المعجم اليمني

صمل

ص م ل

تعريف-1: الصَّمِيْل، بفتحٍ فكسرٍ فسكون: الهراوة القصيرة الغليظة ذات الرّأس المُكَوَّر ويسمّى في بعض اللّهجات العربيّة: الدّبُّوْس. وجمع الصَّمِيْل: صِمْوَل، على قاعدة جمعنا لكلّ اسمٍ على وزن (فَعِيْل) بصيغة (فِعْوَل), ورغم أنّ الصَّميْل سلاحٌ بدائيٌّ كان البسطاء يحملونه لخوض معارك الشّجارات المحدودة، إلّا أنّه أصبح رمزاً للسّلطة وجبروتها، ومرادفاً للقسر والإجبار والقهر، بأيّ وسيلةٍ مادّيّةٍ أو معنويّةٍ وليس بالصّميل الحقيقيّ ضرورة. لهذا فإنّ لهجاتنا قد اشتقّت من هذا الاسم الجامد أفعالاً مع صيغٍ اسميّةٍ أخرى، فنحن نقول: صَمَل فلانٌ فلاناً يَصْمِله صَمْلاً وصَملةً وبالصّميل على عمل كذا أو ترك كيت، فالأوّل صاملٌ والثّاني مصمول؛ أي إنّه أرغمه إرغاماً وأجبره بالقوّة أيًّا كانت على أمرٍ منَ الأمور فهو قاسرٌ له ومجبرٌ والآخر مقسورٌ مجبورٌ برغم أنفه, ونقول: فلانٌ مُصَيْمِل ـ بضمٍّ ففتحٍ فسكونٍ فكسر؛ أي: عنيف غليظ يفرض على الآخرين ما يريد، ويصْملهم عليه بالصَّمِيْل صَمْلاً والصّميل هنا القوّة أيُّ قوّة، كما نقول بالمقابل: فلانٌ مَصْمَلي؛أي يخضع للقوّة في كلّ حالاته، أو لا يعمل ما يطلب منه إلّا بالصّمِيل؛ أي: الإجبار والقسر. ولعلّ هذا الاسم المرتجل (الصّمِيل) كسب هذه الدّلالات، من كون رجال الشُّرَط ودرك السّلطة وحرّاسها وعسسها، يتسلّحون بهذه الصِّمْوَل أو بهذا الصّميل، وبواسطته يخضعون النّاس ويقسرونهم على ما يريدون أو تريد السّلطة، فأصبح الصَّمِيْل رمزاً على هذه الدّلالات، وأصبح الصَّميل يعني أيَّ وسيلةٍ حسّيّةٍ أو معنويّةٍ يقسر القويُّ بها النّاس.ويقولون عنِ الحاكم الغاشم العنيف: إنّه يحكم النّاس بصَمِيْلٍ أخضر، والصّمِيْل الأخضر الّذي لم يجفّ ولم يذهب ماؤه، يكون أثقل وقعاً وأشدّ ضررا، والمعنى أنّ عسفه شديد. والصَّميل بمعناه الحقيقيّ ومعناه المجازيّ مذكورٌ في بعض المقولات الشّعبيّة، ومن ذلك ما جاء في الأمثال: «الصَّميل خَرَجْ مِنَ الجَنَّهْ»، يقال للْمَصامِلة ـ جمع مصملي ـ وما للقوّة من فعلٍ كفعل السّحر في إخضاعهم وخاصّةً إذا كانوا منَ المفسدين في الأرض، ومثله « العزّ في راس الصّميل» كما جاء أيضا: «صَمِيلْ المَرَهْ عُثْربْ»، والعُثْرُب: نباتٌ ليس لعيدانه منَ الصّلابة ما يجعلها صالحةً لأنّ يتّخذ منها الصَّميل أو الصِّمْوَل، وهذا كنايةٌ عن ضعف المرأة، حتّى لو كان في يدها سلطة. وممّا يضاف إلى الأمثال قولهم عمّن يفرض رغباته بالقوّة: «صَمِيْلي وَانا مِكِّدْ٭به»؛ أي هذه سلطتي وأنا متمسّكٌ به لفرض ما أريد. وقال عليّ بن عليّ صبرة عنِ الجاهل المتخلّف الّذي يتمسّك بأفكارٍ باليةٍ، ويريد إعادتها، وهما بيتان من قصيدةٍ طويلةٍ في الرّدّ على أحد الشّعراء المرتزقة، ممّن كانوا يجنّدون لمحاربة الجمهوريّة محاولين إعادة الملكيّة: أقْدِرْ أَسَوِّيْ مِثالَكْ مِنْ خُلَبْ وِأَنْتْ مِحْرِنْ وِماسِكْ لِلصَّمِيْلْ لَيْتَ الْعُقُوْلْ تُشْتَرَى داخِلْ عِلَبْ نِبِيْعْ لَكْ يا الّذي عَقْلَكْ قَلِيْلْ والخُلَب: ما يُصنع من طينٍ مجبولٍ بالماء لأغراض البناء؛ انظر: (خ ل ب).


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter