المعجم اليمني

خلب

خ ل ب

تعريف-1: الخُلَب (بضمٍّ ففتح) والخُلُب (بضمّتين): اسم جمعٍ للطّين، أو للتّراب المجبول بالماء والمعمول للسّياع والتّطيين. والخُلْبَة: اسم القطعة منه، أو الكدس المعدّ للاستعمال، وكذلك الخُلَبَة، بفتح اللّام. ويطلق الخُلَب على تراب الأرض الزّراعيّة المشبع بماء المطر أو الرّيّ، يقال: الأرض خُلَب أو الجِرْبَة خُلَب لا يمكن حرثها حتّى تَنْطع٭أو تَحِمّ، أي تجفّ قليلا. والمتعدّي من أفعاله يقال فيه: خَلَّب فلانٌ التّراب يخلِّبه تخليبا؛ أي: جبله بالماء وخلطه بالتّبن أو السّرجين إذا كان للملاجة والسّياع. واللّازم منه: تَخَلَّب التّراب، وتخلّبتِ الأرض الزّراعيّة ونحوها. والمُخَلِّب هو: العامل الّذي يفرز من عمّال البناء لعمل الخُلَب أو الخلبة اللّازمة للبناء أو الملاج. والمُخَلِّب أيضا: من يقوم بعمل الملاج أو السّياع، وخاصّةً إذا كان العمل معتاداً لا يستعمل فيه إلّا الخلبة السّاذجة غير المتقنة. والمُخَلِّب أيضا: من يخوض في أرضٍ زراعيّةٍ أو غيرها وهي خُلَب، أي مشبعة بالماء، فَيُرَمِّكُ وتغوص رجلاه. ويكون مزيداً بالألف، فيقال: أخْلَبَتِ الأرض بعد المطر، ومنه في العفويّ قول إحداهنّ: «شنَّ المطرْ باللَّيْلْ واخْلَبَت أرض» وقصّته سبقت في (ج ر ب). وكلمة «خُلَب» بهذا المعنى مع مشتقّاتها تكاد تكون ميتةَ الاستعمال في النّصوص والشّواهد التّراثيّة، أمّا كتب اللّغة الأساسيّة، كـ«اللّسان» و«تاج العروس» فتتعرّض لها بشكلٍ ناقصٍ وغير مستكمل. فـ«لسان» العرب يذكرها في سياق شاهدٍ يدلّ على أنّها عنده من حوشي اللّغة وغريبها، ولو كان علم اللُّغويّين بلهجات أهل اليمن أكمل لوجدوها آنذاك جاريةً على ألسنتهم بكلّ صيغها؛ لأنّها لا تزال حتّى اليوم كذلك! وانظر إلى الشّاهد الوحيد الّذي أورده «اللّسان» على هذه الدّلالة لهذه الكلمة، حيث يقول: «قال رجلٌ منَ العرب لطبّاخه: خَلِّب مِيْفاك حتّى ينضج الرّودق …» وخلِّب بمعنى: طيِّن كما ذكر. وأمّا الميْفا فليس طبق التّنّور كما ذكر، ولكنّه التّنّور نفسه، بل هو أفضلها لأنّه يصنع منَ الطّين الجيّد ويُحارَى كما يُحارَى الفخّار، ويسمّى في اليمن المافي والموفا والميفا، وأمّا كلمة الرّودق فهي الّتي تدخل في غريب اللّغة، فقد ذكر أنّها: الشّواء، ثمّ لم يعد إلى ذكرها في بابها ولم أجد لها ذكراً فيما بين يديّ من مراجع، وإيراده لكلمة (خَلِّبْ) بهذا السّياق يدلّ على أنّه وغيره منَ المعجمات ينظر إليها بعَدّها من غريب اللّغة، وهي في لهجات أهل اليمن حيّةٌ مستعملةٌ دائماً كما سبق . وجاء في الأمثال عن فعل الإشاعة قولهم: «ارْجُمْ الخُلَبَهْ لا عَرْضَ الجِدارْ إنْ لِسِيتْ وِلّا فِقَدْ طَبَعَتْ»؛ أي: اطرح إشاعتك واذهب فلا بدّ أن تفعل شيئا، مثل من يرمي قطعةً منَ الخُلَب على جدارٍ نظيفٍ إن هي لصقت به فذاك، وإن هي سقطت فإنّها قد تركت علامةً وأثراً منها على الجدار. ومنَ الشّعر المتشبِّه بالشّعر القبليّ قول عليّ بن عليّ صبرة في شاعرٍ قَبَليٍّ كان يعارض قيام النّظام الجمهوريّ ويندّد به في شعره: لَيْتَ العُقُوْلْ تُشْتَرَى داخِلْ عِلَبْ نِبيْعْ لَكْ يا الّذي عَقْلَكْ قَلِيْلْ أقْدِرْ أَسَوِّيْ مِثالَكْ مِنْ خُلَبْ وِأنْتْ مِحْرِنْ وماسِكْ للصَّمِيْلْ٭


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter