المعجم اليمني

زقم

ز ق م

تعريف-1: الزَّقَمُ، والزَّقْمُ، والزَّقْمَةُ، هو: إمساكُ الشّيء بإطباق القبضة عليه لأيّ غايةٍ منَ الغايات، وهذه هي الكلمة الواسعة الانتشار في لهجاتنا للدّلالة على الإمساك. فأمّا المتعدّي منها بلا وساطة فيقال فيه: زَقِمَ فلانٌ حاجته يَزْقمها قابضاً عليها فهو زاقِمٌ لها وهي مَزْقُوْمَة. ومثله: زَقِمَ فلانٌ أداته وقام للعمل، وكذلك: زَقِمَ النّاس أو الشّرطة الهارب، ولكنّها تعني هنا ألقوا القبض عليه، وفي الهارب الّذي لا مناص له منَ الوقوع يوما، جاء مثلٌ له عدّة روايات فيقال فيه: « الهَرْبَهْ سَنَهْ والزَّقْمَهْ يومْ » و«الهَرْبَهْ مِيهْ والزَّقْمَهْ واحدهْ» و« الهربهْ كثيرْ والزَّقْمَهْ واحده». وأمّا ما يتعدّى بـ (الباء) حرف الجرّ، فيقال فيه: زَقِمَ فلانٌ بالعصا معتمداً عليها، ومن يتدلّى أو يتسلّق يَزْقَم بالحبل، ومن يتسلّق شجرةً يَزْقَمْ بهذا فذاك من أغصانها، وفي هذه يضعّف القاف لإفادة التّشبّث أو الإمساك بقوّةٍ فيقال: زَقَّم فلانٌ بما يعتمد عليه يُزَقِّم به زِقّامةً قويّة. يقال في المستجير بشخصٍ خَوفاً: زَقَّمَ فلانٌ بفلانٍ زِقّامة أعمى في ظلما، ومنه المثل: «زَقْمَةْ أعمى في ظلما» ويقال: « زِقَّامة أعمى … إلخ» والأعمى يتشبّث بالشّيء تشبّثاً قويًّا خوفاً من أن يفقده فلا يعثر عليه ثانية، والأعمى في ظلامٍ دائمٍ وعبارة «في ظلما» ما هي إلّا زيادةٌ لتكبير الصّورة, ومن هذا: زَقِمَ فلانٌ بيد فلانٍ في أثناء السّير، وزَقِمَ النّاس بعضهم بعضاً بالأيدي وانتظموا صفّا، وفي هذا يقال: تَزاقَمَ السّائران وتَزاقَمَ النّاس يَتَزاقَمون مُزاقَمةً فهم متزاقِمون، ومن أغاني صنعاء الشّعبيّة: ثِنْتَيْنْ بَناتْ مِتْزاقِماتْ بَلَيْدِيْ يِشْتينْ قَراقْيِشْ٭طاسْ منَ اليِهَوْدِيْ وبَلَيْدِيْ: بالأيدي، ويشتين بمعنى: يُرِدْنَ. والقراقيش جمع قُرقُوشٍ وهو: غطاءٌ لرأس الفتيات منَ الطّفولة إلى سنٍّ معيّن، والطّاس: ضربٌ منَ القماش المـُذْهَب اللّامع. ويقال في المبنيّ للمجهول: زُقِمَ الشيء يُزقَم، ويقال في المطاوَعَة: ازْدَقَم يَزْدَقِمُ فيقال: زَقِمْت الشّيء أو فلاناً أو الطّير فازْدَقَم أو ازْدَقَمَ لي. وممّا يغنّى في العفويّ: هذا الحمامي لا ازْدَقَمْ ولا طارْ جالِسْ مُولِّعْنِيْ بِحُبِّ مَنْ سارْ والتَّزْقِيْمُ أو الزِّقّام، هو: الإكثار منَ الإمسا ك في بعض الحالات، مثل تَزقيم العصافير أو الجراد، يقال: زَقَّمَ الأولاد العصافير يُزَقِّمُونها زِقّاماً، والمتصيِّد للجرادات في أثناء النّهار إنّما يُزَقِّمُ بعضها زِقّاما، ولا يكون صيد الجراد اغترافا إلّا ليلا. والمُزاقَمَة: من لعب الصّبيان ينقسمون ويختفي بعضهم ويبحث عنهم الآخرون، وكلّما وجد أحد الباحثين أحد المختفين زَقِمَهُ كأنّما يلقي عليه القبض، فهم يتَزاقَمَون مُزاقَمَة. أمّا المَزْقم في بعض الأدوات فهو المقبض، يقال لمقبض الجنبيّة: الرّأس، وقد يقال: المَزْقَم، ويقال: مقبض السّيف، وقد يقال: مَزْقَمُ السّيف. وأواني البيت وأوعيته لا بدّ لها أو لأكثرها من مزاقم، يقال: ازْقَمْ بِمَزاقِمِ هذا القدر وارفعْه من فوق النّار، ومقابض فتح الأبواب فتحاً معتاداً تسمّى المزاقم. وفي كتب التّاريخ اليمنيّ المتأخّرة يتحدّثون عن أسْر قائدٍ أو زعيمٍ فيقال مثلاً: « وكان زَقْم فلانٍ بتاريخ كذا وكذا … إلخ ».


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter