المعجم اليمني

علب

ع ل ب

تعريف-1: العِلْب منَ الشّجر هو: السّدر، وليس العِلب منَ الأرض هو منابت السّدر كما في القواميس. والعلب عندنا وإن قلنا إنّه السّدر، إلّا أنّ وصف السّدر في كتب اللّغة يخالف صفات العلب لدينا، ولعلّ ذلك لاختلاف فصائل السّدر واختلاف منابته ومناخاته. فالعلب يكثر جدًّا في كثيرٍ من مناطق اليمن، وهو شجرٌ معمّرٌ صلبٌ تعظم أحجامه، وهو دائماً شائكٌ قويّ الشّوك قصيره، ومن فروعه تتّخذ أقوى السّياجاتِ للأموال والبيوتِ والزّرائب، فإذا رصّ وبنى سياجاً فإنّه يكون حاجزاً متماسكاً كثير الشّوك يصعب اقتحامه، إلّا أنّ بعض العلب أقلّ شوكاً من بعضه أمّا أوراقه فعلفٌ مريءٌ تصلح عليه الأغنام وتسمن، وأصحاب الغنم يقطعون فروع الدّوحة منَ العلب، فيأكل منه القطيع الّذي يبلغ العشرات حتّى يشبع من شجرةٍ واحدةٍ إذا هي تركت ردحاً منَ الزّمن دون قطع. وورقه صغيرٌ بيضاويّ الشّكل أخضر اللّون وقد يبيضّ قليلاً في العلبة المعمّرة، أمّا ثمره فحلوٌ حلاوةً خفيفةً يؤكل، وليس في ثمره عندنا ما هو مرّ، أي إلّا ما لم ينضج, أمّا ما نضج فهو حلوٌ تتفاوت حلاوته، وما نضج منه وجُفّف تكون حلاوته لا بأس بها. ولا نسمّي ثمره: النّبق، بل: الدَّوْم، واحدته: دَوْمَة. ومنَ العباراتِ الّتي تجري مجرى الأمثال قولهم: «أَزِيْدْ دَوْمَهْ وِقْدْ هِيْ قَوْمَه»، ويضرب لمن يؤجّل العمل ويرجئه لسببٍ يتعلّق ببطئه أو كسله، وقصّته تتحدّث عن زوجةٍ غبيّةٍ كسولةٍ انشغلت بأكل الدّوم عن إعداد الطّعام للضّيوف.. وجمع العلْبة: عِلَب، وتجمع للمبالغة على: عُلُوْب، فيقال: أرضٌ ذات علوب، ويقول زاملٌ مشرقي: حَدَّنا صافِر على فَجَّةَ المَشْرِقْ وِيامْ والهَبِيْليِْ حَدَّهَ الـ ـدَّوْمْ في رُوْس العُلُوبْ وحطب العلب جيِّد، وخشب العلب لسقف البيوت، وللنّجارة كلّه جيّد، وخصوصاً خشبه الضّخم فإنّه يغالب الزّمن. ويكون العلب مملوكاً في الأراضي الزّراعيّة، فيمنع المالك ورقه على غنم الغير وكذلك (زربه)؛ انظر: (ز ر ب)، وبالأولى حطبه وخشبه، أمّا ثمره فمباحٌ لكلّ عابر سبيلٍ يجنيه من شاء بهزّ جذوعه أو رجمه بالحجارة فلا يجنى باليد إلّا قليلاً لشوكه، والمحتاج يجمعه ويبيعه للأطفال ولمن يرغب. تعريف-2: عَلِب: من نجوم الخريف الزّراعيّة، ونجوم الخريف هي: (ظلم ثاني) و(علب) و (سهيل) و(روابع أولى) و(روابع ثانية) و(خامس). و علبٌ كما يقولون: «ست جحر وست بحر»، وعن مطره الغزيرة في نصفه الثّاني يقولون: «علب يا رب حرَّه تخترب»، وعن جفافه يقولون: «لا يخدعكْ زرع مالك باوله، وعاد جحر العلب فيه السّمام»؛ انظر: (ظ ل م). تعريف-3: أَعْلَبَتِ الحبَّة: تَفَتَّقت عن نبتتها، يقال: أَعْلَبَت تُعْلِبُ إِعْلاباً فهي مُعْلِبَة. انظر: (ح ن د د). وجاء في الأمثال: «مَا عد كوبة تعلب». والكوبة: الحبوب الّتي حُصدت قبل الإيناع وجُفِّفت بشيء من حرارة النّار.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter