المعجم اليمني

صعتر

ص ع ت ر

تعريف-1: الصَّعْتَر: النّبات البرِّيّ الجبليّ المشَرِّج٭، فأمّا كونه بريًّا فلأنّه لا يستزرع عندنا كما يستزرع ضربٌ منه في بلاد الشّام ـ ويسمّونه الزّعتر، وأمّا أنّه جبليٌّ فلأنّه عندنا لا ينبت وينمو إلّا في المرتفعاتِ الجبليّة من نحو ألفٍ وثماني مئة مترٍ فما فوق وكلّما ارتفع كثر نباته وزاد صلاحه، وأمّا أنّه مُشَرِّج ـ انظر: (ش ر ج) ـ فلأنّه يمدّ أغصانه حبالاً على وجه الأرض فلا ترتفع له سُوقٌ تذكر. والصَّعْتَرُ يتّخذ عندنا تابِلاً أو مُحسِّناً من مُحَسِّنات الطّعام ويدخل في قوام بعض المقبِّلات للطّعام، ويتّخذ بعد غَلْيه للتّداوي من بعض الأوجاع وخاصّةً للصّداع والوجع في الظّهر أو في الجنبين. والصَّعْتر مرعًى جيّدٌ للأغنام خاصّةً والكباش الّتي ترعاه هي أطيبُ الذّبائح لحما. وكان أهل اليسر يتعمّدون إرسال كباش الذّبح وخاصّةً لعيد الأضحى إلى المرتفعات لترعى الصّعتر ويطيب لحمها, وكان الصّعتر منتشراً في المناطق الجبليّة في اليمن، وأذكر في الصِّبا أنّنا كنّا نصل إلى بعض القمم الّتي لا يغشاها النّاس والأنعام كثيرا، فنجد منه الغضّ النّضير وقد مدّ أغصانه ذراعاً وذراعين؛ أمّا اليوم فإنّه يتعرّض للاستهلاك الجائر فالنّاس يقتلعونه اقتلاعاً ويجمعونه في أكياسٍ ويبيعونه في قوارعِ الطُّرق، ولهذا سيأتي يومٌ نقول فيه:كان في اليمن صَعْتر. وللمادّة ذكرٌ قاموسيٌّ ولكنّني ذكرتها للتّنبيه بما سبق، كما أنّها في المعجمات مذكورةٌ أساساً في باب السّين (سعتر) قال في اللّسان: «السّعتر: نبت، وبعضهم يكتبه بالصّاد وفي كتب الطّبّ لئلّا يلتبس بالشّعير، والله اعلم » وذكره في باب الصّاد بشيءٍ منَ التّوسّع, وما أظنّ تعليل كتابته بالصّاد كما ذكر تعليلاً صحيحا، وإنّما هي لهجةٌ فيه، وهي لهجةُ عامّةِ أهلِ اليمن، وما إخال أنّ العامّة في اليمن قد اقتفوا كتب الطّبّ بل هي لهجتهم الأصليّة.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter