المعجم اليمني

خرط

خ ر ط

تعريف-1: الخَرْط: الاستلال والامتشاق. نقول: خَرَط فلانٌ جنبيّته من حقوه أو من حزامه يخْرُطها خَرْطا، فهو: خارطٌ لها، وهي: مخروطةٌ في يده. وللتّعبير عنِ السّرعة الخاطفة، يقال: قال بالجنبيّة اخْرُطْ، وخرط السّيف مثل ذلك. استطــراد ربّ مفردةٍ لُغويّةٍ تبدو للنّظرة الأوّليّة العابرة كلمةً بسيطة، لا يجد لها المرء شواهدَ منَ المقولاتِ الشّعبيّة، ولا يحتاج معها إلى طويل شرح، ناهيك عن كتابة استطرادٍ حولها. وهكذا بدت لي كلمة «خرط» للوهلة الأولى، ولكنّي بمحض أن انتهيت من تدوينها، تذكّرت أنَّه سبق لي أن قرأت هذه الكلمة وبالدّلالة نفسها في نقشٍ مسنديّ، ولمّا عدت إلى ما بين يديّ من المجموعاتِ النّقشيّة، وجدتُ النّقش في مجموعة «ألبرت جام» في الجزء الأخير من أجزاء تصنيفه لنقوشه؛ أي في الباب الّذي تحت عنوان: «نقوشٌ مسنديّةٌ لا تذكر ملوكاً» وذلك تحت رقم (700). والواقع أنّ هذه النّقوشَ الّتي تحت هذا العنوان، هي من أهمّ ما في مجموعة «ألبرت جام»، وذلك لأنّها في كثيرٍ منَ الأحيان تكشف عن بعض الجوانب الاجتماعيّة والاقتصاديّة والدّينيّة، أكثر ممّا تفعل تلك النّقوش الّتي يدوّنها الملوك أو قادتهم وكبار القوم من أتباعهم. ولهذا أقدّم ذلك النّقش (جام/ 700) هنا، متذرّعاً بكلمة «خرط» الّتي سنجدها في النّقش مستعملةً بالدّلالة نفسها الباقية لها على ألسنتنا حتّى اليوم، مع كلماتٍ أخرى مثلها، والهدف هو تقديم نقشٍ يعطينا صورةً عن جانبٍ من جوانب الحياة اليوميّة في ذلك الزّمان القديم الّذي يفصل بيننا وبينه نحو ألفي عامٍ على الأقلّ، وكذلك تقديم لمحةٍ عنِ الاستمراريّة اللُّغويّة منذ القديم حتّى اليوم. وليس في النّقش تاريخ، كما أنّه لم يذكر ملكاً يمكن أن يستنتج التّاريخ من اسمه وعهده، ولكنّ عدّة أدلةٍ تشير إلى أنّ النّقش يعود إلى عصر «ملوك سبأ وذي ريدان» الّذي بدأ منذ عام 115 قبل الميلاد. وفيما يلي نصّ النّقش حرفيّا، ولكن بحروفٍ عربيّةٍ بدلاً منَ المسنديّة، ثمّ يأتي محتواه أو شرحه متبوعاً ببعض التّعليقات: (أ) نصّ النّقش بالحروف العربيّة: 1 ـ عبيدم/ وسعدم (1) / بني/ حيوم/ مقـ 2 ـ تويي / نسرم/ أحصن / بن/ مقرم 3 ـ هقنيو/ المقه بعل أوم/ ثنى/ صلمن/ صرفم(2) 4 ـ وصلمم /ذهبم (3)/حمدم/ بذت / خمـ 5 ـ ـرهو / المقه بعل أوم/ عبدهو/ سعـ 6 ـ ـدم (4)/ خلين/ وهظمن/ نفس/عبده 7 ـ ـو/ سعدم/ لقبلى/ ذستوشعتهو (5) / اثتن / بـ 8 ـ ـرلت/ نشنيتن/ أمت/ بن/ مقرم / لأولن 9 ـ لهو/ بنهو/ عمن/ اسهو/ رب سلم/ وبهأ / 10 ـ لعبر/ ربسلم/ سعدم/ حجن/ ستوشع (6) وسب 11 ـ بينهمي/ لخمم (7) / بعلى/ هوت / ولدن/ ويسـ 12 ـ ـبط/ سعدم/ ربسلم/ بقضبم/ وخرط(8)/ ربسلـ 13 ـ ـلم / شزب/ سعدم/ بن/ حقويهو(9)/ وتعصرو (10)/بـ 14 ـ ـينهمى/ بشزبن/ وتلف/ ربسلم/ بن / يد 15 ـ يهو/ بيتن/ سبت/ يد/ سعدم/ بعلم/ ربسلـ 16 ـ ـم/ والمقه بعل أوم/ لزأن/ هعن/ ورفأ/ وهعـ 17 ـ ـن/ عبدهو/ سعدم /٭ «ب» محتوى النّقش 1 ـ هذان هما ـ عبيدٌ، وسعدٌ، من بني حياو ـ الحياويان ـ وهما مقتويان منَ المقتوين 2 ـ التّابعين ـ للقيل أو الكبير ـ نسر أحصن المقاري 3 ـ وهما يعلنان أنّهما ـ قدّما للإله، المقه بعل أوام، صنمين اثنين منَ الفضّة الخالصة 4 ـ وصنماً واحداً من البرونز حمداً له لهذا الفضل الّذي منحه 5 ـ المقه بعل أوام لِعَبْدِه سعد 6 ـ وذلك حينما قيّض الخلاص والاستقرار لنفس عبده 7 ـ سعد لما كان قد حدث قبلاً حين استعانت به المرأة 8 ـ المسمّاة ـ بريلة النَّشانيَّة، أمة بني مقار لإعادة 9 ـ ابنها إليها من لدن زوجها المُسَمَّى رِبّ سالم ـ فتهيّأ لما ندب له ـ وانطلق سعدٌ 10 ـ إلى مقرِّ ربّ سالمٍ تنفيذاً لما انْتُدِب له ولقد حدث أن نشب 11 ـ بينهما شجارٌ وتبادلا اللّطم بسبب الخلاف على هذا الولد 12 ـ وأدّى التّشابك إلى أن ـ يهويَ سعدٌ على ربّ سالمٍ بضربةٍ من قضيب. أمّا ربّ سالمٍ فقد خرط 13 ـ جنبيّة سعدٍ من حقويه فتعاصرا بينهما 14 ـ بالجنبيّة ـ وإذا بِـ ـ ربّ سالمٍ يهوي ميتاً بفعل يده هو ـ وليس بفعل عبيد ـ أو يهوي ميتاً بين يدي سعد 15 ـ بينما جرحت يد سعدٍ بفعل ربّ سالم 16 ـ أمّا المقه بعل أوام فليواصل عون وتفريخ روع 17 ـ وانتشال عَبْدِهِ سعد٭ التّعليقات 1 ـ سعدٌ هو صاحب النّقش والطّرف المعنيّ فيه، ولم يُذكر معه أخوه عبيدٌ إلّا عملاً بعرفٍ كان متّبعاً آنذاك. أمّا «بنو مقار» فأسرةٌ سبئيّةٌ ذات شأن، ومقرّها الأوّل كان في مارب، ويبدو أنّ فرعاً منها قد استوطن مدينة «نشن ـ نَشّان» في الجوف (الخربة السّوداء اليوم). 2 ـ الصِّرف هو: الفضّة الخالصة ـ المُخْلَص ـ أمّا كلمة ذهبٍ وذي ذهب، الّتي تتكرّر في مئاتِ النّقوش، فإنّ المراد بها هو: البرونز، وقد يكون في البرونز الّذي تُصنع منه القرابين شيءٌ منَ الذّهب. أمّا الذّهب الخالص فهو في النّقوش الطَّيِّب. 3 ـ الأسماء المنتهية بميمٍ في النّقوش، هي أسماءٌ منوّنة، وكان التّنوين عندهم تمييما، وأرى ـ وهذا اجتهاد ـ أن ينطق الحرف الّذي قبل الميم بالرّفع أو النّصب أو الجرّ بحسب محلّه منَ الإعراب. و«سعدم» هنا بدلٌ من «عبدِه» المجرور بالإضافة، والبدل منَ المجرور مجرور. وممّا لا شكَّ فيه أنّ لغة المسند كانت لغةً راقية، ولها طابعٌ دينيٌّ ورسميٌّ رفيع، وهي لغةُ الخاصّة، ولهذا فمنَ الثّابت أنّه كان لها قواعدها الصّارمة، وأرجّح أنّ إعرابها كان مشابهاً لإعراب لغتنا اليوم. 4 ـ سَتَوْشَعته: استعانت به. ولا تزال هذه الكلمة حيّةً في ألسنتنا حتّى اليوم، فالمواشعة هي: المعاونة والتّعاون. يقال: واشع فلانٌ فلاناً يواشعه مواشعة؛ أي: عاونه. وتواشعوا مواشعة: تعاونوا. وصيغة «ستوشع» أتت كما تأتي مثيلاتها في النّقوش بدون ألفٍ كالّتي تكون في لغتنا العربيّة اليوم، وكذلك نلاحظ ذلك في «ستُوْشِع» في السّطر العاشر، وأظنّ أنّ ألفاً خاطفةً كانت تنطق بحيث تجيء السّين ساكنة، أو أنّهم كانوا ينطقونها بكسرةٍ خاطفةٍ للسّين كما هو باقٍ في لهجاتنا الشَّماليّة اليوم، فلو تأمّلت من ينطق اللّهجة الصّنعانيّة الأصيلة فستجده يقول: قِتلَب وكِتَسَر في: اقتلب واكتسر، وكذلك ما حول صنعاءَ وشَمالها. و«سَتُوْشِع» في السّطر العاشر هي حتماً بصيغة المبنيّ للمجهول. 5 ـ اللّخم: اللّطم، وقد تكون: اللّخام؛ أي: اللّطام أو التّلاطم؛ لأنّ الألف السّاكنة لا تكتب إذا جاءت خلال الكلمة، والكلمة باقيةٌ في لغتنا القاموسيّة. جاء في «اللّسان»: «واللِّخام: اللِّطام، يقال: لاخَمَه ولامَخَه؛ أي: لاطمه». (واللَّمْخ بتقديم الميم في لهجاتنا: الضّرب بعصاً دقيقة). 6 ـ انظر إلى عبارة: «خرط شِزْب سعد»، فهي كما نقول اليوم: خرط الجنبيّة. والشّزب اسمُ الخنجر، سمّي بذلك لأنّ قائمه أو مقبضه كان يصنع منَ الحجر الكريم المسمّى بالشّزب، قال الهمدانيّ في «صفة جزيرة العرب» (ص 365 تحقيق: القاضي العلّامة محمّد بن عليٍّ الأكوع) عند حديثه عن أحجار اليمن النّفيسة: «… والشّزب يعمل منه ألواحٌ وصفائحُ وقوائمُ سيوفٍ ونصب سكاكينَ ومداهنُ وقِحفةٌ وغير ذلك، وليس سواه إلّا في الهند، والهنديّ بعرقٍ واحد». هذا كلام الهمدانيّ، فسمّي الخنجر في النّقوش شزباً من باب تسمية الكلّ بالبعض، وهو كثيرٌ في اللّغة، خاصّةً إذا كان هذا البعض أنفسَ ما في الكلّ. 7 ـ حَقْوَيْه: بصيغة التّثنية، ولا يزال هذا في لهجاتنا، سمعت أحدهم في كوكبانَ يدعو على آخرَ فيقول: كسروك من حقويك؛ أي: كسرك الجنّ. وتسمعهم إذا شكا أحدهم من ألمٍ في وسطه يقول: آه يا حقوَيّا. 8 ـ تأمّل عبارة: «وتعاصروا بينهما بشزبن» فهي مثل قولنا اليوم: تعاصروا فيما بينهم بالجنبيّة. وكنت أظنّ مادّة (عصر) بهذه الدّلالة؛ أي: عصر فلانٌ يد فلان، أو تعاصر فلانٌ مع فلانٍ قاموسيّة، حتّى رجعت إلى المعجمات فلم أجدها، فانظر إلى هذه الكلمة اليمنيّة الخاصّة كيف استمرّت على الألسنة كلّ هذه القرون، ولم تذكرها القواميس بدلالتها هذه؛ إذ ليس في القواميس عَصَرَ بمعنى: لَوَى.

استطراد من هذا النّقش الثّانويّ ذي الطّابع الشّخصـيّ والاجتماعيّ والجنائيّ نستطيع أن نتصوّر جانباً من جوانب الحياة كما كان النّاس يعيشونها آنذاك. لقد تورّط «سعد الحياويّ» وهو منَ الرّجال المعتمدين عند كبار القوم من أسرة «بني مقار» المشهورة.. في مشكلةٍ من حيث لم يكن ينتظر، نظراً لطيبة قلبه وحسنِ سمعته الّتي كانت تجعل النّاس يعتمدون عليه في حلّ مشكلاتهم. ويبدو أنّ هذا الرّجل الخيّر (سعد الحياويّ) كان صديقاً لكلٍّ من «رِبّ سالم» وزوجه «بريلة النّشّانيّة» من مدينة «نشّان» بالجوف، مدينة النّشّ. ويبدو أيضاً أنّ الحياة الزّوجيّة بين «ربّ سالم» و«بريلة» قد سارت على خير ما يرام حتّى حملت منه وأنجبا ولداً ذكراً تجاوز سنّ الرّضاع والطّفولة الأولى. ولكنّ شجاراً ممّا يكون بين الأزواج نشب بينهما ممّا أدّى إلى نشوزها أو تطليقها من قبل الزّوج، أو أدّى إلى غضبها وحردها، «فردَّت كمَّها على فُمّها وسارت حانقةً عند أمِّها» كما تقول الحكايات الشّعبيّة، ولكنّ مشكلة الزّوجة أنّ الزّوج قد استولى على الولد ولم يمكِّن أمّه من ضمّه إليها. ولمّا كانتِ الأمّ بما بين جوانحها من غريزة الأمومة القاهرة وعواطفها الحنونة الجيّاشة لا تستطيع عنِ ابنها صبرا، فإنّ مشكلتها الملحّة الآن هي كيف تستعيد ابنها وتضمّه إلى كنفها. ولعلّها بعد تفكيرٍ فضّلت أن توسّط صديقاً مشتركاً ليسعى عند زوجها بالسّماح للولد أن يلتحق بها، وقد يكون أوّل شخصٍ تبادر إلى ذهنها هو هذا الرّجل الطّيّب (سعد الحياويّ)، فذهبت إليه وبثّته ما هي فيه منَ اللّهفة إلى ولدها والقلق عليه وهو عند والده الّذي لا يمكن أن يرعاه ويعرف حاجاته كما تفعل هي، ثمّ استعانت به (استوشعته) طالبةً وساطته وبذل مساعيه لحلّ هذه المشكلة. وهنا تهيّأ وساطةُ الخير هذا لأداء مهمّته، فاحتزم متّزراً بحزامه وجنبيّته (خنجره)، وحمل عصاه وتوكّل على الإله متّجهاً نحو مقرّ الزّوج، ويبدو أنّه وجد الزّوج بملابسه المعتادة فهو غير مرتدٍ لخنجره، ولا يحمل في يده حتّى عصا، فلمّا تكلّم معه حدث سوء التّفاهم فتعالتِ الأصوات ثمّ اشتبكا بالأيدي وتبادلا الصّفع واللّكم، وذلك إمّا لأنّ الزّوج كان فظًّا شرس الطّباع، وإمّا لأنّ الوسيط أظهر انحيازاً وتعاطفاً مع الزّوجة، ممّا أثار الغَيرة والشّكّ لدى الزّوج وأدّى إلى هذا الاشتباك، وأثناء هذا الشّجار تملّص الوسيط (سعد الحياويّ) وتراجع بحيث تمكّن من أن يهوي على الزّوج (ربّ سالم) ضرباً بعصاه الّتي حملها معه، فما كان منَ الزّوج إلّا أن مدّ يده بسرعة الفاتك اللّهج إلى حزام الوسيط فاستلّ منه الخنجر وأراد أن يقضي به عليه طعنا، ويبدو أنّ الوسيط قد اتّقى الطّعنة الأولى بيده اليسرى ـ كما هي عادة النّاس عند الطّعان وبيده اليمنى أمسك بزند الزّوج ثمّ أخذا يتعاصران بالخنجر حسب تعبير النّقش، ثمّ إذا بالخنجر ينغرز في جسم الزّوج الّذي خرّ بين يدي الوسيط صريعاً يتشّحط بدمه ويسلم الرّوح. وبهذا ينتهي ما يمكن استنتاجه منَ النّقش. وهنا حدث لبسٌ لا شكَّ فيه حول هذا القتل، فهو أوّلاً وبكل المعايير والشّرائع ليس قتلاً عن عمدٍ وإصرارٍ وترصّد، ولكنّ اللّبس الثّاني يأتي في تصنيف هذا القتل؟ هل هو دفاعٌ عنِ النّفس؛ كأن يكون الوسيط قد تمكّن من ليّ يدي الزّوج وتوجيه شباة الخنجر إليه وضغطه فتوغّل في جسم الزّوج وقتله خوفاً من أن يتركه فيكون هو المقتول؟ أو أنّ القتل خطأ؛ كأن يكون الرّجلان قد تعاصرا بالخنجر ووقعا على الأرض وصادف أن كانت شباة الخنجر في اتجاه الزّوج وبقوّة الوقوع على الأرض انغرز الخنجر متوغّلاً في جسمه ممّا أرداه قتيلا؟ أو أنّ «ربّ سالم» كان مصاباً بمرضٍ جعله يصاب بنوبةٍ قلبيّةٍ ـ مثلاً ـ في أثناء المعاصرة فخرّ ميتاً قضاءً وقدرا؟ المهمّ أنّ صاحب النّقش هو الوسيط الطّيّب «سعد الحياويّ»، الطّرف الحاضر في القتل أو الموت، لا يدخل في هذه التّفاصيل، ولا يحدّد درجة الجرم ونوع الجناية، وإنّما هو في هذا النّقاش يهدف فحسب إلى ما ألزمه أو أوجبه على نفسه دينيًّا بعد أن وصف الحادثة باختصارٍ كما حدثت، لا من وجهة نظره فحسب، بل وطبقاً لما اقتنع به النّاس، وعلى أساسه قدّم القربان حمداً للإله (المقه) الّذي برّأه وحماه وفرّخ روعه وفرّج كربه ضارعاً أن يديم ذلك عليه. تعريف-2: الخرط: الكذب، خرط خرطاً وخريطاً فهو خرّاط، والخرْط أيضا: المبالغة في الكلام أو الادّعاء. تعريف-3: اخْترط فلان: انسلَّ من بين النّاس خفية، واخْتَرَط منَ المكان: غادره خفية، والخَرطة للثّعبان هي: انسيابه مسرعاً، تقول: اخترط الحنش أمامي بسرعة البرق، وهذا مكانٌ تتخارط فيه الحنشان؛ أي: أنّه كثير الثّعابين الّتي تنساب في أرجائه، فهي تتخارط مخارطة، أو تَتَخَرْوَط خَرْوَطَة، والتَّخِرْواط: مثله، قال عبد الرّحمن الآنسيّ في وصف الطّير الحبيس: هُمْ يِظِنّوهْ مِرْتاحْ وفي الجَهْل العَمَى كَيْفْ مَحْبُوسْ مُفارِقْ ويِرْتاحْ؟ ذِاكْ حِيْنْ كانْ على غُصْنْ إِنْ غَنَّى رَقَصْ تَحْتْ رِجْلِهْ وإِنْ نَوَّشِهْ ناشْ قَدْ رِضِيْ بِهْ على لَقْطْ حَبّاتْ الحَلَصْ حَيْثْ يِسْمَعْ تِخِرْواط الاحْناشْ أي: يسمع النّاس تغريد الطّير الحبيس في القفص، فيظنّونه يغنّي سروراً وارتياحا، وهذا جهل، وفي الجهل العمى عنِ الحقيقة، فهو لم يكن يغنّي سروراً وارتياحاً إلّا حينما كان طليقاً يقف على غصن شجرةٍ يغنّي له فيرقص وينوِّشه فينوش، فبمثل ذلك كان راضيا، حتّى لو اقتات بحبّاتِ الحلص الخشنة في الأماكن الموحشة الّتي لا تسمع فيها إلّا صوت انسياب الأحناش. تعريف-4: الخُراطة: الخريطة، وهي كيسٌ للحفظ تُقْفَل بخيطٍ من فوهتها، وتسمّى أيضا: القَنُّوْمة٭.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter