثَّوْرَ الاشْعَبْ وِزادَ القُمَّلِيْ رَجَّحْ شُوَيِّهْ وِحَمَّلْنا على القَمْلَهْ قَدَحْ حَبْ وِطِلْعَتْ في النَّقِيْلْ مِثْلَ المَطِيِّهْ وِسَوَّينا مِنَ الذَّرَّهْ مِحَشْحَشْ وِخَلَّينا المَرابِضْ والشَّوِيِّهْ وسَبَّرنا٭ مِنَ البرّهْ طَبَقْ خُبْزْ وِخَلينا ذموْل٭ لاخِرْ عَشِيِّهْ وِغَطَّيْنا ارْبَعِيْنْ في خُطَّ ارْنَبْ وِزادَ الطّارِفيْ كَلْفَتْ بَقِيِّهْ وِبَرَّكْنا الجَمَلْ في عِكْشِ٭ جَوْلَبْ٭ … إلخ


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter