شبب

تعريف-1: الشَّبُّ والشَّبُوْب: النَّفْخُ، وشَبَّ فلانٌ الشّيءَ يَشُبُّه: نفخه. وفي المعجمات يأتي هذا الفعلُ لازما، فيقال: شَبَّتِ الحرب؛ أي: اشتعلت، وكذلك شَبَّتِ النّار، كأنّ الحربَ ـ أو النّارـ شَبَّتْ هي نفسَها. أمّا في اللّهجات فإنّ الفعل شبَّ في الأعمِّ الأغلب فعلٌ متعدٍّ، يقال: شَبَّ فلانٌ النّارَ يَشُبُّها شبًّا وشَبُوْباً فهو شابٌّ لها، نقول شابِب ـ بفكّ الإدغام ـ ومثله: شَبَّ نافخ النّفير نفيره، وشَبَّ من يريد إطفاء السّراج سراجَه فأطفأه … إلخ، فالفعل: شبَّ بمعنى: نَفَخَ لا غير. وفي المعجماتِ يأتي الفعل شَبَّ متعدّياً أيضا، مثل: شَبَّ فلانٌ الحرب؛ أي أشعلَها، وبالطّبع فإنّ المعجمات لا تشرح الفعل شبَّ هنا بمعنى: نفخ، ولم تُفَسَّر تصريفات شبَّ يشبّ … إلخ بأيٍّ من تصريفات: نَفَخَ يَنْفَخُ … إلخ؛ إذ لا علاقة في اللّغة القاموسيّة بين الشَّبِّ والنّفخ أبدا. أمّا في اللّهجاتِ فإنّ الشّبَّ لا يعني إلّا: النّفخ، حتّى حينما يأتي شَبَّ يَشبُّ لفعلين لازمين، وهما يأتيان لازمين في حالاتٍ قليلة، كأن يتحدّث أحدٌ عن المكان الّذي يسمّى المشبابَة فيقول: المكانُ الفلانيّ مِشْبابَةُ ريحٍ تظلّ الرّيحُ تَشُبُّ فيه على الدّوام … فإنّ شرحها لا يكون إلّا بمعنى النّفخ أو الهبوب الّذي هو كالنّفخ، والأمرُ كذلك في مجيءِ هذا الفعلِ لازماً حين يقولون: شَبَّ النّفير، أو النّفيرُ يَشُبُّ، أو كما جاء في بعض ما يغنَّى من العفويّ في قولهم ـ منَ الرّجز ـ: شَبَّ النّفِيْرْ وانا دَرَيْتْ ما قالْ الحبِّ فِتْنِهْ والفِراقْ قتّالْ فإنّ شبَّ لا تفسّر إلّا بنفخ، والفعلُ هنا لازمٌ شكليًّا متعدٍّ معنويّا؛ لأنّ النّفيرَ لا يَشُبُّ هو نفسه، مثل: قرعَ الطّبلُ، وأذّنَ الظّهرُ … إلخ، إذ لابدّ للنّفير من شابٍّ وللطّبل من قارعٍ وللأذان من مؤذّنٍ … إلخ. واسم المفعول من شَبَّ يشبُّ وهو مَشْبُوْب، لا يتمّ استعمالُه إلّا مع ما يُشَبُّ فَيَشْتَبُّ؛ أي: ما ينفخُ فينتفخ، مثل: شَبَّ الصّبيّ البالونَ فهو شابٌّ له والبالون مَشْبوبٌ وشَبَّ اللّاعبُ الكرة فهي مَشْبوبةٌ … إلخ. ومنَ الشَّبِّ بمعنى: النّفخ جاء اسم الشُّبّابَةِ للنّاي المعروف الّذي يَشُبُّ فيه الشّابُّ أو ينفخ فيه النّافخ فتصدر عنه تلك الأصوات الشّجيّة، واسم الشُّبّابَة للنّاي معروفٌ في لهجاتٍ عربيّةٍ أخرى، ممّا يدلّ على أنّ دلالة شَبَّ يشبُّ على النّفخ دلالةٌ أصليّةٌ أهملتها المعجمات.

المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter