دبع

تعريف-1: الأدْبَع، ويقال أيضاً: الدِّبِع منَ النّاس، هو: الإنسان أو الشّابّ الّذي تحمله على أيّ محملٍ من حالاتِ العيش فيقبله غير شاكٍ ولا متململ، ثمّ لا يكون له من مطالب في الحياة غير ضرورياتها، وبعدها ينصرفُ إلى العمل الّذي توكله إليه بهمّةٍ لا يلتفت معها إلى شيءٍ سواه، بل هو ممّن لا يلهيهم شيءٌ عن عملهم من جميع ملاهي الحياة وصبواتِ الشّباب. وفي المجتمع الفلاحيّ الزّراعيّ يكون مثل هذا الشّابّ أو الرّجل محموداً أو مطلوباً لإيكال بعض الأعمال الّتي تحتاج التّكرّس لها إليه، وخاصّةً مثل عمل (البتول) ـ انظر (بتل) ـ الّذي يفرغ جهده في رعاية الثّيران وإطعامها وسقيها والعناية بها، ثمّ يعمل عليها في حراثة الأرض. ولهذا يقول الحكيم ابن زايدٍ في أحد أحكامه: يِقُوْلْ عليْ وَلْدْ زايِدْ ما بِتْلِهِ إلّا مِنَ ادْبَعْ إذا سِمِعْ صَوْتْ ما غارْ واِنْ طَبَّلُوْا ما تِبَرَّعْ أي: أنّه لا أحد يعمل في مجال البتلة٭حراثةً وقياماً بشؤون ثيرانها مثل هذا الإنسان الأدبع المنصرف إلى عمله بدون اكتراثٍ بأيّ شأنٍ آخرَ من أمور الحياة فهو إن سمع صوت الصّريخ المستنفر لا يهبّ مغيراً كما يفعل الآخرون، وإن سمع قرع الطّبول وإيقاعها على رقصة (البرع) الّتي يتنافس الرّجال على خوض ساحتها لم يبادر كغيره إلى تلبية هذا الإيقاع والرّقص عليه ترويحاً عنِ النّفس كما يفعل الآخرون، بل هو دائماً مستغرقٌ في عمله، همُّه في الحياة أن يأكل ويشرب ويعمل؛ ومادّة (دبع) مهملةٌ في اللّسان.

المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter