المعجم اليمني

حلأ

ح ل أ

تعريف-1: حَلأَ: تاب وأناب. وهي هكذا؛ أي مثلّثةٌ بالهمز في نقوش المسند اليمنيّ القديم . ولعلّ تصريفها عندهم كان: «حَلأ فلانٌ يَحْلأُ حَلأَةً» فهو حالئ؛ أي تاب عن ذنبه وأناب آخذاً على نفسهِ ألّا يعود إليه مرّةً أخرى، ومثله في المؤنّث حَلأَت فلانةٌ تَحْلأُ حَلأَةً فهي حالِئَة, ولا تزال الكلمة وتصريفاتها تنطق مهموزةً في لهجاتِ الكلاع. أمّا في لهجاتنا الأخرى اليوم فقد دخل على همزتها التّسهيل الّذي يدخل غالباً على الهمزات خلال الكلمات أو في أواخرها، ولهذا نقول اليوم: حَلا وحَلِيَ فلانٌ يَحْلا حَلْيَةً فهو حالي، وحَلِيَتْ فلانةٌ تَحْلا حَلْيةً فهي حالِية . ومعناها في لهجاتنا هو التّوبة والإنابة ويفهم منها معنى التّعهّد بعدم العودة إلى مثلها مرّةً ثانية . وذلك تماماً هو معناها في نقوش المسند، ويكفي أن نقرأ نصّ نقشٍ صغيرٍ ليتبيّن لنا من مجيء الفعل من هذه المادّة وبحكم السّياق أنّ معناه هذا نفس هذا المعنى الدّائر على ألسنتنا اليوم، ولولا استمرار استعمال هذه المادّة في لهجاتنا المحكيّة لظلّ الدّارسون يفسّرونه بعباراتٍ مثل عبارة التّكفير عنِ الذّنب الّتي ظلّوا يردّدونها حتّى عرفوا استعمالاتها ومعانيها في لهجاتنا أخيراً ففسّروها بها. والنّقش المختار هنا هو من نقوش (الاعتراف)، وصاحبته هي سيّدةٌ اسمها (أُخَيَّة بنت ثوبان الحَنَكِيَّةُ) وفيه اعترفت ـ كما يفعل التّائبون اليوم ـ بذنوبها طلباً للغفران، ورغم أنّ تحديد الذّنوب جاء مبهماً معمّماً إلّا أنّ في النّقش طرافة, ومجيء عبارة (وتَحْلأ) في آخره مفردةً تعبّر عنِ المعنى تمام التّعبير. تقول صاحَبة النّقش: كما ورد نقشها بحروف المسند ما نصّه، وهذا محتواه: «أخية بنت ثوبان الحنكيّة تقرّ وتعترف وترتدع منتذرةً ومنذرةً أمام الإله (ذي سماوي) نذراً لأنّها أخطأت في معبده وبالمَحْرم منه وأنّها ذهبت إلى مكانٍ غير طاهرٍ ولأنّها أذنبت ذنوباً كثيرةً بوعيٍ وبلا وعيٍ ممّا شعرت به أو لم تشعر وإنّها لتتضرّع وتعنو وتحلأ» . وعبارة (وتحلأ) تفسّر نفسها بنفسها مع الاستعانة باستعمالاتنا اليوميّة لها ولأمثالها من اشتقاقات هذه المادّة، فنحن نقول اليوم: إنّني أعترف وأحلا ونحن نعترف ونحلا وعليك أن تعترف وتحلا وعليكم أن تعترفوا وتحلوا وعليك يا فلانةُ أن تعترفي وتحلاي ـ بالتّسهيل وأصله تحلئي ـ وعليكنّ أن تعترفن وتحلين . وكثيراً ما نقول: حليت وتبت، أو حلّايَهْ من زاد عاد، وكثَيَراً ما يقول المقرّع لمن يقرعه: عَتِحْلا؟ أو حِلّايَتَك إلى هذه المرّة؟ فيجيبه: عد احْلا؛ أو حليت؛ وحلّايتي تحت إذني.. وهكذا، ونقول: حلّايتي تحت الإذن، ويقول الزّاجر: قدهي حِلاّيتك . . إلخ, وممّا يغنـّى منَ الشّعر العفويّ قولهم: يا باطلاهْ . . منَ الهوى تِكَوَّيْت ولا حِلِيْتْ منَ العذابْ وِمَلَّيْت


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter