المعجم اليمني

ستر

س ت ر

تعريف-1: السُّتْرَةُ: القُدْرة وزْناً ومعنى ـ وتنطق في لهجاتٍ بكسر السّين المهملة ـ والأصل الضّمّ. وماضيها يكون أوّله سيناً (سَتَرَ)، وفي لهجاتٍ واسعةٍ يكون بالألف (أسْتَرَ) والبدْء بالسّين أصحّ تقول: سَتَرَ فلانٌ للشّيء يَسْتِر فهو ساتِر، ويقال فهو سِتْرَةٌ ؛ أي: لديه قدرة، من باب حلول المصدر محلّ اسم الفاعل وهو معروفٌ في اللّغة تقول: سَتَرَ فلانٌ للشّيء وفلان ما سَتَر، وأنا أسْتِرُ لهذا الشّيء أو أنا ما أسْتِر، وتقول: أنا ساتر، وإذا فاخرت أكثر تقول: أنا سُتْرة. وجاء في الأمثال: «السُّتْرة لِمَنْ سَتَر» يتبادر منه إلى الذّهن عند مَن لا يعرفون أسرار اللّهجات أنّه يعني السِّتْرَ منَ التّغطية والصّون، كأنّه يقول: إنّ الله يستر على من ستر للنّاس، وليس الأمر كذلك، بل هو من القدرة، وهو مثل قولهم: «من عَزّ بَزّ». وجاء في الأمثال أيضا: «ما يِسْتِرْ يِقضيْ مِنَ الجَمَلْ إِذْنِه», يقال لمن يعجز عن ردّ الجميل مع عرفانه به وتقوله عن نفسك: « ما اسْتِرْ أقْضِيْ منَ الجملْ إِذْنِه» امتناناً منك واعترافاً بعظم الجميل عليك وتعبيراً عن عدم قدرتك على ردِّه, ويقول مثلٌ آخر: «يَد ما تِسْتِر تِكْسرها حِبَّها», وحبَّها بمعنى: قبّلْها, والمثل منَ الأمثال المثبّطة وهو منتشرٌ في سائر الأقطار العربيّة بصيغٍ مختلفة, ويقول مثلٌ آخر: «ما اسْتَرْ لَها ابنْ علْوانْ بِزُبَّه كَيْفْ تَسْتِرْ الزَّيِّنِه باسْتَها»؛ انظر: (س ت ه). وقصّته أنّ فلاحاً وزوجه رأيا بقرتهما وهي تنزلق في منحدرٍ يفضي إلى هاوية، فكان الزّوج يقول مستغيثا: يا ابن عَلْوانْ … يا ابن عَلْوانْ، والزّوجة تتضرّع مستغيثة: يا زَيِّنْه … يا زَيِّنه ولكنّ البقرة استمرّت في التّزحلق حتّى سقطت منَ الشّاهق القاتل، فقال الزّوج العبارة وأصبحت مثلا, وابن علوان هو: أحمد بن علوان العالم الصّوفيّ المشهور، وقد أصبح منَ الأولياء عند من يؤمنون بالأولياء، أمّا الزَّيِّنة فلا يعرف إلّا قبرها وعليه قبّةٌ وهي معتَقدةٌ في منطقةٍ محدودة، وقد زرت قبرها فوجدت فيه بقايا معبدٍ قديمٍ للإله (عثتر)، وكثيرٌ من مثل هذه الأماكن الّتي كان لها قداسةٌ قديمةٌ استمرّت قداستها واخترع النّاس لها سبباً إسلاميًّا لتقديسها.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter