المعجم اليمني

حلص

ح ل ص

تعريف-1: الحَلَص: نباتٌ بريٌّ لا يرتفع كثيرا، لأنّه يُشَرِّج؛ أي يمدّ أغصانه مشاريج أو حبالاً على الأرض، وله ورقٌ سميكٌ وثمرٌ في حجم صغار العنب شديد المرارة. وقد ذكرته لِما كان له من صلةٍ بحياة النّاس وأحوالهم المعيشيّة، ففي الماضي كان النّاس إذا أسنتوا وأصابتهم الحطمة من جدبٍ وإمحالٍ وانعدامٍ للغلال فإنّ المملقين منهم يلجؤون إلى نباتِ الحلص فيعالجون أوراقه الّتي فيها مرارةٌ أيضا، وذلك بطبخها في الماء الّذي يرمى عدّة مراتٍ حتّى تصبح صالحةً للأكل فيأكلونه تعتّقاً وإمساكاً للرّمق حتّى تنقشع الأزمة. وكان يقال: جاع القوم حتّى أكلوا الحلص، أو حتّى حلَّصوا، وإذا عبّر أحدهم عن تمسّكه بأمرٍ فقد يقول: والله لو أكلت الحلص ما تركت هذا الأمر. وقد جاء اسم الحلص في قصيدةٍ بديعةٍ منَ الملحون اليمنيّ (الحمينيّ) لشاعر الحمينيّ الأكبر عبد الرّحمن الآنسيّ المتوفّي في صنعاء سنة 1250ه وفيها وصفٌ جميلٌ لحالة الطّائر الحبيس وتوقانه للحرّيّة وما في ذلك من إسقاطٍ لحالته هذه على حالة الإنسان السّجين، كما أنّ فيها إسقاطاً لحالة الإنسان حينما تنتابه الشّدّة حتّى يضطرّ إلى أكل أوراق الحلص على حالة الطّائر الّذي يتصوّره الشّاعر كالإنسان يمرّ بمثل هذه الأزمات حتّى يضطرّ إلى أكل ما لا يناسبه وهو حبات الحلص، وبذلك يخلق حالةً منَ المزج العجيب بين الطّير والإنسان. وهذه هي القصيدة لمن يريد أن يتأمّلها (من وزن يمنيّ خاصّ):


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter