المعجم اليمني

زبر

ز ب ر

تعريف-1: الزُّبْرَة، بضمٍّ فسكون: الصّاقور أو المسطار عند الهمدانيّ أو المهدّة بلهجة الشّام، وهو: المطرقة الضّخمة منَ الحديد الّتي تُحطَّم بها الصّخور لإعداد الحجارة للبناء، أو في استصلاح الأراضي للزّراعة. والجمع: زُبَر، بضمٍّ ففتح. والقواميس تذكر أنّ الزّبْرة منَ الحديد هي: القطعة الضّخمة منه؛ أي القطع السّاذجة الّتي لم تأخذ شكل أداة، وبعض المفسّرين يقولون في شرح الآية:ﭽ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﭼ [الكهف: 96] أنّ الإسكندر ذا القرنين بنى أساس السّدّ أو السّور بزُبر الحديد؛ أي: قطعه الّتي اتّخذت كحجارةٍ لتسوية ما بين الصّدفين. والّذي نعرفه أنّ الحديد لا يتّخذ للبناء، وليس أساساً قويًّا له، لأنّه يصدأ ويتآكل، والآثار التّاريخيّة منَ الأبنية الهائلة بما فيها سور الصّين العظيم خاليةٌ منَ الحديد كمادّةٍ داخلةٍ في تشييدها، وإنّما تتّخذ زُبَرُ الحديد أدواتٍ لتكسير الحجارة من أجل البناء بها لا بالزُّبَر نفسها، والقطر المذكور في الآية والّذي يفرغ على البناء الحجريّ هو ما نسمّيه في اليمن القَطْرة، وهو يستعمل حتّى اليوم لوصل ما بين الحجارة وتثبيتها لتقوية البناء، وهو يصلح مادّةً مثبِّتةً للحجارة لخشونتها وامتصاصها له وتداخله فيما بينها، وهو لا يصلح لذلك بين قوالبَ منَ الحديد. ونشوان بن سعيدٍ هو اللُّغويّ الوحيد الّذي ذكر للزّبرة هذه الدّلالة بقوله: «قطعةٌ منَ الحديد تكسر بها الحجارة» أخذ ذلك منَ اللّهجاتِ اليمنيّة وكان الأولى أن يقول: أداوة منَ الحديد …، بدلاً من قطعة …إلخ. وقال الهمدانيّ (صفة جزيرة العرب: 94) عند حديثه عن (شصر عدن)؛ أي بابها المشقوق نفقاً تحت جبلِ حديد، قال:(عدن) وهي ساحلٌ يحيط به جبلٌ لم يكن فيه طريق، فقُطع في الجبل بابٌ بِزُبرِ الحديد، فصار لها باباً ودرباً إلى اليوم، وسمّاها في موضع آخر (المسطار) عند حديثه عن الفرق بين سرعتي الصّوت والضّوء . تعريف-2: الزَّبَر ـ بفتحتين ـ في الأرض الزّراعيّة المحروثة: العَنَفَةُ أو الجزء البارز منَ التّراب، فالأخدود الغائر في الأرض هو: التِّلم والتّراب البارز بين تِلْمَيْن هو: الزَّبَر، والجمع: أَزْبار. ومن ضروب الحراثاتِ الّتي يقوم بها المزارع لخدمة الأرض قبل بذرها حرثة تسمّى: الزَّبَر، أو: الزِّبّار؛ أي: التَّزْبِيْر، والتّزبير هو: الحرثة الأخيرة منها، فهناك الشَّصْر ـ انظر: شصر ـ والتّعريض والتّرويس ثمّ التّزبير، وهو يختلف عن سابقاته بتبعيد ما بين الأتلام، فيكون رأس الزَّبَر عريضا، وعند البذر يأتي الفلّاح فيشقّ هذا الزَّبر العريض من وسطه، وفي عمق شقّه يبذر الحبّ. تعريف-3: الزّابُوْر، بفتحٍ قبل ألفٍ وضمٍّ بعده واو: القوالب الكبيرة منَ الطّين النَّيء الّتي يُبنى بها، يكون أكبر حجماً منَ اللِّبْنِ المعتاد، وتُبنى به البيوت، ولكنّ الأكثر أن تُبنى به الأسوار، وفي النّقوش تأتي(ز ب ر) بمعنى: بَنى، شيَّد بناء. وربّما يكون هذا للبناء بالزّابور.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter