دردح

تعريف-1: الدَّرْدَحَة، بفتحٍ فسكونٍ ففتحتين: ضَرْبٌ منَ التّعزير لمرتكبي بعض الفواحش وخاصّةً الزّنى أو شرب الخمر أو السّرقة، ويقصد بالدّردحة التّشهير، والدّردحة ليست في صميم الحدود الإسلاميّة، والواقع أنّها عمليّةٌ لا تتّسم بالحكمة لأنّ من يُدَرْدَح به من رجلٍ أو امرأة، ينتزع عنه قناع الحياء والخجل، فتكون العودة إلى تلك الفاحشة أسهل عليه أو عليها، ولم تعد الدّردحة شائعةً اليوم، بل إنّها انعدمت، أمّا في عهد الحكم الإماميّ فكانت كثيرة الحدوث، وكانتِ العادة في الدّردحة أن يخرجوا بالمذنب إلى الشّوارع، وقد وضعوا على ظهره طبلاً يقرعون عليه، ويلتفّ النّاس حوله وهم يصرخون سابّين شاتمين له ومشنّعين عليه. ومنَ المفارقاتِ الّتي حدثت في أيّام الإمام يحيى، أنّ رجلاً أجنبيًّا شهد في أحد الأيّام الدّردحة برجلٍ ارتكب فاحشة الزّنى، وفي اليوم التّالي وكان يوم جمعة والإمام في كلّ جمعة يخرج لصلاة الجمعة في الجامع الكبير، والطّبول تقرع في موكبه، والعساكر يصرخون حوله بأهازيجهم، فسمع الأجنبيّ صخب هذا الموكب وقال: من هذا؟ فقالوا له الإمام. فما كان منه إلّا أن سأل عمّا هيّة الجريمة الّتي ارتكبها الإمام فأوجبت عليه الدّردحة؟! وكان يُدَرْدَحُ بمَن يعتقل من الأحرار.

المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter