كرف

تعريف-1: الكَرِيْف, بفتحٍ فكسرٍ فسكونٍ هو: ضربٌ من صهاريج جمع الماء وحفظه، منها ما يكون محفوراً أو منحوتاً تحت الأرض ومقضّضاً ومسقوفاً مثل تلك الكُرْوَف ـ الكُرُف ـ الأثريّة البديعة الّتي في حقة همدان فهي في المسند (ك ر ف ت=كَرِيْفات) جمع كريف، وهي في لهجات النّاس اليوم: كِرْوَف على قاعدة لهجاتنا في جمع كلّ ما هو على (فَعِيْل) بصيغة (فِعْوَل) وهو كثير، والنّقوش المسنديّة تطلِق اسم الكريف على البُرُك، مثل بُرُك المعابد والمساجد، وخاصّةً إذا كان جزءٌ منَ البرك مُجَيـَّبا؛ أي: محفوراً في بطنٍ منَ الجبل نحتاً أفقيًّا مثل تلك البركة الأثريّة التّابعة لمسجد قرية غولة عجيب ـ أعتقد العليا ـ فالنّصّ المسنديّ القريب منها يذكر أنّها كريف. وكذلك يطلق الكريف في لهجاتنا اليوم وفي المسند بموجب القرائن على صهريج الماء يتّخذ في جَرْفٍ عند أسفل حيدٍ أو مغارةٍ طبيعيّةٍ, يسدّ ما انخفض منها ويوجّه لها ماء المطر في ساقيةٍ فتمدّها بالماء الّذي يستفاد منه في سقي الأنعام أو الرّيّ الزّراعيّ. وفي لهجاتنا أيضاً يطلق الكريف على الحفرة التّرابيّة الكبيرة تكون طبيعيّةً أو في مكانٍ يحفر فيه النّاس ليأخذوا منه حاجتهم منَ التّراب فيما يحتاجون فيه إليه، فإذا ملأها ماء المطر فهي كريفٌ يقمس فيه أبناء الأرياف، ويسقي منه النّاس أنعامهم. ووُهِمَ دارسٌ معاصرٌ قرأ كلمة الكريف في بعض كتب التّراث ـ ربّما في كتاباتِ الهمدانيّ ـ فلمّا لم يجدها في المعجمات العربيّة، قال: إنّها من أصلٍ يوناني، وحاول تخريج ذلك دون إقناع، والصّحيح أنّها عربيّةٌ يمنيّةٌ قديمةٌ وجاريةٌ على ألسنتنا اليوم، وإهمال المعجمات لها ليس بدعاً فيما أهملته من كلام أهل اليمن، وذلك لا يبرِّر أن نبحث لها عن أصلٍ أجنبيّ. وجمع الكَرِيْف في لهجاتنا هو كما ذكرنا بصيغة (كِرْوَف) حسب القاعدة المطّردة للهجاتنا في جمع كلّ ما هو على (فَعِيْل) بصيغة (فِعْوَل) إذا كان اسماً مشتقًّا أو مرتجلا، أمّا إذا كان صفةً فلا يُجمع على هذه الصّيغة إلّا إذا أصبحت هذه الصّيغة اسماً أو كالاسم كما في كبير وكُبْوَر في نقوش المُسند لمن هم في منصبِ كبيرِ بني فلان. تعريف-2: الكَرْف, بفتحٍ فسكونٍ مثل: الجَرْف. كَرَف السّيل الأرض يكرفها كرفا: اجترفها وأخذها. ويقال: كرف فلانٌ الأشياء أمامه كرفا، أي: اكتسحها، وكرف النّاس أو الغنم أمامه، إذا هو: ساق سوقاً شديدا، وكرف فلانٌ فلانة: من هذا القبيل. ولعلّ حرف الكاف هنا هو ممّا يتولّد بين نطق الجيمين المعطّشة وغير المعطّشة في اللّهجات ومن ذلك أيضا: المرجو والمركو لحوض المسناة، ومثل: جدم وكدم.

المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter