المعجم اليمني

دفر

د ف ر

تعريف-1: دَفَر، بفتحتين: أقبل قويًّا مباغتاً وداهما. دَفَر الجيش على البلدة ونحوها يَدْفِر دَفْرةً فهو مُدَفِّر عليها ـ والأصحّ أن نقول: دافِرٌ عليها ـ ودفر السّيل في الوادي أو على النّاس في الوادي، ودفر علينا فلان: أقبل وورد مسرعا، ودفر الوحش الإنسان: هاجمه بقوّة، وكثيراً ما يكون النّاس في هذا الوادي أو ذاك فيمرّ عليهم من يحذّرهم قائلا: دَفَرْكُم السّيل دَفَر. وتستعمل هذه الكلمة للتّعبير عن أشياءَ معنويّة، مثل: دَفَرَتْني فكرة؛ أي: بدرت إلى ذهني بقوّةٍ ووضوح، ودَفَر الشّاعرَ هاجسُه؛ أي: جاءته الحالة الشّعريّة بقوّة، ودَفَر الإنسان الخوف من كذا، مثل ذلك. والسّائر في اللّيل بلا سراجٍ حين يشعر بغتةً بأنّ شخصاً ما أمامه يهتف قائلاً: دَفَرْني عشاي, يقول ذلك للتّرويع والتّخويف ولتشجيع نفسه، ويردّ الآخر: ما دَفَرك إلّا متعشي بك، والمثل الّذي يقول: « لا تكن مثل مخوِّفة استها بالحُلُبان»؛ حشرةٌ طويلةٌ كريهة المنظر والرّائحة. انظر: (حلبب) والاست هنا هي: فرج المرأة، له قصّةٌ تقول: إنّ فتاةً غريرةً جلست أمام حلبانيّ يزحف على الأرض، ثمّ فاجّت ما بين رجليها وكشفت عن هناتها مستقبلة بها الحُلُبَان، وهي تقول بترنيم: دَفَرشْ جاشْ يا فَجْعَتِش مِنَّه دفرش جاش.. إلخ، ثمّ إنّها خافت حقيقةً وانتابها هلعٌ شديدٌ حتّى إنّها صرخت مستغيثةً دون أن تتمكّن من مغادرة المكان أو حتّى ستر نفسها وتغيير وضعها المزري وهي متفاجة عارية أمام الحُلُبّاني، وأقبل النّاس وهي على تلك الحال فكانت فضيحةً لها ومخزاة، وضرب بها المثل فيمن يبدأ بتوقّع أمرٍ بصورةٍ غير جدّيّةٍ وهو أيضاً أمرٌ متسحيل الوقوع ثمّ يغرق في الخيال والتّخوّف حتّى يقع في قبضة خوفٍ حقيقيٍّ فيقال عنه إنّه مثل: «مخوّفة استها بالحُلُبّانيّ». والدِّفّارَة، بكسرٍ ثمّ فاء مضعّفة: حضور شيءٍ بوقته بأكثر منَ المعتاد، تقول: دَفَّرَ العنب مثلاً في أوّل الموسم دفارَةً كبيرةً حتّى ملأ الأسواق.. ونحو ذلك. والدَّفْرَة أيضاً تعني: لحاق المطارِد بالمطارَد أو وشوك ذلك. دفر فلانٌ فلاناً يدفره دفرة؛ أي: لحقه وأدركه أو كاد، وممّا يغنّى: يا مَطَرْ وامْطِرْ في الجبِالْ واغْزِرْ وَالسِّيُوْلْ تِدْفِرْ والمُغْيِثَ اللهْ والدَّفْرَة، بفتحٍ فسكونٍ ففتح: المرّة والنّوبة الواحدة. فمن ذلك قولهم: أحضرت فلانةٌ دفرةً واحدةً منَ الماء؛ أي إنّها وردتِ البئر وحملت منه ملء جرّةٍ منَ الماء وعادت بها، فذلك الورود يقال عنه: دفرة، ومثله أحضرت فلانةٌ دفرتين، وفلانةٌ ثلاث دفار، ورغم أنّ الدّفرة أصبحت اسماً لنوبةٍ منَ الماء وجرّة ماءٍ واحدةٍ إلّا أنّها منَ المعاني السّابقة. وحتّى حينما يقول المسافر لزميله في السّفر: دعني أحمل هذا الحمل معك ولو أنا دَفْرَةً وأنت دَفْرَة. ففي هذا معنى القدوم بالحمل والورود به إلى مسافةٍ معيّنة. وقد تكون الدّفرة الّتي تعني المرّة والنّوبة والقسط الواحد ممّا يجلب.. أقول قد تكون مستقلّةً عن سابقاتها من حيث الدّلالة، المتبادرة إلى الذّهن وإن كانت منَ الدّلالة الأصليّة.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter