المعجم اليمني

حنذر

ح ن ذ ر

تعريف-1: الحَنْذَرَة، بفتحٍ فسكونٍ ففتح: الزُّؤانُ الّذي يخالط البُرَّ في المزارع فيضرّ بزرعه، إذا ديس مع البُرّ أضرَّ بحبّه ولزم تنقية الحبّ منه لأنّه يُمرِض آكليه، لا اسم له في اليمن إلّا الحَنْذَرَة، أمّا الزّؤان والدّنقة ونحوهما فغير مستعملة. والمعجمات المرجعيّة لم تذكر الحَنْذَرة بهذه الدّلالة أو غيرها، لا في (ح ذ ر) إن رأوا نونه زائدة، ولا في (ح ن ذ ر) إن كانت عندهم أصليّة، ولم يذكره منَ المعجِمين إلّا نشوان الحِمْيَريّ في (شمس العلوم) قال: «الحَنْذَرةُ: الزُّؤان، وهو ثمَرُ عشبٍ ينبت بين البُرِّ في الغالب، وحبّه مثل حبّ البُرّ إلّا أنّه أسودُ وأصفر» وقال عند حديثه عنِ الزُّؤان: « الزّؤان: الأخلاط في الطّعام منَ الحَنْذَرَةِ وغيرها » . والحَنْذَرة لا تزال هي الاسم لهذه الآفة الّتي تصيب البُرَّ ومزارعه، وهي في نظر اليمنيين آفة؛ لأنّها إذا أصابتِ الزّرع بكثرةٍ أضعفته وأنقصت غلّته، علاوةً على ما يخالط البُرَّ من حبِّها فيلزم تنقيته بعنايةٍ وإلّا سبّبت لآكلها الدّوار بل والإغماء، ولأنّها خبيثةٌ نباتاً وحبًّا رَمز بها الحكيم علي ابن زايدٍ إلى الشّرّ في قوله: يا مَن تَلَمْ بِرِّ، جا برّ وِمَنْ تَلَمْ حَنْذَرَهْ، جاتْ
وَانا تَلَمْتَ اْلمَرُوَّهْ إنْ جاتْ، وإلّا فَلاَ جاتْ وتَلَمَ بمعنى: بَذَر ـ كما سبق ـ وكلمة بُرٍّ ننطقها بكسر الباء، وعبارة جا بِرّ أصلها: جاءَ بُرّ؛ أي جاءَهُ في الحصاد بُرّ. وكلمة: جات، أصلها: جاءَت، وما أجملَ كنايتَه عن فعِلهِ للمعروف وصنعِهِ للجميل نحو النّاس، بقوله« وانا تَلَمْت المروَّه »، وما أحسنَ ترفّعَه في صنيعه الّذي لا ينتظر منه جزاءً ولا شكورا. وواضحٌ أنّ معنى البيتِ الأوّل شبيهٌ بقولهم إنّ الإنسان يحصد ما يزرع إن خيراً فخيرٌ وإن شرًّا فشرّ. وبقوله تعالى: ﭽ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ [الزلزلة: ٧]. ومنَ الأمثال الّتي جاءت فيها كلمة الحَنْذَرَة قولهم: « مَا نِفِعْنا البِرّ، عادْ عَتِنْفَعْنا الحنذره»؛ أي: لم ينفعنا ما كلّه نفع، فكيف ينفعنا الشّيء الّذي ما منه إلّا ضرر. ومادّة (ح ن ذ ر) مهملةٌ في المعجمات بما فيها اللّسان والتّاج.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter