المعجم اليمني

شنن

ش ن ن

تعريف-1: الشَّنُّ هو: نزول المطر شيئًا فشيئا، أو تسّربُ الماء من إناءٍ شيئًا فشيئا، أو تساقطُ الدّموع الغزيرة، وهو أيضاً خروجُ بعض السّوائل أو الحبوب على ذلك النّحو من خلال مَشَنٍّ أو مَشَنّة. وللشَّنِّ الّذي هو خروج الماء منَ الإناء شيئًا فشيئًا ذكرٌ في المعجمات والقواميس ولكنّها تربط بين ما تراه أصلا، وما نراه فرعاً آتياً منَ الأصل. فالأصل عندها هو: أنّ الوعاء الخَلَقَ البالي المصنوع يسمّى شَنًّا أو شَنَّة، وأنّ الشَّنَّ للماء هو فرعٌ آتٍ عن هذه التّسمية. والّذي يبدو هو أنّ الصّحيح عكس القضيّة، وأنّ الأصل هو الهطولُ والنّزول والخروج للماء ونحوه على ذلك النّحو، ومنه سمّي الإناء الجلديّ الخَلَق الّذي يشنّ بما فيه شَنًّا من باب التّسمية بالمصدر، وهو بابٌ قائمٌ في قواعد اللّغة العربيّة، مثل الضَّرب من أسماء السّيف، والأكل للمأكول … إلخ. وللمادّة أفعالها، واللّازم والمتعدّي منها بصيغةٍ واحدة، نقول في اللّازم: شَنَّ المطر منَ السّماء أو شَنّ الماءُ منَ الإناء يشِنُّ شَنًّا ـ ونقول: شنيناً وشَنُوْنا ـ وفي المتعدّي: شَنَّ الغيمُ المطر، وشنّتِ السّحابةُ المطر، وشنّ فلانٌ الحبَّ بالمشنّ، وشنّت فلانةٌ القهوة ـ مثلاًـ بالمشنّة والمصدر: شَنٌّ وشنينٌ وشنونٌ في لهجاتنا. وتتردّد أفعال هذه المادّة فيما يغنّى منَ الشّعر، فمن العفويّ قولهم من مجزوء البسيط: سلاْم يا راعِيِهْ والْغَرْبِ شَنْ قالت: عَلَيْكْ السَّلاْم ما شَنِّ شَنْ فهذا فتًى يرى الرّاعية تحمل غربها وهو يشِنُّ الماء، فيتودّد إليها بالسّلام والتّنبيه إلى أنّ غربها يشِنّ، وهي تردّ عليه السّلام وبعده تنطق جملةً فيها تورية، فالمعنى القريب هو أنّها تبدو كمن يقول بجفاء: دعك من ذلك ما شَنَّ فليشِنّ، والمعنى البعيد وفيه تودّد واستجابة لتودّده كأنّها تقول: عليك السّلام الكثير الدّائم ما شنَّ المطر. وعندنا وفي بعض اللّهجات العربيّة تُطلق كلمة المَشَنَّة اسماً على الإناء المثقّب أو المعدّ لشنّ بعض الأطعمة أو الأشربة؛ أي: تصفيتها من الشّوائب بذلك المشَنِّ. كما نطلق المشَنّ على الغربال ذي الفتحات الكبيرة والّذي يتّخذ لتصفية الحبوب من شوائبها, ونطلق المَشَنَّة أيضاً على البَرِكَة الصّغيرة الّتي تعمل عند مدخل الصّهريج ـ السِّدّ ـ الكبير فتتلقّف ماء السّيل الوارد إليه فتصفّيه من بعض الشّوائب قبل أن يفضي إلى الصّهريج، والمَشَنّات أيضاً تبنى لخيار المال منَ المزارع. والمشنّ منَ المناخل هو: أوسع المناخل ثقوبا، وممّا جاء من هذه المادّة قولنا: تشَنَّن جلد فلان، وذلك إذا هو اقتحم دغلاً منَ الشّجر الشّائك ـ مثلاً ـ فلم يخرج منه إلّا وقد تَشَنَّن جلده؛ أي: أصيب بالشّوك والسّحجات في أنحاء جسمه فهو مُشنَّن، مثل الشَّنِّ أو الشَّنَّة آنية الجلد الخَلَق، أو مثل المشنّ. ومنه أيضاً تسميتنا لما قد يكون في النّوافذ غير المحكمة الصّنع والتّركيب، والّتي تَشنُّ الهواء شَنًّا إلى داخل الغرفة باسم الشَّانِّ أو الشَّانِّيْ عند عدم فكّ إدغام نونه، أو الشَّانِنِي عندما نصغّره بصيغةٍ خاصّةٍ ونفكّ إدغام نونه، فنقول للجالس في الغرفة بإزاء النّافذة:ابعِد عنِ الشّانِنِي أو الشّانِّي حتّى لا يؤذيك هواؤه البارد الحادّ, والشَّانُّ، بتضعيف النّون: الغيم. والشّانَّة: السّحابة. ومنَ الأمثال المحليّة المحدودة: «ما مِثْلِشْ يا نَجْدْ رَيْمانْ تَحْتْ شانَّهْ لماها»، وأصله أنّ رجلاً من قرية نجد ريمان استقرّ في صنعاء فلم تعجبه المدينة بكلّ أبّهتها، وأخذ يتنهّد ويردّد العبارة شوقاً إلى قريته، فأصبحتِ العبارة مثلاً ويقال: شانَّه لماه أو لماها أي لمائها, والضّمير عائدٌ على السّحاب, ولِمـَاه هي: لمائه، والضّمير عائدٌ على الله أو المطر. تعريف-2: شنَّهْ ورنّه، عرسٌ له شنّهْ ورنهْ, عيدٌ أو احتفالٌ له شنّهْ ورنّهْ, وفلانٌ لاسمه بين النّاس شنّهْ ورنّهْ.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter