المعجم اليمني

سدم

س د م

تعريف-1: السَّدَم، بفتحتين: الاعتلال ودوام المرض مع هزالٍ وانتفاخ بطن، والسَّدِم ـ بفتحٍ فكسر ـ منَ النّاس هو: من كان به ذلك. سَدم فلانٌ يَسْدَمُ سدماً فهو سَدِم. والسَّدِم أيضاً صفةٌ للمكان والمياه، فالأمكنة السَّدِمة والمياه السَّدِمة هي: ما كانت وبيئةً وخيمةً على ساكنيها والنّازلين بها. وكانتِ البرداء ـ الملاريا ـ إذا لم تنته بصاحبها إلى الموت تؤدّي إلى هذا السَّدَم الّذي تتراكم فوقه العلل، وكان يوجد في الأودية العميقة والأراضي المنخفضة أوبئةٌ تجعل ساكنيها في حالة سدمٍ دائمٍ وخاصّةً الرّجال، وكان أهل الجبال يتجنّبونها، وإذا مرّوا بها لا يشربون من مياهها، وإذا اضطُرَّ أحدهم إلى مبيت ليلةٍ فيها بكاه أهله كما لو كان قد مات. ولم يعد الأمر اليوم كما كان لسببٍ لا نستطيع فهمه من خلال التّطوّر الطّبِّيِّ فحسب. ومن الغناء العفويّ الّذي وردت فيه كلمة السَّدَم كاسمٍ للماء السَّدِم، قول إحداهنّ معبّرةً عن مرارتها منَ الزّواج بابن العمّ لاضطرارها إلى الصّبر عليه وتحمّل عُجَره وبُجَره حفاظاً على العلاقاتِ الأسريّة، فقالت هذا البيت المرير (من البحر الخفيف النّادر) في شعر العامّيّة: آحْ يا مّآه من زَواجة بَنِي العَمْ (يَلَهْ يَلَهْ) مِثْلْ شِرْبَ السَّدَمْ وِبِجّام على الدَّمْ (يَلَهْ يَلَهْ)
وهو الشّاهد الوحيد عندي (من الخفيف) الذي لا وجود له ـ بتفعيلاته الخليلية ـ في شعر العامّيّة بكل ضروبه؛ وتفعيلات هذا الشاهد الوحيد هي: فاعلاتن/ متفعلن/ فعلاتن فاعلاتن/ متفعلن/ فعلاتن
وهي تفعيلات الخفيف، وتدخل عليها بعض الجوازات. والبِجّام أو التَّبْجِيْم٭: حفظ الماء ونحوه في الفم لا يبلع ولا يمجّ ـ انظر: (ب ج م) ـ وجاءت كلمة (السَّدَم) في بعض نقوش المسند، منها: (جام 619) بهذا المعنى، وصحّح شرحها المعجم السّبئيّ:124.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter