المعجم اليمني

قمعث

ق م ع ث

تعريف-1: القُمْعِثِيُّ منَ النّاس هو: الضّئيل الأشعث الأغبر الّذي تقتحمه العين، والجمع: قماعِثة. وهناك مقولةٌ شعبيّةٌ ذات نغمٍ هزجيّ، هي بلا شكٍّ من كلام أحد المنتسبين إلى قبيلة (ذو حُسَين) يفخر فيها بقبيلته ويهجو أيضاً قبيلة (ذو محمد) وهما معاً فرعٌ من (ذو غيلان)، و(ذو غيلان) من (شاكر)، وشاكر من (دهمة)، ودهمة من (بكيل)، ولكنّ قائلها جعلهاـ زيادة في السّخريةـ على لسان واحدٍ من (ذو محمد) وجعله يرويها بلهجة المفاخرة بينما هي تنسب إلى قبيلته الضّعف وتعترف لذي حسين بالقوّة، ففيها هجاءٌ مضاعفٌ لأنّ فيها اعترافاً منَ الطّرف المهجو، وفيها فخرٌ مضاعفٌ لأنّه يأتي اعترافاً منَ الطّرف الآخر، وفي هذا تجديدٌ أدبيّ. وعلاوةً على ذلك تذكّرنا هذه الأهزوجة، بأغنية «العبيد العشرة» الّتي استهلّت بها «أجاثا كرستي» روايتها الّتي بهذا الاسم، وهو شبه من حيث القالب والأسلوب والشّكل، ولكنّه يشير إلى أنّ في التّراث الإنسانيّ ما يأتي متشابها, لا من باب التّقليد بل من باب توارد الخواطر وتشابه أحوال الإنسان رغم بعد المسافاتِ والأمثلة على ذلك كثيرة، وتقول هذه الأهزوجة اليمنيّة: اِحْنا عَشَرَهْ مِنْ (ذُوْ مَحَمَّدْ) لِقِيْنا قُمْعِثِيْ من (ذو حسين) هاشَنا وِهِشْناهْ مِنِّنا وِمِنَّهْ قَتَلْ مِنَّنا واحِدْ بِقِيْنا تِسْعَهْ وِحْنا تِسْعَهْ من (ذو محمّد) لِقِيْنا قُمْعِثيْ من (ذو حسين) هاشَنا وِهِشْناهْ مِنِّنا وِمِنَّهْ قَتَلْ مِنّنا واحدْ بِقِيْنا ثمانِيِه وِاحْنا ثمانِيِهْ…إلخ. وهكذا إلى أن قتل ذلك القُمْعِثي تسعة، ولم يبقَ إلّا واحدٌ هو الّذي يروي هذه الحكاية كأنّه يفتخر. ويقول في نهايتها: «أمّا أنا مِنْ شجاعتي وقحامتي فترَبَّعْته ودخلت من بين أرجله»؛ أي: توسّلت إليه وأعلنت نفسي ربيعاً له ودخيلاً عنده، وزيادةً في الخضوع دخلت من بين رجليه.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter