المعجم اليمني

عقم

ع ق م

تعريف-1: العَقْم، هو: السَّكْر، يقال ذلك لما يتّخذ منَ العُقُوم في الأودية ومجاري المياه، وعند عمل هذا العَقْم أو ذاك، فإنّ النّاس يجتمعون، فيشقّون خندقاً بعرض الوادي أو المجرى المائيّ في المكان الّذي اختاروه، ويكون الحفر إلى أن يصلوا إلى المكان الذي يُسَمَّى (الصِّحّ) وهو إمّا الصّخر وإمّا ترابٌ متماسكٌ يخالف نَيْس الوادي ـ رمله المحبَّب ـ فإذا وصلوا إلى الصّحّ فإنّهم يبدؤون بردم وملء ذلك الخندق بالحجارة الكبيرة أو الصّخور يرصّونها رصًّا، فإذا تساوى العَقم مع سطح الوادي أضافوا فوقه البناء بحجارةٍ ضخمةٍ ترتفع عن سطح الوادي قليلاً أو كثيراً ولكنّها ليست بارتفاع عرم سدٍّ منَ السّدود لأنّ هذا عَقْمٌ وليس سدًّا، ثمّ يتركون الأمر بعد ذلك للسّيل الّذي يأتي فيملأ ما خلف العَقْم بما يطرحه من حجارةٍ ومن نَيْسٍ وسَيْنَم؛ أي: رمل الوادي المحبّب بحبّاتٍ كبيرةٍ أو صغيرة, وبذلك تتحقّق فوائد، منها: أنّ مجرى الوادي فيما خلف ذلك العَقْ يصبح مرتفعاً، ومن ثَمّ فإنّ مأخذ الماء لهذه الأرض الزّراعيّة المرتفعة أو لتلك يصبح من مكانٍ أقربَ ممّا كان، فالأرض الّتي ترتفع أربعة أمتار ـ مثلاًـ عن سطح مجرى الوادي الّذي بإزائها، لم يكن الماء يؤخذ لها إلّا من نقطةٍ بعيدةٍ نحو أعلى الوادي تكون مساويةً لها في الارتفاع أو تزيد قليلاً، ولذلك تمدّ لها قناة طويلة من تلك النّقطة، أمّا بعد العقم فإنّ نقطة أخذ الماء لها تصبح أقرب, ومنها: أنّ الوادي الّذي فيه (غَيْل عَتَد)، يفقد كمّيّةً كبيرةً من مائه لأنّه يجري متسرّباً تحت نَيْس الوادي، أمّا بعد العقم، فإنّ هذا الماء المتسرّب يتحيَّر خلف العقم فتنبجس في مجرى الغيل أو في جوانب الوادي عينٌ جديدة، أو يحفرون فيجدون الماء قريباً ويستفيدون من ذلك, وفي هذا يقال: عَقَمَ النّاس الوادي أو المجرى المائيّ يعْقمُونه عَقْماً فهم عاقِمون له وهو مَعْقَوم. فكلمة: عَقْم، هي مصدرٌ في قولنا: عقموا عقماً، وهي اسم ذاتٍ لهذا العمل في قولنا: بنى النّاس العَقْم، أو: هذا عَقْمٌ قويٌّ ونحو ذلك. والعَقم يعني أيضاً: أيّ قطْعٍ وحجزٍ لمجرى الأمور في المكان فيقال: عقم فلانٌ الطّريق، إذا هو: وضع عليها حاجزاً ما يعرقل السّير عليها، وعقم فلانٌ الجربة، إذا هو: سدّ منفذها الّذي تصرف منه الفائض من مائها، وعقم فلانٌ الباب أو المدخل، إذا هو بنى عليه حاجزاً لا يسدّه سدًّا كاملاً وإنّما يعوق المرور فيه. والمَعْقَم في البيت عندنا: اسم ذاتٍ لعتبةِ الباب أو اسْكُفَّته الّتي يُداس عليها، وهي من هذا المعنى لأنّ غرضها أن تَعْقِم وتحول دون دخول التّراب أو ماء المطر إلى البيت، فسمّيت المعْقَم، والجمع: معاقم, ومنَ الأمثال الدّقيقة في دلالتها: «نُصَّ الطَّرِيْقْ مَعْقَمَ البابْ», أصله في المسافر ينوي السّفر من قبل، ويستيقظ يوم سفره مبكّراً عازماً على السّفر ولكنّ عوائق وعراقيل صغيرة تؤخّر خروجه وانطلاقه، فهو يكتشف أنّه نسي كيت وكيت من أموره، وأهله يؤخّرونه لهذا الأمر أو ذاك، فيظلّ كما يقولون (يَتَخَلبس) في البيتِ والوقت يمرّ ممّا لو كان قضاه في السّير لكان ـ للمبالغة ـ قد قطع نصف الطّريق، ولهذا يكون خروجك منَ البيت وتخطّي المعقم كأنّه قطعٌ واجتيازٌ لنصف طريق سفرك. ويقال ذلك في كلّ عملٍ يقوم به الإنسان، فكلّ عملٍ تسبقه بعض العوائق, فإذا تغلّبت عليها وبدأت العمل وباشرته تكون قد أنجزت جزءاً منَ المهمّة لأنّ البداية يأتي بعدها الإنجاز بانتظامٍ وبلا عراقيلَ عادة. ومنَ الأمثال أيضاً ما جاء على لسان الزّوجة ابنة العمّ إذا كان لها (طَبيْنَة)؛ أي ضرّة غريبة: «بنْتَ النّاسْ فَوْقَ الرّاسْ، وبِنْتَ العَمْ على المَعْقَمْ»، وفي أكثر الحالات تكون ابنة العمّ هي الزّوجة الأولى، والغريبة هي الثّانية، والأزواج أو كثيرٌ منهم يفضّلون الجديدة، كما أنّ للغريبة وضعها الخاصّ منَ المراعاة لها ولأهلها في العلاقة الزّوجيّة لأنّ الزّوج كثيراً ما يعتمد مع ابنة عمّه على علاقة القرابة فلا يراعيها مراعاة الغريبة.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter