المعجم اليمني

زرب

ز ر ب

تعريف-1: الزَّرْبَه: هو الّذي يفهم مقالب النّاس ويقلبها عليهم. تعريف-2: الزَّرْبة: الفرعُ الشّائك من فروع الأشجار الشّائكة، يُتَّخذ لسدِّ بابٍ أو فتحةٍ أو طريقٍ وذلك حمايةً لما خلفها. والجمع: زَرَبَات. ولكنّ اسم الجمع: الزَّرْب هو الأكثر استعمالا، ومن هذا الزَّرْب تعمل السّياجات لحماية سائر الممتلكات. والتَّزْرِيْبُ أو الزِّرَّاب: عملُ هذه السّياجات المتشابكة منَ الزَّرْب حول البيوت والمزارع والزّرائب والحظائر وغيرها منَ الممتلكات، يقال: زَرَبَ فلانٌ الفتحة بِزَرْبَة؛ أي: سدّها. ويقال في الكثير: زَرَّبَ ـ بتضعيف الرّاء ـ المزارع أرضه أو على أرضه يُزَرِّب تزريباً أو زرّاباً كما نقول فهو مزرِّبٌ لها وهي مُزَرَّبة. وفي الأقوال السّائرة يقولون لمن يترك ماله سائباً ثمّ يشكو من ضياعٍ أو سرقة: « زَرِّبْ ولّا كَلِّبْ»؛ أي: قبل أن تشكو كان عليك أن تحرز مالك، وفي معنًى آخر يقولون: «زرِّب وَلا تكلِّب» عند من يفضّلون حماية الزَّرب للممتلكات على حماية الكلاب، وعكس ذلك يقولون: « كَلِّب ولا تزرّب»، ولعلّ هذا من كلام أهل الأغنام خاصّة. والمِزْراب هو: السّياج القويّ منَ الزّربَ الّذي تحاط به الأرض أو البيوت، والزّرائب ونحوها كما سبق. وفي الأمثال يقولون: «من طِلْحِيْ لا مِزْراب»؛ أي: من محض طلحةٍ صغيرةٍ قليلة الشّوك، إلى مِزْرابٍ كلّه أشواكٌ متشابكة. وهو كالمثل القائل: من حَوْجَمَه لا كِلِبْلابه. والحوجمة هي: شجيرة الوَرْد البرّيّ قليلة الشّوك، والكِلِبْلابة هي: القتادة مضرب المثل في الشَّوك؛ أي: أنّ الخروج من طلحي إلى مزرابٍ يَعني الهروب من شرٍّ للوقوع فيما هو أشدُّ منه، وله أشباهٌ كثيرةٌ في الأمثال العربيّة القديمة والحديثة. وجاء في الأمثال: «إِحْرِقْ يا زَرْبْ، إِفْهَمْ يا جِدارْ» وهو في معنى قولهم: اضرب سعد يفهم سعيد، وعبارة: حَنَش الزَّرْب تدلُّ على الخبيث الشّديد السّمّ منها، وتطلق على الدّاهية الفاتك منَ النّاس مجازا. والزّريبة عندنا، ليست من كلمة (زَرَب) القاموسيّة بمعنى أدخل فيما يبدو، فالزّريبة في لهجاتنا هي: السّاحة المحاطة بالزّرب لتكون مأوًى للبهائم، فهي من زَرَّب والتّزريب بمعنى: عَمَل حظيرةٍ للأنعام منَ الزَّرب، وليست من (زَرَبَ) بمعنى دخل وأدخل القاموسيّة. ولا تطلق كلمة زَريبةٍ عندنا على الإسطبل المبنيّ بالحجارة أو بالطّين أو بالخشب، فهذه يطلق عليها (الحَرُّ) و(السَّفِل) ونحوها، أمّا الزّريبة فليست إلّا ما ذكرت. ومن شعر العاميّة الهازل قول أحد ظرفاءِ صنعاء: سلام ما تِغَنَّى على زَرْبِهْ عُصفورْ وِفَوْقَ الجِدارْ يِنْبَعْ والدَّعس على الزَّرْب يكنّى به عنِ الصّبر والتّحمّل، ومنَ الحمينيّ المغنّى: يِدْعَسْ على الزَّرْبْ يِتْجشَّمْ هُمومَ امَّ صايِبْ مَنْ عاف عِيْشَةْ بِلادَهْ وهو بيتٌ من قصيدةٍ جميلةٍ لعليّ عبد الرّحن جحّاف باللّهجة التّهاميّة أورِدُها هنا لجمالها ولما تشتمل عليه منَ المفرداتِ اللُّغويّة الخاصّة بلهجات تهامة: وُوْ طايِرَ امْ غربْ ذِيْ وَجّهت سَنَّ التَّهايِمْ قلْبِيْ ضَناه ام عَذابْ() أحْيانْ في (امْزَيْديِهْ) واحْيانْ مِنْها وِشايِم شَيَّب وعادِه شبابْ سَقِّمْ أشا اتسايلَكْ واخُوْ ام طيور ام حَوايِم عسى تِردِّ ام جواب كِنْ شي نحاكُم وَليْ يِزْهَدْ يِوَطِّي ام تمايِمْ يِفتحْ لقلبي ام كتاب لِكُلّ مِعْلُوْلْ دوا دِلَّهْ تَحطِّه يحاوي إلّا عليلْ ام هوى ماشيْ لجرْحِهْ مداوِيْ وِ امْ قلبْ لا قدْ غَوَى نا خوكْ ما باتِساوِيْ دايِمْ زمانيْ أنا بين ام جفا وام غَلايِب ما ذُقْتْ طَعْمَ ام سعادهْ مِيّان له عزّ مَنْ فارقْ ديارَ ام حبايِبْ وكيف يِهْناه زاده؟ مَنْ سَيَّبَ ام زهْبْ وام واديْ وهَوْش ام زرايب وحيث تاوَى ام قعادَهْ يَدْعسْ على ام زَرْب يِتجَشَّمْ هموم ام صايب مَنْ عافْ عِيْشَةْ بِلادَه وعَنْ حِواها شَرَدْ بعد ام طمَعْ في سواها صَدَّقْ لِشَوْر ام شَوَدْ وقال: ما عادْ يِشاها يِهْناه عيش ام نَكَدْ ما دامْ بارحْ رُباها عهدِيْ بِعَيْشِ ام هنا التّامسْ ولِيْ قلب ساليْ يِهْوَى ام طَرَب وام تنفّاسْ في امخَبْتِ وانا بتا الدّبعه: مِحَمِّل جماليْ من ام خَمِيْسْ لا جَبَلْ راس في كلّ ما قابلهْ كم زَخْمْ يِخطرْ قُباليْ أحِيد اقْول غُصْن ميّاس يِرقصْ على نغمة ام شحرورْ بين ام دواليْ يِهَمِّس الأرض هِمَّاس واباه ماحْلى ام تجوّالْ وما ألذَّ ام تساليْ يا ليتنيْ عِشْتْ جمّالْ أعيْش وارعى جماليْ وانا على غير ذا امْ حالْ مَستورْ لا بيْ ولا ليْ تعريف-3: الإِزْرَاب ـ بكسرٍ فسكونٍ ففتحٍ خفيفٍ قبل ألفٍ ليّنة ـ والإِزْرابة في جلد الإنسان هي: القُشَعْريرة الّتي تنتابه بسبب الخوف أو الرّهبة، أو منَ البرد. يقال: أزْرَب الجسم يزْرِب إِزْراباً وإِزْرابةً فهو مُزْرِب، إذا هو: اقشعرّ لما ذكرتُ من أسباب. تقول: مررت بمكانٍ موحشٍ فأَزْرب جسمي، ورأيت منظراً أزرب له جسمي، وخرجت إلى البرد فجأةً فأزْرب جسمي. وهذه الإِزرابة هي: أن يتجمّع الجلد ويُحَبِّب فيخشن ملمسه.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter