المعجم اليمني

زعجر

ز ع ج ر

تعريف-1: الزَّعْجَرَة ـ بفتحٍ فسكونٍ ففتح ـ للصّاعقة هي: أصوات انفجارها الّتي تأتي متعدّدةً في الصّاعقة الواحدة، وتكون حادّةً زاعقةً في تواليها. زَعْجَرتِ الصّاعقة تُزَعْجِر زَعْجَرةً فهي مُزَعْجِرة. استطــراد يقال عادة: زعجرتِ الصّاعقة، ولا يقال: زَعْجَر الرّعد، ويقال زَعْجَرتِ البنادق، ولا يقال: زَعْجَرَتِ المدافع.و الحقيقة هي أنّ العلاقة بين نوع الصّوت ودرجته، وبين الأحرف في الكلمة اللُّغويّة الدّالة عليه، هي علاقةٌ أعمق من كون الكلمة تأتي حكايةً للصّوت، مثل طقطقة الحجر، وتكتكة السّاعة، ومواءُ القطّ. ففي كثيرٍ منَ الكلماتِ الدّالة على الأصوات، يكون تعبير اللّفظة عنِ الصّوت أعمق من محض المحاكاة وتقليد اللّفظة للصّوتِ الدّالة عليه بشكلٍ مباشر، ففي اللّغة مفرداتٌ ليس فيها أيّ محاكاة، ولكنّ استعمالها لا يكون إلّا في الصّوتِ الّذي تعبّر عنه بدقّةٍ دون الصّوتِ المشابه له حتّى لو كان التّشابه الظّاهريّ يبدو كاملا، ففي أصواتِ السّحاب يقال: زعجرتِ الصّاعقة، لما في كلمة زعجر من شبهٍ غير مباشرٍ بأصوات انفجار الصّاعقة الحادّة الزّاعقة المتوالية، بينما تكون كلمة: زمجر أنسب للرّعد لما في حرف الميم منَ الهمهمة الدّالة على عمق صوتِ الرّعد وجهارته. ونضرب مثلاً آخرَ يكون أكثر وضوحاً فنحن نقول: طَنِيْن النّحلة، ودَنِيْن النَّحل. فالطّنين بطائه القريب منَ التّاء المهموس أكثر تعبيراً عن ذلك الصّوتِ المفرد الّذي ليس عميقاً ولا جهيراً، بينما الدّنين بداله المجهورة يعبّر عن دويّ صوت جماعة النّحل الكبيرة الّتي تطير مجتمعةً معاً مشكّلةً ذلك الدّويّ الجهير والعميق. وهنالك أمثلةٌ كثيرةٌ أخرى على هذه الخصائص الدّقيقة من أسرار اللّغة.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter