المعجم اليمني

شعف

ش ع ف

تعريف-1: الشَّعْفَة، بفتحٍ فسكون: إجفالة الفزع، وفي المجرّد المتعدّي نقول في أفعالها: شَعَفَ فلانٌ فلاناً يَشْعَفه شَعْفاً وشَعْفَةً فَشُعِف أو اشْتَعَف. ومنَ النّاس من تكون به الشَّعْفة آفةً في طبعه، فهو يُشْعَف ويَشْتعِف؛ أي يجفل بفزعٍ مبالغٍ فيه لأبسط شيءٍ يفاجئه أو يلامس جسمه، فيقولون: فلانٌ مَشْعُوْف، وبه شعْفَة، ويلومونه عليها أو يرثون له بسببها، وهو في الواقع مصابٌ بخللٍ عصبيٍّ بسيطٍ أو خطير، تجعله مبالغاً في ردّات فعله وغير قادرٍ على التّحكّم فيها. وأكثر ما يقال ذلك في الحيوانات مثل الجمال والخيل والبقر والبغال والحمير، وما كان به شَعْفَة، أو مَشْعُوفاً من هذه الحيوانات، فقد دخله عيبٌ ينقص من قيمته، فحيوانات الرّكوب والحمل توقع ركّابها وتسقط حمولاتها إذا هي اشْتَعَفَت من أيّ شيءٍ يفاجئها في الطّريق أكثر ممّا هو معلوم والبقرة المشعوفة ترعن إذا هي اشتعفت فتناطح وترافس وتستعصي على الانقياد لأنّ بها شَعْفة، والحيوانات والطّيور البرّيّة تختلف درجة شعْفتِها منَ الصّيادين والمارّة، فمنها ما يشْتَعِف بسرعةٍ وقوّةٍ كالظّباء ومنها ما ليس كذلك؛ ومن هذه الكلمة ودلالتها جاء اسم (المَشْعُف)، ويطلق هذا الاسم على شيئين، أوّلهما: الفزّاعة الّتي تنصب في المزارع لتخويف الطّيور وبعض الحيوانات، فهي تسمّى في بلاد الشّام: الفزّاعة، وفي مصر خيال المآتة (أي المقاتة أو على الأصحّ «المِقْثَأة» وهي مزرعة الخضار الّتي يكون منها القثّاء ويسمّونه الأتَّة ومزرعته المأَتَّة ثمّ المآتة)، وتسمّى هذه الفزّاعة عندنا (المَشْعُف) الجمع: مَشاعِف، جاء اسمها من كونها تَشْعَف الطّيور والحيوانات بشكلها الّذي يشبه الصّبيّ أو الحامي، فتشتعف وتجفل مبتعدةً عنِ المزارع والزّروع. و(المَشْعُف) ثانياً: يطلق أيضاً كاسمٍ لأهداب العيون وشعر جفونها, وتسميتها بهذا منَ المعنى نفسه لأنّها بحركتها تَشْعَف الهوام الطّائرة عند اقترابها منَ العين فتشتعف وتجفل مبتعدةً والجمع: مَشاعِف أيضا. فخيال المآتة في مصر هو: الفزّاعة أو المشْعف الّذي ينصب في شكل حامٍ لحماية مزرعة القثّاء ـ كما سبق قبل قليل ـ وهذا ما توصّلتُ إليه لأنّ تساؤلاً يدور حول هذه التّسمية، ولا أدري إن كان أحدٌ قد فسّرها على هذا النّحو أم لا.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter