المعجم اليمني

سبب

س ب ب

تعريف-1: سَبّ: أصاب وألحق ضررا، وهي في نقوش المسند بمعنى: أصاب بجرحٍ ـ انظر (خ ر ط) ـ ولا يزال لها استعمالٌ بهذا المعنى في المناطق المشرقيّة، قال الوهاشيّ من أهل البيضاء معاتباً السّلطانَ الرّصاص حين استعان بالإمام يحيى على البيضاء لمـّا تمرّد عليه منهم من تمرّد بقيادة الحميقانيّ: جابَ الطَّلَبْ للكِبْدِ لوما سَبّها وَيْشْ بايداويها إذا قد هي طحين والطّلَب: داءٌ يصيب الكبد والمراد به هنا (الإمام) وقد أجاب الرّصاص وفي جوابه ندامة: الأرض سبِّتْني وانا سبِّيْتها ما شِيْ حَنَقْ لاحَّدْ بكى من كلّ عين وخاطبه أحد كبار المنطقة وقد خشـي معرّة جيش السّلطان والإمام: يا ذيْ سحبتَ النّارْ لا جنبَ الحطبْ سِبَّ الّذي تشْنا، وِسلِّم من تحب تعريف-2: السَّبُوْب ـ بفتحٍ فضمٍّ فسكون ـ منَ الأعمال الزّراعيّة وغيرها من أعمال تسوية الأرض وجرف التّراب، وهو: جرف التّربة لتسويتها أو لعمل الحواجز حولها أو القنوات لريّها، وذلك بأداةٍ اسمها (المَسَبّ) ـ بفتحتين فباءٍ مضعّفة ـ وهو: لوحٌ منَ الحديد، ويكون له يدٌ خشبيّة، وتُربط إلى أطرافه حبالٌ فيعمل عليه في العادة ثلاثة؛ أحدهم يمسك باليد الخشبيّة ويضغط لينغرز اللّوح في التّربة والآخران يشدّان بالحبال فتنجرف كمّيّةٌ كبيرةٌ منَ التّربة، وهكذا دواليك. سَبَّ الفلّاحون التّراب يَسُبُّوْنه سَبّا، والاسم السَّبُوْب، والتّراب أو الجربة أو العبيلة مَسْبُوْبٌ ومَسْبُوْبة. والسَّبَّة، بفتح أوّله فباء مفتوحة مضعّفة: واحدةٌ منَ القطع ذاتِ الشّكل المستطيل الّتي تقسّم إليها الجربة إذا هي قسّمت سِباباً ولم تزرع أتلاما. والجربة أو المزرعة تقسّم إلى سِبابٍ خاصّةً حينما تزرع فيها بعض أنواع الخضـروات، فتخصّص كلّ سَبَّةٍ أو عددٍ منَ السِّباب لنوعٍ معيّن. تعريف-3: المَسَبّ، بفتحتين فباءٍ مضعّفة: كيسٌ من جلد الغنم وخاصّةً جلد الماعز، يتّخذ من جلد الجدي أو العنزة الصّغيرة كاملاً حتّى لتظهر اليدان والرّجلان. وكان الرّجال خاصّةً هم الّذين يحملون هذا الكيس الجلديّ الّذي كان يقوم مقام حقيبة اليد للمسافر، وكانوا يعلّقونه بسيورٍ على أكتافهم متدلّياً على الجنب، ولم يكن يحمل فيه إلّا الخفيف منَ الأغراض أو الهدايا أو زاد المسافرين، وهناك: المزادة وهي أصغر منه وأظرف لما يزيّنونها من ذوائبَ ونقوشٍ ملوّنة. وجمع المَسَبّ: مَسَبّات، والبعض يجمعه على: أَمْساب، كأنّ الميم في أوّله صارت لكثرة الاستعمال والتّردّد على الألسنة من أصل الكلمة. ويقول مثلٌ شعبيّ: « مَسَبِّيْ تَحْتْ راسِيْ وِيِرْحَمْ كُلًّا في طبعه». وقصّته أنّ مسافراً أنزله اللّيل في خانٍ لم يجد فيه إلّا مسافراً واحداً ارتاب في مظهره، فلّما حان وقت النّوم وكان مَسَبّ الأوّل معلّقاً على وتدٍ في الجدار وظلّ صاحبه قلقاً من نوايا رفيقه، وغفا وهلةً ثمّ استيقظ فوجد صاحبه واقفاً بالقرب منَ المَسَبّ وهو يهمّ بسرقته فقال له: ما لك واقف؟ فأجاب اللّصّ مرتبكا: طبعي أنام واقفا، فقام الرّجل وأخذ مَسَبَّهُ ووضعه تحت رأسه ونام عليه وهو يقول المثل، يضـرب في الحذر وإراحة النّفس بالعمل الأحوط وترك القلق، ويضـرب أيضاً لترك المُريب في حيرةٍ وعجز. وجاء في الأمثال أيضا: « مَسَبّ التَّواصِيْ مخزوق» والتَّواصِي جمع: تَوْصِيَة، وهي: أن تطلب من شخصٍ شراءَ حاجةٍ لك دون دفعٍ مقدّمٍ كأنّهم تخيّلوا أنّ شخصاً غدا ذاهباً إلى السّوق ـ مثلاً ـ فوصّاه آخرُ أن يشتري له بعض حاجاته، فلمّا عاد سأله: هل اشتريت ما طلبت؟ فأجابه: نعم ولكنّ المَسَبّ مخزوقٌ فوقع منّي مطلبك في الطّريق، فقيل: (مسبّ التّواصي مخزوق), ويحثّ به على الاعتماد على النّفس لا على الآخرين بما فيه كلفةٌ عليهم. ومنَ العبارات السّائرة قولهم: «قَدْ هِيْ بالمَسَبّ». وقصّته أنّ شخصين تسابّا فبدأ أحدهم فَجبَه صاحبهُ بشتمةٍ مؤلمةٍ أغضبته، فأحبّ الثّاني أن ينتقم وأن يكسب الجولة مرتاحاً فقال: كلّ ما في الأرض من قاذوراتٍ وشرور، وكلّ ما في كلام الجنّ والملائكة والنّاس أجمعين من سبٍّ وتسفيه، جمَعها الله في مسبٍّ وأودعها رحم أقبح امرأةٍ في أشأم ليلةٍ فلّما ولدت كنت أنت المولود وفيك كلّ ذلك, وصار صاحبه يشتم ويسبّ ويتكلّم كثيراً بكلّ ما لديه من لعنات، وصاحبه ساكتٌ وكلّما هدأ قال له: « قَدْ هِيْ في المَسَبّ»؛ أي: كلّ ما قلته كان في المسبّ الّذي جئت منه. تعريف-4: السَّببُ: الرّزق ومنَ الأمثال: «الصّاحب ابقى منَ السّبب». وتسبّب فلان يتَسَبَّب: سعى لرزقه.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter