المعجم اليمني

هند

ه ن د

تعريف-1: الهِنْدَوان: أحسن أنواع الحديد وأفضله، وأكثره نقاءً وأصبره على العمل، وهو معدنٌ نفيسٌ ثمين، كانت تُعمل منه السُّيوف، وتُعمل منه نصال الجنابي، فالجنابي الأصليّة نصالها منَ الهندوان. والتّسمية قديمةٌ ذكرها الهمدانيّ في: (الجوهرتين :167 تحقيق حمد الجاسر). ومنَ الهندوان تكون أطراف وأسنّة الأدواتِ الزّراعيّة، وأدوات النّجارة والعمارة الجيّدة، ومنها ما يكون كلّه منَ الهندوان فيعدّ أحسن ما يكون. وتسمّى الحديدة الّتي تضاف عند الحداد وتطرق جيّداً في طرف هذه الأداة أو تلك (الهِنْدَوانْة) ومنها جاء المثل القائل «الهِنْدَوانهْ وَقِيَّهْ والحَدِيدْ ارطال». وهذا المثل أصله في الصَّبَرَةِ ـ العتلة أو المُخْل ـ الّتي يكون جسمها الطّويل منَ الحديد المألوف، بينما رأسها المفلطح الّذي قد لا يزيد عنِ الأوقيّة وزناً هو منَ الهندوان، ويكون العمل والفعل في كلّ ما تؤدّيه الصّبرة من أعمالٍ إنّما هو لتلك الوقيّة منَ الهندوان، ويضرب المثل في كلّ شيءٍ صغيرٍ مهمّ، وفي الإنسان صغير الحجم إذا كان في العمل أقوى وأمضى، وفي الفعل أجدى وأنفع من مثيله الكبير. ولهذه المادّة أفعالٌ في صناعة الأدواتِ وتجديدها، يقال: هَنْدَى الحدّاد المعول يهَنْديْه هَنْدَيَة؛ أي: أضاف له جزأه الفعال منَ الهندوان. وهَنْدَى الفلّاح معوله عند الحدّاد، أو هنْدَى صَبَرتَه٭أو سَحْبَه٭ـ حديد المحراث ـ أو نحو ذلك؛ أي: جدّده أو جدّدها بالهندوان يضاف إليها لتكون أفعلَ وأقدرَ على العمل. كان فلّاحٌ ذاهباً ليُهَنْدِي معوله عند الحدّاد، فسألته زوجته الغبيّة والّتي لا تهتمّ إلّا بنفسها: ماذا أنت ذاهبٌ لتفعل عند الحدّاد؟ فغاظه السّؤال لأنّها يجب أن تكون أوّل من يعرف مهمّته وما يهمّه، ولهذا أجابها بسخريةٍ أنّه ذاهب ليُهَنْدِي ذكره، ففرحت وقالت له: إذن قل له يطوّله ويعرّضه ويكبّر الفنشلة ويعمل له قُزّاعة صغيرة. فقال لها: عودي بيت أبيك فأنت طالق، لأنّها تصرّفت بجهلٍ وبما يدلّ على أنّ الفراش هو شاغلها الوحيد وليس لها أخلاق الفلاحة وشرفها ومشاركتها للزّوج في كلّ أعماله.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter