المعجم اليمني

دوشن

د و ش ن

تعريف-1: الدَّوْشان، بفتحٍ فسكون: الواحد من جماعة الدَّواشِيْن ـ بواوٍ مخفّف ـ والدَّواشِيْن في اليمن هم فئةٌ منَ النّاس، ينتشرون في الشَّمال والمناطق الوسطى خاصّة، وكانوا يعيشون في جماعاتٍ صغيرةٍ متنقلّةٍ في بيوتِ الشَّعر، مثل الغجر أو النّور، ولكنّهم لا يمارسون أعمال هؤلاء الوضيعة المخالفة للشّرع والقوانين، بل هم يعيشون على هامش المجتمع، ومن أهمّ أعمالهم في المناطق ذاتِ الطّابع القبليّ، القيام بنقل الرّسائل بين قبيلتين حينما يكون بينهما نزاعٌ أو حرب، وهم يسعون بين الطّرفين دون أن يتعرّضوا للقتل أو لأيّ عدوانٍ فهم ليسوا من صميم هذه القبيلة أو تلك بل هم من أتباعها أو خدمها، ودماؤهم لا تُسلّف ولا تقضي، كما أنّ الدّوشان في المجتمع القبليّ يشايع موكب القبيلة في المناسبات رافعاً صوته بمدحها والثّناء عليها، وإذا عقد رجال القبيلة اجتماعاً (بَرْزَة) للتّشاور أخذ الدّوشان يحوم حول حلقتهم بثيابه الفضفاضة وهو يجأر بالإطراء والحثّ على أخذ القرار. وفي المناطق الرّيفيّة يقتصر الدّواشين في دوشنتهم على إلقاء الخطب نثراً مسجوعاً وبإلقاءٍ متميّزٍ في الثّناء على هذا أو ذاك من كبار القوم والإشادة بمحامده، بعد أن يكون الدّوشان من هؤلاء قد ألمّ بأحوالٍ كثيرةٍ من أحوال ممّن يَتَدَوْشَن به فيذكر آباءه وأبناءه وإخوته مادحاً، كما يذكر بعض أعماله الكريمة. وتدوشن الدّوشان بفلانٍ أو بني فلانٍ يتدوشن دوشنة: إذا هو فعل ذلك، ويشبه الشّاعر منَ الأدباء إذا هو أكثر من مدح الأشخاص بالدّوشة وبعضهم إذا لم يُعْطَ قلب المدح ذمًّا. وفي الأمثال: «إذا القبيلي رَمِد فالدّوشان أعمى» لأنّ القبيليّ أو الفلّاح هو الأصل والدّوشان محض تابع.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter