المعجم اليمني

أري

أ ر ي

تعريف-1: الأري: في المعجميّة هو: العسل، فإذا كان هذا الاسم من أسماء العسل في اللّغة اليمنيّة القديمة() فإنّ المنكّر منه سيكتب هكذا (أريم = أريٌ) أمّا المعرّف فسيُكتب هكذا (أرين= أريان) هذه الصّيغة ربّما جاء منها اسم هجرة (أريان) المعروفة في (بني سيف العالي) مديريّة (رحاب) قضاء (يريم) محافظة (إبّ) فيكون معنى الاسم هو (العسل) أي (بلدة العسل) والشّاهق الجبليّ الّذي تقع على سطحه بيوت البلدة شاهقٌ شامخٌ أزلُّ مليءٌ بالمغارات والشّقوق الّتي هي الآن أوكارٌ للنّسور، وربّما أنّه في زمنٍ قديمٍ كان في بعض هذه المغارات (دَخْلةْ) () للنّحل؛ أي مغارةٌ لها من تلك المغارات الّتي يتّخذها النّحل لنفسه بيوتاً في الجبال يأوي إليها ويعسل فيها، ونظراً لطبيعة هذا الشّاهق الزّلّاء الحادّة الّتي يستحيل تسلّقها من أسفلَ أو الهبوط فيها من أعلى؛ فإنّ هذه (الدّخلة) قد كثر فيها العسل وتراكم حتّى فاض وظهر لعيون النّاس، فكان العابرون يرفعون رؤوسهم ناظرين إليه قائلين ـ مثلاً ـ: انظروا إلى الأري، لقد كثر هذا الأري، لقد فاض الأري ونحو ذلك، حتّى عرف الشّاهق باسم أريان؛ أي الأري أو العسل، فإذا سأل أحدهم آخرَ قائلاً: أين كنت؟ أو من أين جئت؟ قال: كنت تحت (ضاحة العسل) أو: جئت من جهة (ضاحة الأري) ونحو ذلك، وكانوا ينطقون العسل أريان معرّفاً حتّى اسم هذه الضّاحة اسم (ضاحة أريان) فلمّا بنيت عليها القرية ـ وبيوت القرية القديمة ومسجدها القديم وهي تقع حتّى اليوم على حافةِ الضّاحة ـ سمّيتِ القرية ثمّ البلدة الّتي أصبحت هجرة مهجرة باسم (قرية إريان) أي (قرية العسل). صحيحٌ أنّ الاسم (أريان) أو (الأري) هو بفتح الهمزة، بينما النّاس لا ينطقون اسم البلدة إلّا (إريان) بكسر الهمزة، ولكنّ مثل هذا التّصحيف ليس إلّا من باب ما يدخل على الأسماء من تصحيفٍ أو تحريفٍ له أمثلةٌ كثيرة. هذا محض رأيٍ يراه كاتب هذه الأسطر الّذي ينتمي إلى هذه البلدة، وهو رأيٌ موضوعيٌّ ليس أمام أيّ باحثٍ لُغويٍّ أيّ فرضيّةٍ لُغويّةٍ أخرى يمكن أن يجدها مناسبةً لإعطاء هذا الاسم معناه اللُّغويّ الأقرب إلى الاحتمال والصّحّة.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter