المعجم اليمني

حنط

ح ن ط

تعريف-1: الحِنْطَةُ: الحبَّةُ الواحدة من أيّ حبٍّ من حبوب الطّعام، مثل: هذه حِنطةُ بُرّ، أو حِنْطَةُ ذُرَة، أو حنطةُ عدس … إلخ؛ أي: حَبَّةٌ واحدةٌ من هذا أو ذاك، وجمع الحنطة حِنَط. هذا هو معنى الحِنْطَةِ في كلام النّاس بلهجاتهم في اليمن، أمّا الحنطة بمعنى البُرِّ كاسم جنسٍ له، فإنّها لم تكن مستعملةً إلّا في لغةٍ الخاصّة، وفي أوراق المعاملاتِ الرّسميّة، وكان المتكلّمون باللّهجات يعرفون هذه الدّلالة ويستعملونها ولكن في سياقها الخاصّ. وحَنّط فلانٌ يحنّط فهو مُحَنِّط: جمعَ ما تناثر أو تبقّى منَ الحِنَط أو الحبوب، وأكثر ما يقال ذلك لمن يجني آخر حِنط أو حبوب البنّ منَ الشّجر. وكلام النّاس ليس بحاجةٍ للحديث الخبريّ عنِ الحنطة والحنط، ولهذا كان أكثر تردُّد هذه الكلمة بصيغ النّفي، فيقال ـ مثلا ـ: ليس عندي ولا حنطة منَ البرّ، ولم يعد معي ولا حنطة منَ الذّرة، وليس في المخزن ولا حنطة منَ العدس ونحو ذلك. أو يقال: لن أعطيك ولا حنطة، ولن تأخذ ولا حنطة … إلخ . تعريف-2: المَحَانِيْط: القبورُ، لم اسمعها إلّا بالجمع، ولم أسمعها إلّا في منطقة ظفارِ يحصب العاصمة الأثريّة، ولم اسمعهم يطلقونها إلّا على القبور القديمة. وهم يذكرون أنّهم وجدوا فيما اكتشفوه من محانيطَ جثثاً لموتى محتفظين بأجسادهم حتّى كأنّهم دُفنوا منذ وقتٍ قريبٍ لا قبل قرونٍ منَ الزّمن. ومعلومٌ أنّ كلمة الحَنوط والتّحنيط للموتى لا تزال مستعملة، ولكن بمعناها الإسلاميّ، وهو: تطييب جسد الميت بالمسك أو الكافور أو بهما وغيرهما من ألوان الطّيب كالرّشّ بالعطر ونحو ذلك. ولكنّ السّؤال هو: لماذا يسمّي أهل ظفارِ القبور بالمحانيط؟ وقد سمعتها منهم في أوائل الخمسينيّات منَ القرن الماضي، ولم يكونوا بكلّ تأكيدٍ قد سمعوا بالتّحنيط على الطّريقة المصريّة القديمة!


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter