المعجم اليمني

حظي

ح ظ ي

تعريف-1: الحَظَا: رواج السّلعة، تقول: هذه سلعةٌ حاظِيةٌ؛ أي: رائجة ومطلوبة، وهذه غير حاظية. وفلانٌ يُحَظّي البيعة؛ أي يعمل على الرّفع من شأنها، وأكثر ما يقال ذلك لمن يَتَمَنَّع ليجعل لموافقته في النّهاية معنًى أكبر، وجاء في الأمثال اليمانية: «بِيِحَظِّي لِلْبيْعَهْ» وهو التّمنع تحظيةً للموقف أكثر منه ثناءً على السّلعة لتشجيع المشتري، ولا يضرب فقط للتّاجر الحاذق بل المعنى البعيد الّذي يرمي إليه هو التّمنّع أو التّظاهر بعدم الرّغبة كما ذكرت. الحِظْيَة: حبكٌ وتطريزٌ في طرفي الرّداء المفرد، وهذه الحظية تكون للزّخرفة والتّزيين، كما أنّها للتّقوية أو لتمتين طرفي الرّداء حتّى لا يهترئ من هذين الطّرفَين المفتوحَين. والحظية: للكتب أيضا، فالكتاب يُحظى من طرفي كَعْبه من أعلى الكَعْب ومن أسفله، وهذه الحظية هي لضمّ ملازم الكتاب أو صفحاته منَ التّناثر والتّساقط، كما كانوا يحرصون على جعل هذه الحظية بالخيوط الملوّنة وبشكلٍ تطريزيٍّ فتكون أيضاً للتّقوية والتّزيين. وتكلّم كتاب (نور المعارف: 1/144 ــ 150) عن الحِظْيَةِ وممتهنيها (الحظّائين) كلاماً مفيدا، وحَظى فلانٌ الثّوب أو الكتاب يحظيه حَظْياً وحِظْيَةً فهو ثوبٌ مَحْظِيّ أو كتابٌ محظي. وفي نقوش المسند نشير فحسب إلى نقوش البناء دون غيرها؛ أي تلك الّتي يتحدّث فيها فردٌ أو جماعةٌ عن إنجاز بيتٍ والانتهاء من بنيانه، وسنجد أنّ مادّة. (ح ظ ي) كثيراً ما تأتي في مثل هذه النّقوش، وذلك بصيغٍ مختلفةٍ أورد المعجم السّبئيّ معظمها. وعلى ضوء هذا المعنى المتعارف عليه في لهجاتنا لكلمتي (الحظْي) و(الحِظْيَة) ربّما نفهم المعنى الحقيقيّ لعباراتِ النّقوش مثل: «فلان بن فلانٍ بنى وحظي بيته» أو «فلان بن فلانٍ أنجز بيته بناءً وتحظية» أو «فلانٌ أنهى البناء والحظي لبيته»، ولهذا فقد يكون من هذا القبيل الّذي يعني عمل ما يلزم لتقوية البيت وحمايته، ولا مانع أن يكون بشكلٍ زخرفيٍّ جميل، فتضافر وتعاكُس حجارة الأركان الطّويلة في أركان البيتِ الأربعة هي(حظية)، وكذلك (التّشقير) وهو جعل المداميك الأخيرة في قمّة البيت متضافرةً ومتلاحكةً ومبنيّةً في الوقت نفسه بشكلٍ زخرفيٍّ جميل: هو عملٌ من أعمال (الحظية) الّتي تحمي البيت وتزيّنه أيضا. وعلى هذا الأساس يمكن إعادة النّظر في شرح ما يأتي من مادّة (ح ظ ي) في نقوش البناء فقد تكون الصّيغ الآتية من هذه المادّة لا تعني محض الإتمام والإنجاز، كما أنّها قد لا تعني جلب الحظّ الحسن أو الفأل الخير للبناء؛ لأنّ هذه من زلّاتِ الدّارسين الّذين لم يميّزوا بين (ح ظ ظ) و(ح ظ ي). تعريف-2: الحاظية: الحاجة، ووقت الحاظية: وقت الحاجة، وتقدم حكمٌ لابن زايدٍ في (ج ي د) عنِ الصّاحب الجيّد الّذي يحتظي له المرء عند المهمّات. ويقال: خبِّئ هذا يا فلانُ لوقتِ الحاظِية، فربّما تحْتَظِي له في يومٍ منَ الأيّام، ومن مقولاتِ الحكيم عليّ بن زايد: يقولْ علىْ وَلْدِ زايدْ الصّاحِبَ الجِيْدْ وَسِيْلِهْ يِشَرِّفَكْ في المحاضِرْ وِفي السّنينَ المحِيْلِه وِحينِ تِبْدي بَوادِي وحينما تحْتَظيْ له أراد بالوسيلة الوِسْلَة؛ أي: الذّخر. وقوله: تبدي بوادي؛ أي: تطرأ أحداث.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter