المعجم اليمني

يبب

ي ب ب

تعريف-1: اليُبْيُبُ ـ بضمٍّ فسكونٍ فضمّ ـ ونقول: اليُبْيُبِي أيضاً هو: الهدهد، والجمع: اليُبْيُب بصيغة المفرد لأنّها اسم جنس. وقد نقول: اليُبْيُبِيّات أو اليَبايِبة. هذا هو اسمه العامّ، وهي تسميةٌ آتيةٌ من حكاية صوته حين يصوّت، يقال: يَبْيَبَ اليُبْيُبِيُّ ييَبْيِبُ يبْيَبةً فهو ميَبْيِب؛ أي: أطلق صوته بتغريده المعروفِ الّذي هو ترديدٌ لما يشبه لفظة (يُب) أربع مراتٍ متبعاً لها بصوتٍ يسمّى الوشَّة أو الوَشِيش. وممّا جاء عن يَبْيَبَة اليُبْيُبِيّ، قول الحكيم عليّ بن زايدٍ في حكمٍ يحدّد بعض أمارات ظهور وحلول فصل الصّيف: يا يُبْيُبِيْ لا تيبْيِبْ عِنْديْ مِنَ الصَّيْف أمارَهْ حِيْنْ يِصْبِحَ الجوِّ نادِيْ والطَّـلِّ رُوْسَ الحِجارَهْ فظهور اليبيبي من أمارات حلولِ الصّيف بمفهومه عند المزارعين، وكذلك نداوة الهواء في الصّباح، وكذلك ظهور الطّلّ في رؤوس الحجارة صباحا. وقد ذكر ابن زايدٍ هذه القرائن عن ظهور الصّيف في هذين البيتين، ولهما قصّةً يرويها المزارعون عن قوله لهذين البيتين. يقولون: اقترب ابن زايدٍ من زوجته في ليلةٍ باردةٍ من ليالي الشّتاء، فقالت: دعك من هذا الأمر فالبرد شديد، فسأل إلى متى أترك؟ وكان جوابها دون تفكيرٍ ولا قصد حيث قالت: إلى الصّيف. فغاظه الجواب وقرّر إغاظتها بأخذ التّرك إلى الصّيف مأخذ الجدّ، وأخذت اللّيالي تتوالى وهو لا يدنو منها، فلمّا شقّ عليها الأمر وذكرت قولها له، رأت أن تشعره بعدم جدّيتها، فتبعته حينما خرج في الصّباح، ولَمّا أصبح في الوادي وقد ضَمَدَ٭ثوريه للعمل اختبأت خلف ساترٍ وأخذت تيَبْيِب مثل اليُبَيُبيّ معلنةً عن قدوم الصّيف، ولكنّه كان قد لاحظها حينما خرجت ورآها تختبئ وعرف صوتها، فقال البيتين مُهَيِّداً بهما خلف الثّورين وممازحاً لها وموضّحاً أنّها لا تستطيع أن تغالطه بما لديه من الخبرة عنِ الشّهور والمواسمِ والفصول. ولمّا عاد إلى البيت صالحها وعاد إلى طبيعته. ومنَ الأغاني العفويّة الّتي تذكر اليُبْيُبيّ مع الإشارة إلى أنّه يختفي طول الشّتاء ويلزم وكره؛ كأنّه من ذواتِ الدّم البارد فيبدو كأنّه قد مات وما يلبث أن يظهر: يا لَيْتْ مَنْ ماتْ موتَ اليُبْيُبي مِن عامْ لا عامْ ويِظْهرْ بالتِّلامْ والمراد بالتِّلام هنا: بذار أوّل الصّيف. وحول الاعتقاد السّائد بأنّ اليُبْيُبِيّ في المناطق الباردة ينام في الشّتاء نومة الموتى ثمّ يعود في دفءِ آخرِ الرّبيع وأوّل الصّيف، ناقشت دارساً لعلم الأحياء لديه خبرةٌ بأحوال الطّيور، فأنكر أن يكون اليُبْيُبيّ من ذواتِ الدّم البارد الّتي تخلد إلى البياتِ الشّتويّ، وذكر أنّ هذه الطّيور تهجر الجبال الباردة إلى الأودية الدّافئة ثمّ تعود إليها ربيعاً أو صيفا، وهنا ذكرت له ما سمعناه من أكثر من واحدٍ من أنّهم في الشّتاء قد يجدون في خرقٍ من خروق الأرض، هدهداً مستلقياً كالميْت قابضاً رجليه وبراثنه وقد نسل ريشه، بل وتصدر منه رائحةٌ منتنةٌ كرائحة أيّ حيوانٍ ميْت، وبعد أن يقلبوه يتركونه في مكانه وعندما يعودون في آخر الرّبيع فإنّهم يجدون هدهداً أو زوجاً منهما، وهما بكامل ريشهما وألوانهما وهما يتجوّلان حول ذلك المكان، فإذا نظروا إلى الخرق لم يجدوا أثراً لذلك الهدهد الّذي رأوه، ولا يلاحظون ما يدلّ على أنّ حيواناً بريًّا قدِ اهتدى إليه فأكله. ولا أشكّ في صدق الرّواة، ولكنّ الشّكّ هو في صحّة الرّبط والاستنتاج للبرهنة على ذلك برهنةً علميّةً صحيحة. وعلى ضرورة البرهنة اتفقنا ولم نلتقِ ولا أتيحت لي فرصة التّأكّد.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter