المعجم اليمني

قبو

ق ب و

تعريف-1: القَبْوَة من شجرة الكاذي هي: غرّتها في وسط فرعٍ من فروعها وتكون منَ الأوراق الطّريّة المتضامّة ولها رائحةٌ ذكيّة، وفي داخلها طلع الكاذي وهو أذكى رائحة. وجمع القَبْوَة: قَبَوات. والنّاس يتوصّلون إلى هذه القبوات ليَتَشَقَّرُوا٭بها؛ أي ليزيِّنوا بها رؤوسهم بغرزها في عمائمهم، طلباً لرائحتها الطّيّبة الّتي تملأ المكان، والنّساء يتشقَّرن بقلب هذه القبوة بوضعه بجانب خدودهنّ بين الشّعر والخمار ولقَبْوَة الكاذي ذكرٌ في الغناء الشّعبيّ، خاصّةً لأنّهم يشبّهون الفتاة الجميلة الممنَّعة بالقبوة، فمن ذلك: يا قَبْوةَ الكاذِيْ مِنَيْنْ اجِيْ لِشْ قَدْ لي ثَمانْ وانا بَيْنَ التَوِيْ لِشْ وقبوة الكاذي، قد يظلّ من يطلبها وقتاً وهو يحاول الوصول إليها بسبب غموض موضعها منَ الشّجرة، فالقبوة لا تظهر إلّا في فرعٍ أو اثنين من فروع شجرتها الكبيرة ذات الأوراق الشّائكة فتتطلب جهداً للوصول إليها، وقد يعرف طالبها بوجودها في أحد الفروع من شمّه لعبير رائحتها، ولكنّه لا يكتشف في أيّ فرعٍ هي إلّا بعد أن يظلّ يدور و(يلتوي) حول الشّجرة متفحّصاً باحثاً عنها، كذلك هي الحبيبة البعيدة الممنَّعة أو المتمنِّعة. وقبوة الكاذي توضع في بيوت ذوي اليسار بين الملابس في صناديقها فتفوح بعبيرها على تلك الملابس وتعطّرها بعرفها الشّذيّ، وقد تظلّ شهورا، ثمّ ينزعون عنها أوراقها الّتي جفّت ويبقون طلعها الدّاخليّ الّذي يشبه سنبلة الذّرة البلديّة قبيل أن تحبّب، فيضوع على الملابس بعطرٍ أقوى وأجمل، فتظلّ الملابس لعامٍ وهي كلمّا لُبس منها ثوبٌ تضوّع برائحة الكاذي المحبّبة. وممّا يعتقدونه في الكاذي أنّ لمع البرق فقط هو الّذي يخرج قبوتها ويظهرها من بين أوراق الكاذية؛ أي شجرة الكاذي، وللأديب أحمد بن عبد الله الزّوم شعرٌ فصيحٌ في ذلك حيث يقول: رأيت الرّوض والأكمام فيه يفتّقها السّحابُ بكلّ دَجْنَهْ سوى الكاذي فلا يبديه إِلّا خفوق البرق في داجي الأجنَّهْ إِذا ما البرق ليلاً سلَّ سيفاً بدت في الرّوض للكاذي أسِنَّهْ وبنو الزّوم من أهل حبيش مركز الكلاع، ويقصد بالدَّجْنَة المطر الّذي يستمرّ رذاذاً لوقتٍ طويل، وهي من لهجاتنا السّائرة، ويقصد بالأجِنَّة اللّيالي لأنّها تجنّ ما حولها وتخفيه عنِ النّظر.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter