المعجم اليمني

عسس

ع س س

تعريف-1: العَسُّ، هو: اللَّمْس، والمَسُّ، والجسّ. عَسّ فلانٌ الشّيء يَعِسُّه عسًّا وعَسُوْساً: لمسه لمساً لأيّ غرضٍ منَ الأغراض. يقال: عِسّ هذا الماء هل هو بارد أم ساخن؟ وعسَّ هذا الشّيء هل هو خشنٌ أم أملس؟.. إلخ. ويقال: لم يعسّ هذا الشّيء إلّا عَسُوْساً؛ أي: لم يلمسه إلّا لمساً خفيفاً. وتسأل: هل أخذت الشّيء الفلانيّ؟ وفي النّفي يقال: والله ما عَسِّيته. والعَسْعَسَة: الإكثار من ذلك عَسْعَس فلانٌ الشّيء: أكثر من تلمّسه وفحصه، فهو يعَسْعِسه عَسْعَسَة. وعَسْعَس الأشياء: لمس كلّ واحدٍ منها لمسة. والتَّعسُّسُ: التّلمّس، أو استطلاع الأمر، فالأعمى يَتَعَسَّسُ الأشياء تَعُسساً أو تعسّاسا. و السّائر في الظّلام لا يَتْعَسّس طريقه إلّا تعَسّاساً فتراه يقدّم يديه أمامه ليتعسّس طريقه. ومنَ المجاز قولهم: تعَسَّسَ فلانٌ الأمرٍ أو حول موضوع، إذا هو: تتبّعه وتسقّط أخباره واستطلع أحواله. ولعلّ أصل كلّ ذلك منَ اللّمس بدون رؤية. وممّا جاء في الأمثال: «إذا جاكْ الخاطِبيْ في اللّيْلْ فِعِسّ صَوابِرِهْ»، والخاطبي: الخاطب طالب القرب والنّسب، والصَّوابر: جمع صابرٍ وهو صفحة الوجه. والمثل يقال في حثّ أولياء الأمور على تزويج من عندهم منَ النّساء غير المتزوّجات، فيكفي أن يكون الخاطب حائزاً على شرطٍ واحدٍ هو الإسلام، وإن كنت تجهله شكلاً وموضوعا، مادمت قد تأكدت أنّه لا يرسل على جانبي وجهه زنّارين أو سالفتين منَ الشَّعر كما يفعل اليهود، ولم يكن في اليمن إلّا أهل دينين هم المسلمون وقلّةٌ منَ اليهود، فما دمت قد استبعدت اليهوديّ لتحريم ذلك عليه شرعاً فزوّج من قصدك مهما كان جهلك به. وفي الأمثال: «عِسّ جُحْرَكْ وجُحْرْ غَيْرَكْ مِثْلَكْ»، كأنّ أصله أنّ واحداً ربّت على عجيزة أحدهم أو إحداهن، فلمّا أخذ عليه ذلك قال: إنّما أردت أن أَعِسّ ـ أي ـ اختبر العجيزة كيف تكون فقيلت له العبارة، وأصبحت مثلاً، يستعمل فيما هو أرفع من ذلك، إذ يقال بمعنى انظر إلى أحاسيسك وأحاسيس غيرك مثلك، أو إلى أحزانك أو مشاعرك، فأحزان ومشاعرِ الآخرين مثلها. وبعضهم يحرّفه تحسيناً فيقول: عس قلبك وقلب غيرك مثلك.. لكنّ الأوّل هو الأصل. وممّا يغنّى في العفويّ قول أحدهم وكأنّه كان بائس الحال يائساً من حضّه في النّساء: ما يِعِسّ الكُعُوْبْ إِلاّ كَثِيْرَ الدَّراهِمْ وَاْنتْ يا المُفْلِسيْ دَوِّرْ لِقَلْبَكْ عَزايِمْ والعزايم جمع: عزيمة، وهي: التّميمة؛ أي: ما عليك أيّها المفلس إلّا أن تبحث لقلبك عمّا يحميه من ضنى الحرمان ـ ويُروى مكان دَوِّرْ: سَوِّيْ، سَبِّرْ؛ انظر: (ك ع ب). ولعلّ كلمة: العَسسَس الّذين هم: حرس اللّيل، جاءت في الأصل من هذه الدّلالة ذات المعنى الحسيّ المادّي، فسمّي بها العاسُّ في اللّيل الّذي يبدو في الظّلام كمن يتَعَسَّس ما هو موكلٌ به تَعَسُّساً بيديه لعجزَه عنِ الرّؤية وإن هو لم يفعل ذلك. وقد سبق أن أبديت في مادّة (شَرَحَ) رأياً خلاصته أنّ (حَرَس) معناها الحفظ بالأذن اعتماداً على حاسّة السّمع، و(شَرَحَ) معناها الحفظ بوساطة العين اعتماداً على حاسّة الرّؤية، و(عَسَّ) معناها الحفظ باليد وحاسّة اللّمس أساساً، مع الاستعانة فيها كلّها بالحواس الأخرى ولكنّ الكلام هو عنِ الأصل والصّفة الأغلب أو حالة التّشابه في التّصور الذّهنيّ المجرّد.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter