المعجم اليمني

لحح

ل ح ح

تعريف-1: اللَّحُوْح, بفتحٍ فضمٍّ فسكون: ضربٌ خَمِيرٌ من خبز الذّرة, يكون ليّناً رقيقاً يكاد يَشفّ عمّا وراءه, وتثـنّى الخبزة الكاملة منه حتّى تصير بحجم الكفّ وأصغر, ويؤكل بإدام الحُلْبَةِ المركّب المعروف, أو مع المرق المحض, وينتشر أكله مع اللّبن ـ الحقين ـ المُبَهَّر ائتداماً أو منقوعاً فيه مع البهارات في أكلةٍ تُسمّى الشّفوت. وعمل هذا الخبز فيه شيءٌ منَ التّعقيد نسبةً إلى غيره, فعجينته رقيقةٌ سائلةٌ تسمّى الشِّتا٭, وتعدّ في إنائها المسمّى المَشْتى, وتخمّر منذ المساء لتستعمل في اليوم التّالي في صنع اللَّحُوْح الّذي يسمّى اللَّحِيْح أيضا, وعند صنعه توضع المَلَحَّة أو الصَّلَلَة ٭ـ وسمّاها الهمدانيّ: الطّابق كما سيأتي ـ على النّار الملتهبة تحتها حتّى تحمرّ, ثم يؤخذ الإناء أو المغرفة الّتي تسمّى المَثَرّ٭؛ وهو إناءٌ صغيرٌ مثقوبٌ من أسفلَ في الوسط, فيُسَدُّ ذلك الثّقب بالإصبع الوسطى ويُمسَك المثرّ بالإبهام والسّبّابة ويغترف صانع اللَّحوح من المشتى غرفةً منَ الشّتا وهو سادٌّ للثّقب, وقبل أن يثرّه على الملَحَّة أو الصَّلَلَة ـ وهي طبقٌ واسعٌ منَ الفخّار مستوي القاع تماما ـ يقوم بمسح قاع الملحّة بقطعةٍ منَ القماش مبلّلةٍ بالزّيت حتّى لا تلصق اللَّحُوْحَة, ثمّ يرخي إصبعه الوسطى ويأخذ بِثَرِّ ما في المَثَرِّ منَ الشّتا على صلَلَة الملحَّة مبتدئًا منَ الوسط ومنداحاً بشكلٍ دائريٍّ نحو جدار الملحّة المحيط بها, فيملأ صلَلَة الملحّة بقرصٍ رقيقٍ شفّافٍ ينضج بحرارتها فيكون لَحُوْحَة, وهكذا يصنع اللَّحُوْح أو اللَّحِيح لَحُوْحَةً لَحوحة. وفي الأفعال يقال: لَحَّتِ المرأة تَلِحّ لـَحًّا ولَحُوحاً ولحِيحاً فهي لَحّاحَة, واللَّحُوحُ ملْحوح. ومنَ الأمثال قولهم: «ما بِش حَبّ قال: لِحُّوْا لي لَحُوْح», (وما بِشْ) بمعنى: لا يوجد ؛ وأصلها: (ما بِه شيء منَ الحبّ)؛ أي: ما بالبيت أو ما بالمخزن شيءٌ منَ الحَبّ, والمثل يشبه ما ينسب إلى ماري أنطوانيت أنّها قالت: ما لهؤلاء المتظاهرين يصرخون؟ فقالوا لها: إنّهم لا يجدون الخبز, فقالت: إذا لم يجدوا خبزاً فليأكلوا (الكِيْك). ومنَ الأمثال قولهم: «ما عَلَيْش إِلّا تِلِحِّيْ, والحطَب والما عَليّا». يقال: للمحتال الّذي يختار لنفسه العمل الأسهل زاعماً أنّه العمل الأصعب, ويختار للآخر العكس, فهو قد اختار لنفسه أن يناولها الحطب والماء من جانب المطبخ وكأنّه عملٌ شاقّ, وهي ليس عليها إلّا أن تلِحّ فحسب؛ وعمل اللَّحوح صعبٌ كما سبق, إلى جانب أنّ المرأة ـ كالعادة ـ هي الّتي أحضرتِ الماء منَ المورد والحطب منَ الشِّعاب. وفي الأمثال: «لِحُّـوْا لي أمَدْ ما اشِدّ على الحمار», وعمليّة الشّدّ على الحمار سريعة, وعمل اللّحوح يحتاج إلى وقت, فالمثل يقال للمستعجل الّذي لا يحتمل الانتظار اللّازم. وأمَدْ: منَ المدى أو المدَّة القصيرة, يقال: عملت الشّيء أمَدْ؛ أي: في وقتٍ قصير. وذكر الهمدانيّ اللّحوح عرضاً عند حديثه عن محجّة صنعاء ـ العروض ـ فقال: «كان أبو الفضال الدّليل يقول: ثلاثة أشياءَ لا يسع فيها إلّا الجدّ والانكماش دون الرّخرخة والفتور، فيقال له: وما هي يا أبا يوسف؟ فيقول: مباضعة العجوز، وأكل اللّحوح باللبن، وبريد جلدان» ثم قال الهمداني: «واللّحُوحُ ويسمّى الصّليح: خبز الذّرة على الطّابق يكون على رقّة الثّياب فإذا وقع في اللّبن استرخى فلم يحتمل إلّا بأكثر الأصابع» الصّفة ص: 303.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter