المعجم اليمني

سنف

س ن ف

تعريف-1: السَّنَف، بفتحتين: نباتٌ يبلغ مبلغ الشّجيرة إذا تُرك، وهو نباتٌ شائكٌ أوراقه شوكٌ كلّها، وكذلك وعاء ثمره، وهو خشنٌ تأكله الإبل على مشقّةٍ ولا تأكله البقر إلّا بعد دقّه وودله بالمودل٭؛ انظر: (ودل). وجاء في الأمثال قولهم: «جَمَلْ مِحَمَّلْ زَبِيْبْ يأكُلْ سَنَفْ»، يضرب لمن يكون عمله مفيداً لغيره وحياته في ضنك، ولمن لا يستطيع الإفادة ممّا في حوزته. وجاء في الأمثال قولهم: «مَا يِنْطِلَ المِسْنافْ إِلّا شَوْكه»، وينطل بمعنى: يُسْقط والمِسْناف: الأجمة الصّغيرة منَ السَّنف, ويضرب المثل في الشّيء السَّيِّـئ لا يأتي منه إلّا سوء، وفي أنّ الفرع من جنس الأصل في الشّرّ, ومنَ الأمثال قولهم: «مِنْ مِسْنافْ لا مِطْلاح»، والمطلاح: شجر الطّلح المجتمع وهو أشدّ شوكاً من السّنف، وهو مثل قولهم: «من حَوْجَمَه لا كِلِبْلابَه»، والكِلِبْلاب: القتاد، وهما مثل: «كالمستجير منَ الرّمضاء بالنّار». وجاء فيما يغنّونه منَ العفويّ قول إحداهنّ مخاطبةً زوجها السّابق الّذي طلّقها وتزوّج أخرى أقلّ جمالا، وقد رأتْه منحدراً في طريقه نحو الوادي، ولا يزال حِنّاءُ العرس في يديه ـ من تامّ الخفيف المنقرض في الشّعر العربيّ ـ: يا مِحَنّا طَرَفْ، يا نازِلَ الوادِيَ اهْيَفْ كَيْفْ شَوْكَ السَّنَفْ بَعْدَ الحَرِيْرْ المُعَطَّفْ وممّا يغنّى في العفويّ قولهم: ـ مجزوء البسيط ـ: مِنَ المَحَبَّهْ رَقَدْ بَيْنَ السَّنَفْ وقال: هذيْ مَفارِشْ رُوْمِيِهْ والمفارش: السّجاد. ويقال: (مَيْدَ٭المَحَبَّهْ … إلخ». وممّا يُغنّى في العفويّ قولهم في التّعبير عنِ الأنين والحنين بحرقةٍ كحنين الإبل الّتي تحمل الزّبيب وترعى السّنف أخشن المراعي ـ من تامّ الخفيف ـ:
يا حَنيني حنين العِيْسْ ما حمَّلوها ! حَمَّلوها زبيب اخْضَرْ .. سَنَفْ أكَّلُوها وجاءت كلمة سنفٍ في بيتٍ ممّا يغنّى منَ العفويّ، وهو يعبّر عن ظاهرة الهجر وما تسبّبه منَ المشكلات للزّوجات والمخطوبات، فهذه مخطوبةٌ هاجر خطيبها بحجّة جمع متطلّبات الزّواج، ولكنّه أطال الغياب، وها هي تخرج عند الفجر كما هي العادة لتجمع منَ الشّعاب بعض الحطب وقد بلغ بها الضّيق حدًّا جعلها في ما غنّته تسبّ الخاطب سبّةً جارحة،حيث غنّت قائلة: كم منْ ولدْ قحبهْ يخطبْ ويهرب الحاطبة تحطب سنف وعثرب
وقبلها قالت أخرى لها المشكلة نفسها: يا لله رضاك والطّل يلحق الطّل
يلعن ابوه من جا خطب وبطّل والسَّنّافة، بفتح السّين المهملة ثمّ نونٍ مفتوحةٍ مضعّفة: ضربٌ منَ النّبات الشّائك، إذا انتشر في أرضٍ زراعيّةٍ أضرّها واحتاج إلى جهدٍ للخلاص منه، ولا يفنى بذره إلّا بالحرق. ويظنّ المزارعون أنّ كلّ النّباتات الضّارة بالأرض جلبها الأحباش قديماً أو الأتراك إلى اليمن في حربهم لها ليضرّوا بأراضيها ومنها هذه السَّنّافة. تعريف-2: السَّنِيْف ـ بفتحٍ فكسرٍ فسكون ـ في العمر هو: التِّرب واللِّدَة, تقول: فلانٌ سَنيْف فلان؛ أي: تِرْبُهُ ولِدَتُه, وفلانةٌ سَنَيْفَة فلانٍ أو فلانة، وهؤلاء الأولاد أسَنْاف, ويتحدّد اللّدات في عبارةٍ شائعةٍ تقول: «عِيال السَّنَهْ أسْنافْ»؛ أي إنّ من وُلدوا في سنةٍ واحدةٍ هم أترابٌ وإن كان أحدهم في أوّلها والثّاني في آخرها.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter