المعجم اليمني

سأب

س أ ب

تعريف-1: سَأَبَ فلانٌ الماءَ يَسْأبُه سَأبا: غرفه أو اغترف منه بإناءٍ من أحد مصادره، فمن غرف بالمغرف المعهود من إناءٍ كبيرٍ ليشرب فقد سَأَبَ سَأْبَةً واحدة، ومنِ اغترف أكثر من مرَّةٍ فقد: ساءَبَ مُساءَبَة. وسَأَبَتِ المرأة تَسْأَبُ؛ أي: وردتِ الماء وملأت منه جرّتها أو إناءها الّذي ترد به وحملته إلى بيتها، وَسَأَبَتِ النّساء يَسْأَبْن؛ أي: وردن الماء واغترفن. ومن سَأَبَتْ أكثر من مرّةٍ فقد ساءَبتِ الماء منَ المورد إلى بيتها تُسائبُهُ مُساءبة؛ أي: نقلَةً بعد نقلَة. والنّساء في اليمن هنّ اللّائي يَسْأَبنَ الماء منَ الموارد عادة، وقد يَسْأَبْنَهُ أكثر من مرّةٍ في اليوم، وكثيراً ما تكون الموارد بعيدةً ولهذا فإنّ سَأْبَ الماء هو من أعمالهنّ الشّاقّة، و الرّجال لا يَسْأَبون إلّا في حالاتٍ قليلة. وهذه المادّة تنطق مهموزةً كما سبق في هذه الأمثلة، وذلك في مناطقَ واسعةٍ تشمل (إبّ) وما حولها من بلاد الكلاع، وتشمل المعافرَ وبعض المناطق في تعزّ وأرجائها. والكلمة بهذه الدّلالة عربيّةٌ يمنيّةٌ قديمة، ورد منها فيما هو مُكْتَشَفٌ منَ النّقوش المسنديّة حتّى اليوم فعلها الماضي المزيد بالتّاء (ستأب ـ سْتَأَب) من دون ألفٍ في أوّلها؛ إذ لم يكونوا يكتبون همزة الوصل في أوّل هذه الصّيغة، ومعنى استأب كما في (المعجم السّبئيّ: 121): نَزَحَ ماءً، استقى ماءً (وخيرٌ من كلمة نزح كلمة اغترف). وبعد صدور المعجم السّبئيّ، عثر العالم اليمنيّ المختصّ الدّكتور: يوسف محمّد عبدالله، على إناءٍ ضخمٍ منَ البرونز أكبر من أيّ (دَسْتٍ) معروفٍ وعليه كتابةٌ فيها كلمة (مسأب ـ مسأب)، وهذا إشكال، فهذا الإناء الضّخم كان خزّاناً للماء يُسْأبُ منه ويَبْعُد أن يكون مَسْأباً يُغترفُ به، وجاء في القاموسيّة أنّ: المِسْأَبَ هو: السّقاء الضّخم منَ الجلد، وقيل هو سقاء العسل وليس في القاموسيّة إلّا هذه الصّيغة، قال ساعدة بن جُؤْيَة الهذلّي: مَعَهُ سقاءٌ، لا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ
صُفُنٌ، وأخْراصٌ يَلُحْنَ، ومِسْأَبُ وفي لهجاتٍ واسعةٍ من لهجاتنا كلمةٌ لعلّ أصلَها من (س أ ب) هذه ولكنّها بصيغة المُفاعَلَة الّتي تفيد تكرار العمل مرّةً بعد مرّة، كما أنّها تنطق بتسهيل الهمزة إلى ياء، وتستعمل في كلّ عملٍ متكرّرٍ مرّةً بعد مرّة، فيقال: سايَبَ فلانٌ الأشياءَ يُسايِبُها مُسايَبَةً فهو مُسايِبٌ لها وهي مُسايَبَة، فمن يرد الماء فإنّه يُسايِبُ الماء بجرَّةٍ أو بغيرها مُسايَبَة، والعمّال يُسايبون الحجارة منَ المقلع إلى مكان البناء مُسايَبَة، ومن ينتقل إلى بيتٍ جديدٍ فإنّه يُسايِب أثاثَ بيته القديم إلى الجديد مُسايبة، ونحو ذلك، ومنَ المجاز أن يقال: سايَبَ فلانٌ ما عليه منَ الدّين مُسايبة؛ أي: قَسَّطهُ تقسيطا، أو سايَبَ العمل الّذي ليس فيه نقلٌ من مكانٍ إلى مكانٍ مُسايَبَة.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter