المعجم اليمني

ردم

ر د م

تعريف-1: الرَّدْم، بفتحٍ فسكون: من أعمال صنع السّقف في البناء، فعند انتهاء بناء الحوائط الأربعة لكلّ غرفةٍ يمدّون عليها الخشب، ثمّ يضعون (القُصِع) أو (الأصابع) متقاطعةً مع الخشب، وفوق القصع يضعون (الغَمَى) وهو نباتاتٌ وفروعٌ صغيرةٌ كثيفة الورق منَ الشّجر، وفوق هذا يقومون بالرَّدْم، فيردمون بإهالة التّراب على هذه الشّبكة منَ الخشب والقصع والغمى، فيتكوّن السّقف الّذي يملجونه؛ أي يطيِّنونه من أسفلَ ومن أعلى؛ أي منَ الدّاخل والخارج … إلخ. ردم البنّاؤون السّقف أو البيت يردمونه ردما. وسدّ الأبواب أو النّوافذ أو نحوها منَ الفجوات بالبناء عليها رأسيًّا لا نسمّيه ردماً كما في المعجمات، أو لم أسمع ذلك. وإنّما الرَّدْم يكون ما ذُكر، ويكون الطّمرُ للحفر والفجوات الأفقيّة ردماً. والمَرْدِم، بفتحٍ فسكونٍ فكسر: ما يسقف به بابٌ أو نافذةٌ من مرادمَ حجريّةٍ أو خشبيّة، فكلّ حجرٍ طويلٍ مشذّبٍ يصلح لأن يسقف به بابٌ أو نافذةٌ يسمّى مَرْدِما. وكلّ جذعِ خشبةٍ غليظٍ متينٍ إذا سُقف به بابٌ أو نافذةٌ فهو: مَرْدِم، كما أنّ الحجر الطّويل المشذّب يسمّى: مَرْدِماً ولو لم يسقف به، والخشب والجذوع ليس كذلك، فلا يسمّى مردماً منها إلّا ما سقف به. ومنَ المجاز قولهم عنِ الطّوال منَ النّاس إذا ساء عملهم: إنّهم سيكونون مَرادِمَ جهنّم؛ أي ستسقف بهم سراديبُ النّار. وكذلك تسميتهم لأسفل الظّهر: مردم الجحر، ولعانة المرأة: مَرْدِم الاست؛ أي الفرج..إلخ، فهم يطلقون على كلّ عارضةٍ فوق فتحةٍ أو فجوةٍ اسم: مَرْدِمٍ.. حقيقةً أو مجازا. وقصّة المثل القائل: «جاتْ مِنَّكْ يا بيت الله» تتعلّق بالمردم, فتارك الصّلاة ذلك الّذي أجبر على الذّهاب يوماً إلى الجامع للصّلاة، همَّ أن يدخل الجامع فرطم رأسه بمردم باب الجامع فكرّ راجعاً وهو يقول المثل متذرّعاً بأنّ تلك الرّطمة هي صدٌّ له عنِ الدّخول، وقد جاء هذا الصّدّ من بيت الله نفسه، فهو في حلٍّ منَ الصّلاة! وأَرْدَمَت السّماء تُرْدِم إِرْداماً وإِرْدامة: طبقها الغيم تطبيقا، فهي مُرْدِمَةٌ لا ترى فيها فجوة، ومن أهازيج المزارعين: أَرْدَمَتْ وَالسَّيْلْ يِتْبَعْ راعِدِ اِرْدامَهْ وِسَيْلْ والغيم الرّادم، أو السّحاب والسّحائب الرّادمة هي: المطبقة للأفق. ومنَ الأغاني الشّعبيّة: أَلْفَيْن صلاةُ الله عَلَيْكْ يا زَيْنْ يا بُوْ فاطِمِهْ ما غَرَّدَ القُمْرِيْ وِما شَنَّتْ سَحايِبْ رادِمِهْ استطراد هذا الوزن الشّعريّ من مشتقّات (الكامل) الخليليّ، وهو وزنٌ شائعٌ جدًّا في أشعار الغناء العفويّة والحمينيّة، وهناك ألحانٌ عديدةٌ تغنّى بهذا الوزن الشّعريّ، وأَشْهَرُ لَحْنٍ من هذه الألحان لحنٌ ذاعَ على مستوًى عالميّ، لأنّ مغنيّةً يهوديّةً اسمها (أوفرا حازا ـ حظّا ـ) غنّته مع مزيجٍ منَ الألحان اليمنيّة في أسطوانةٍ أطلق عليها اسم (قلبي) وتردّدت هذه الأغنية في المرابع والمراقص اللّيليّة في الغرب لبضعة أسابيع، وهي في الواقع أغنيةٌ شعبيّةٌ يمنيّة، كثيراً ما كانت تختم بالبيتين السّابقين في الصّلاة على النّبيّ X، وممّا يغنّى بهذا الوزن واللّحن: بِاللهْ عَلَيْكْ بِاللهْ لا تِحْرِمْ حَبَيْبَكْ ما طَلَبْ لوْ يِطْلُبَكْ صنعا المَديـ ـنِهْ بِالدَّوايِرْ والنُّوَبْ أي صنعاء بأسوارها وأبراج حراستها. وفي أواخر أيّام الاحتلال التّركيّ غنّى أهل لحجٍ بقولهم: يا لَحْجْ غنِّيْ واِحْجِرِيْ قَدْ سارْ مِنْ فَوْقِشْ غَضَبْ قَدْ سارْ سَعِيْدْ باشا كَبـ ـيْر الرّاسْ مَعْصُوْرَ الشَّنَبْ وكان سعيد باشا رجلاً عظيما، وحينما انسحب العثمانيّون منَ اليمن، أراد تسليم ما تحت يده منَ المناطق الجنوبيّة للإمام يحيى حمايةً لها منَ الإنكليز فتأّخر الإمام يحيى في تسلُّمها.. إلّا أنّ الغناء الشّعبيّ إنّما يعبّر عن ثقل وطأة الجيوش الأجنبيّة المحتلّة مهما كان أمرها. وممّا كان يغنّى منَ هذا الوزن: لا انْتِيْ تِحبِّيْنِيْ فَجِــ ـرِّيْنِيْ مِنَ الطّاقَهْ دلى لا يِسْمَعُوْشْ أهْلِشْ وَلا الـ جِيْرانْ وَلا طَيرَ السَّما يالْبِنْتْ يالْبَيْضا تـِمَنَّيْنـَ ـاشْ وِاحنا سامِرِيْنْ قالَت: على عَيْنِيْ وِرا ـسـيْ كَيْفْ يِقَعْ بِالحارِسِينْ ومن الحمينيّ: رَحْمانْ يا رَحْمانْ يـــا مَنْ فَوْقْ عَرْشَكْ مرْتَفِعْ من قصيدةٍ لها أمثالٌ عديدة, ومن أشهر ما جاء في الحمينيّ على هذا الوزن، قصيدة عبدالرّحمن الآنسيّ الّتي يقول في أوّلها: يا حَيُّ يا قَيُّوْمْ يا عالِمْ بِما تُخْفِيْ الصّدُورْ يا رازِقَ المَحْرُومْ يا مَنْ بَحْرْ جُوْدِهْ لا يَغُوْرْ يا ناصِرَ المظْلُوْمْ يا ذا الانْتِقامْ مِمَّنْ يجورْ يا مُنْفِذَ المَحْتُوْمْ فِي السّاخِطْ وفي الرّاضِي الصَّبُوْرْ إلّا أنّ التّرصيع جعلها تُقرأ وتكتب بطريقةٍ مختلفة، بينما هي من مشتقّات (الكامل) الخليليّ كما ذكرت.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter