المعجم اليمني

أزب

أ ز ب

تعريف-1: الإزّاب: نبتةٌ بستانيّةٌ منَ الرّياحين، طيّبةُ الرّائحةِ صغيرةُ الحجم والأوراق، عليها زغبٌ يجعل لونها رماديّا، وواحدتها: إِزّابَة، وتُسمّى في صنعاءَ بأحدِ اسميها القاموسيّين وهو المردقوش وينطق البردقوش ولعلّه معرّب، وفي ذلك تقول أغنيةٌ صنعانيّةٌ منَ الحمينيّ٭. مَنْ مَشْقَرَكْ٭بالفُلّ والبَرْدَقُوْشْ! وِمَنْ عِمِلْ في الخدِّ وَرْدِةْ؟! وهذا وزنٌ شعريٌّ فيه خصوصيّةٌ يمنيّة، فصدره منَ السّريع: مستفعلن مستفعلن فاعلان مَن مشقركْ بالفلّ والبَردقوشْ ومن دعا النّاس إلى ذمِّهِ وعجُزه حذفت من آخره حركتان وسكون: ومَن زرعْ في الخدّ وردِه متفعلن مستفعلن فا ذمّوه بالحقِّ وبالبا .. أي : ومن دعا النّاس إلى ذمّه ذمّوه بالحقّ وبالباطل اتّخذته مثلاً على البحر السّريع في الشّعر اليمنيّ. وتسمية هذه النّبتة بالإزّابِ هي الأكثر عموميّةً في لهجاتنا، ولها تسميةٌ قاموسيّةٌ أخرى هي السَّمْسَق، وهي غير مستعملةٍ في لهجاتنا وتكاد تكون منَ المُمات في لغتنا القاموسيّة. ولم تكن أكثر قرى اليمن ومدنه تخلو من زراعة الإزّاب مع ما يزرع منَ الرّياحين حول البيوت وفي أصصٍ على السّطوح وأفاريزِ النّوافذ، وممّا كان يغنّى منَ العفويّ: يا غُصَيْنَ الشَّذابْ ما قال لكْ غُصْنَ الإزّابْ لِلمَجَنَّة خَرابْ ذيْ فرَّقت بينَ الاحْبابْ وكان الإزّاب منَ المشاقر الّتي يتشقّرون أو يتمشقرون بها للتّزيّن؛ انظر (ش ق ر). تعريف-2: الأزبُّ أو اللّزبُ: حشرةٌ مستطيلةٌ شَعْراءُ منَ اليساريع الزّاحفة على بطونها بلا أقدام، ولبعضها زوائدُ رخوةٌ كالأرجل وهو منَ اليساريع الّتي تتشرنق وتتحوّل إلى فراشات، والجمع: لَزَبات. ولهذه الكلمة أصلٌ قاموسيٌّ منَ النّاحية اللُّغويّة، فالزّبب هو كثرةُ الشّعر والأزبّ: الأشعر، ومؤنّثه: زَبّاء. والشّائع الأكثر في لهجاتنا، أنّ الأسماء المبدوءة بهمزةٍ أو ألفٍ مهموزةٍ تحذف همزته حين يعرّف وتضعّف لام التّعريف فتصبح اللّام وكأنّها الحرفُ الأوّل من حروف الكلمة. ومن ذلك جبل اللّسيّ، الواقع إلى الشّرق بجنوبٍ من مدينة ذَمار، ولم يذكره الهمدانيّ في صفة جزيرة العرب/ 225، إلّا باسم أسيّ، فلما عرّف أصبح الأسيّ ثمّ اللّسيّ، والأسِيُّ والأسيَّة٭ اللّقِي واللّقيَّة، أي: ما يعثر عليه من كنـزٍ أو شيءٍ ثمينٍ أو له قيمة، وذكرُها سوف يأتي. وهذا الجبل حريٌّ بأن يكونوا قد أسّوا فيه أسيًّا لأنّه أثريّ. والأصل في الأزبِّ تشديد الباء، ولكنّهم لمّـا حذفوا همزته ووضعوا لام التّعريف أصبح كأنّه ثلاثيٌّ غير مضعّف، وأوّل حروفه لامٌ فقالوا: لَزَبٌ وخفّفوا باءه.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter