المعجم اليمني

دحص

د ح ص

تعريف-1: الدَّحْص، بفتحٍ فسكونٍ فصادٍ مهملة: الدّحض بالضّاد المعجمة كما في المعجمات. فالدَّحْصُ في لهجاتنا هو: المكان الزّلق، تقول: هذا الطّريق دَحْص، والأرض دحِصٌ بعد المطر، ودَحَصَ السّائر يَدْحَص دَحْصاً ودَحْصَةً للمرّة أو الهيئة: زلقت رجله، والمِدْحاصَة أو الدّحصيصة هي: المكان المنحدر الّذي يتداحص عليه الأطفال في لهوهم، وتقلب دائماً طاءً. ومِدْحاصَة الرّاعي: اسم مكانٍ له قصّةٌ تقول إنّ راعياً أحبّ راعيةً ولكن أخاً صغيراً للرّاعية كان ملازماً لها كالرّقيب فلم يتمكّن الرّاعي منَ الاختلاء بها ليعبر عن حبّه، وفي يوم كان الثّلاثة في رأس تلّةٍ على أحد جوانبها مِدْحاصَة طويلة، فراهن الرّاعي الكبير الرّاعي الصّغير فيمن يَتَدَحْصَص منزلقاً من أعلى التّلّة إلى أسفلها فبادر الصّغير وفعل وطالت مسافة عودته فلم يرجع إلّا وقد عبّر الرّاعي الكبير لزميلته عن حبّه لها. ولهذه اللّفظة في لهجاتنا ثلاث صيغٍ ترينا مقدار ما يمكن أن يحدث لكلمةٍ واحدةٍ منَ التّغييرات. فهي في لهجةٍ جنوبيةٍ واسعة: دحص بصادٍ مهملةٍ مبدلةٍ عنِ الضّاد المعجمة في القاموسيّة، وهي ظاهرةٌ لُغويّةٌ معروفةٌ في اللّهجات أو اللّغاتِ الّتي تعرف بالسّاميّة. وهي في لهجة المناطق الوسطى: طحس، قلبت دالها طاء، والتّناوب بين الدّال والطّاء معروفٌ في اللّغة واللّهجات مثل (مدّ) و(مطّ) و(دنّن) و(طنّن).. إلخ، وقد انتقل تفخيم الصّاد إلى الدّال فأصبح طاءً كما ذكرت، ولذلك أصبح الصّاد المجرّد من تفخيمه سينا. وفي لهجةٍ شَماليّةٍ أصبحتِ الكلمة هي: زحط. فقد تقدّم صادها من آخر الكلمة إلى أوّلها وقلب إلى زايٍ وهذا معهودٌ في اللّغة واللّهجات، وتأخّر دالها إلى النّهاية وقد اكتسب الدّال تفخيم الصّاد المنقلب إلى زايٍ فأصبح طاء. وبهذه التّغييرات تنطق الكلمة إذا جاءت في مأثورةٍ شعبيّةٍ حسب اللّهجات والمناطق. والدّاحص أو الطّاحس منَ القطع النّقديّة المعدنيّة: ما انطمست كتابته ونقوشه حتّى أصبح أملسَ منزلقاً. وجاء في الأمثال اليمانية: «البيسة الدّاحصة ترجع لصاحبها أو لأهلها». ويقال أيضاً: «البيسة الطّاحسة.. إلخ». والبيسة هي: البيزا، وكانت عندنا جزءاً من ثمانين جزءاً منَ الرّيال القديم، والمثل يضرب في كلّ ما هو مغشوشٌ وفيه غرر، حتّى في الفتيات إذا تزوجن واتّضح في إحداهنّ عيبٌ كذهاب البكارة مثلا. ومنَ الطّحساتِ المعنويّة اللّطيفة طحسة هذا المحبّ الغرير الّذي تقول الأغنية منَ العفويّ على لسانه: نزلتْ بحرَ الهوى وانا صغيرْ جاهلْ طِحِستْ بين الكعوبْ قالوا لي استاهِلْ والكعوب: النّهود.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter