المعجم اليمني

حلبب

ح ل ب ب

تعريف-1: الحُلْبُوْبُ والحُلُبّاني: حشرةٌ سوداءُ مستطيلةٌ يبلغ طولها عشرة سنتيمترات وأكثر، وهي غير ضارّة، ولها أرجلٌ كثيفةٌ مستدقّةٌ صفراء، يبدو معها بطن الحشرة كالفرشاة. وهي حشرةٌ عمياء، وهي ما يسمّى: ذات الألف رِجل. وقد ذكرتها لأنّ في الأمثال اليمانية مثلاً يُذكر ولا تذكر قصّته وهو يقول: «عارةَ الحَنَشْ للْحُلْبُوْبْ», والحكاية الشّعبيّة لهذا المثل تقول: إنّ الحنش قديماً كان أعمى وله أرجلٌ ضعيفةٌ يدبّ عليها دبيبا، بينما كان الحُلْبُوْب مبصراً وليس له أرجل، بل يزحف زحفا، وفي يوم تقابل الاثنان فوصف الحلبوب للحنش كيف أنّه يملك عينين وأنّه يرى بهما وكيف أنّه لا أرجل له وإنّما يزحف على بطنه، ولمّا كان الحنش ذكيّا فقد عرف أنّ العينين مفيدتان كثيراً وأنّ الأرجل الضّعيفة مثل أرجله لا خير منها، فعرض على الحُلْبُوبِ أن يعير كلٌّ منهما الآخر ما معه للتّجربة ثمّ يعيد كلٌّ منهما للآخر ما هو له، فقبل الحُلْبُوب، ولما أخذ الحنش العينين رفض إعادتهما وتعلّم الزّحف على عضلات بطنه واختفى، وبقي الحُلْبُوبُ أعمى يبحث عنِ الحنش ويدبّ ببطءٍ على هذه الأرجل الهزيلة. ويضرب المثل في الصّفقة الّتي يغبن فيها أحد الطّرفين غبناً فاحشا. ويقال للحُلْبُوب: (الحُلْبُباني والحُلُبّاني أيضاً )؛ ومن شعر (القارة) العاميّ الهزليّ ممازحاً أهل مدينته: عَقْلَ الكَوْكَبانِيْ عَقْلَ التّيسْ لكن سوا مِثْلَ الحُلْبُبانِيْ لا دَبْدَبْ طَرِيْقِهْ غوى والحلبوب في القاموسيّة: الشّعر الأسود، وهذا من ذاك، وشكل الحلبوب يشبه خصلة الشّعر الجعد الأسود البرّاق لشدّة سواده ولأنّ جسمه حلقاتٌ سوداءُ مثل سِيْنَةٍ٭ من سين الشّعر الجعد.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter