المعجم اليمني

هجر

ه ج ر

تعريف-1: الهَجَر في اللّغة اليمنيّة القديمة: القرية أو البلدة أو المدينة، وهي واردةٌ في عددٍ كبيرٍ من نقوش المسند بصيغة المفرد هذه وبصيغة المثنّى (هجرنهان)؛ أي: (الهجران). وبصيغة الجمع( أهْجُر أو أهجور) ولم تعد هذه التّسمية ساريةً في ألسنتنا بحيث تطلق على كلّ قريةٍ أو بلدةٍ أو مدينة، ولكنّ لهجاتنا احتفظت بهذه الكلمة في إطلاقها على عددٍ محدّدٍ منَ القرى أو البلدان مثل: (هجر بن حميد في بيحان) و (هجر بن عقيل في شبوة) وبالمثنّى مثل (الهجرين) في وادي حضرموت ويخطئ البعض فيقول(الحجرين) بالحاء مكان الهاء، ومنَ المفيد أنّ لهجاتنا احتفظت بهذا الاسم مؤنّثاً وذلك في اسم بلدةٍ مهمّةٍ في حَرازِ باسم (الهجَرَة) لا ينطقونها بسكون الجيم، ويجب التّفريق بين بعض البلدان الّتي تسمّى (هِجْرة, بكسرٍ فسكون) فهي تطلق على القرى والبلدات والمدن الّتي بها معاهدُ للعلم والتّعليم. تعريف-2: التَّهْجير في العاداتِ الاجتماعيّة: منح فئةٍ أو أسرةٍ في محيطها خصوصيّاتٍ معيّنة، مع اتّصافهم بصفاتٍ معيّنةٍ ممّا يجعلهم (هِجْرة) مُهَجَّرين، وتجعل بلدتهم (هجرة) مهجَّرة. فأمّا ما يمنحون منَ الخصوصيّات، فأهمّها: الإعفاء منَ العَشْر ومنَ الحَشْر، فلا يشاركون في غرمٍ منَ الأغرام، ولا في حربٍ ولا في سخرة، وقد تعفيهم الدّولة منَ الجباية بجعل زكاتهم إليهم يُجْرُونها من تحت أيديهم، ولا يحشرون أو يحشدون مع من يحشد من أبناء منطقتهم لعملٍ أو لحرب، إلّا من تطوّع منهم. كما يمنحون احتراماً في المحاضر الاجتماعيّة تقديراً وتكريما. وأمّا ما يتَّسمون به من صفاتٍ ليكونوا هِجْرَةً فهي التّفقّه في الدّين، ومعرفة الأعراف والتّقاليد الاجتماعيّة ليكونوا مرجعاً للنّاس في أمور دينهم وفي نزاعاتهم وأحوالهم الشّخصيّة، مع التّقيّد بالسّلوكِ الحميد، وببعض المظاهر في الملبس ونحوه، ويكون منهم فقهاء، بل وعلماء، ويقومون في هجرتهم؛ أي بلدتهم بالتّدريس وتعليم الطّلّاب منَ المقيمين والوافدين. وأمّا كون بلدتهم أو ديارهم مُهَجَّرة، وتسمّى (هِجْرَةً) فإنّ ذلك يعني ألّا تُغزى ولا تتعرّض لمعرّة جيشٍ أو قوم، وألّا يسفك فيها دمٌ أخذاً لثأرٍ بله عدوانا. يقال: هجَّرتِ القبيلة أو العزلة أو المنطقة بني فلانٍ تُهَجِّرهم تهجيراً فهم (هِجْرةٌ) مُهجَّرون، وبلدتهم أو قريتهم أو ديارهم (هجرةٌ) مهجرة. تعريف-3: التّهجير: في الخصوماتِ ضربٌ منَ التّرضية، يحكم به على المبطل أو المخطئ إرضاءً لمن وقع عليه الباطل أو الخطأ، وردًّا لاعتباره وكرامته، ويسمّى ما يحكم به على المبطل المخطئ (الهَجَر ـ بفتحتين ـ)، وكثيراً ما يكون هذا الهَجَر ذبيحةً فأكثر منَ الغنم، أو ذبيحةً فأكثر منَ البقر والثّيران خاصّة. ولتقديم الهَجَر حالاتٌ متعددّة، أبرازها أو أكثر ما يحدث، هو أن يتنازع اثنانِ فيحكم بينهما بأيّ حكمٍ حسب الشّريعة والأصول، وعلاوةً على ذلك يحكم على أحد الطّرفين بهَجَرٍ إمّا ترضيةً لأنّه كان البادئ، و إمّا ردًّا للاعتبار والكرامة لهذا الطَّرف أو ذاك إذا تفوَّه في أثناء النّزاع على الآخر بكلام، أو تطاول عليه باليد ولو بمجرّد تهديد، كما يحكم بالهَجَر في الخصوماتِ الكلاميّة على من يبدأ بتوجيه ما يعتبرونه سبًّا أو مسًّا بالكرامة، وإذا تبادل الطّرفان الكلماتِ القاسية أُجري الصّلح بينهما وحكم بالهجر على من تجاوز الحدود في كلامه. وعند التَّهْجير يذهب المُهَجِّر إلى بيت المهجَّر في وضح النّهار وأمامه ما حكم به عليه من ذبيحةٍ أو ذبائحَ فيذبحها أمام بيته، وهنا يعرف الجميع أنّ من تعرّض للخطأ والباطل قد أُرضي تمام الإرضاء، وبذلك تنتزع السّخائم انتزاعاً كاملا، فإنّ من هُجِّر يرضى كلّ الرّضا مهما صدر في حقّه من ذنب، كما أنّ المهجِّر لا يشعر بغضاضة، بل يجد في ذلك مخرجاً من حرجٍ وقع فيه عند الغضب. كما أنّ من يساق إليه الهَجَر قد يكتفي بذلك، وعند وصول المهجِّر والذّبائح إلى باب بيته قد يظهر ويقول: الهَجَر مقبولٌ ومردود؛ أي إنّه يعفي المهجِّر منَ الذّبح، ويكون من لم يذبح كمن ذبح في الإرضاء. وللتّصرّف بالسّلاح القاتل في أثناء شجارٍ ما أحكامُه المتنوّعة، وقد يكون الحكم فيها هو الهَجَر، فمن بادر إلى الإمساك بمقبض الجنبيّة دون أن يسلّها عليه هجَر، ومن استلّها جزئيًّا أو كليًّا فعليه هجرٌ لكلّ حالة، ومن همّ بالطّعن ولم يفعل عليه هَجَر، أمّا في حالة الطّعن فللقضيّة حالتُها وأحكامُها، وقد يدخل فيها الهجر ممّا يحكم به، وللمشاجراتِ والاشتباكاتِ بالأيدي والعصيِّ والهروات أحكامها، ولكنّ الملطام بصفحة اليد على الخدّ أو صفحة الوجه هو من أكبر الجنايات، لأنّ فيه إهانةً وكسرَ ناموس، ولهذا فإنّ الهجر فيه يكون كبيرا. وفي هذه يقال أيضا: هَجَّرَ فلانٌ فلاناً يُهَجِّره تَهْجيْراً فهو مهجِّرٌ له والآخر مهجَّر، والذّبيحة أو الذّبائح: هَجَر. تعريف-4: الهاجِرُ منَ الحَبّ: ما اكتمل إيناعه في سنابله وأصبح صالحاً للحصاد.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter